ممثل..مؤلف.. مخرج.. ومقدم برامج استطاع أن يضع بصمته في كل مجال خاضه، إنه الفنان السوري جهاد سعد الذي كان يعاني من التخبط في بداية حياته ما بين دراسة الأدب الفرنسي والانتقال لدراسة الهندسة المعمارية.
وانتهى به المطاف طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر، واستطاع أن يثبت نفسه ويضع بصمته في الفن السوري والعربي ككل، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
في 5 مارس عام 1953 بمدينة اللاذقية في سوريا، ولد جهاد، والده سوري من مدينة نقولا، أما والدته فهي لبنانية، شقيقه هو الممثل زياد سعد، وهو في الثانية عشر من عمره انتقلت عائلته إلى مدينة حلب لفترة من الوقت بسبب طبيعة عمله.
في البداية التحق بمدرسة الفرنسيسكان، ثم عادت العائلة إلى اللاذقية فأتم بها الشهادة الإعدادية والثانوية، قم التحق بجامعة دمشق، ودرس الأدب الفرنسي ولكن لمدة عام واحد بعدها انتقل إلى فرنسا وعاش في مدينة ليون الفرنسية والتحق بكلية الهندسة المعمارية هناك.
لكي يستطيع جهاد الإنفاق على نفسه في فرنسا خاصة أن عائلته كانت ذات دخل متوسط، عمل بمجموعة من الوظائف، منها موزع جرائد في الخامسة صباحا، وحامل خضروات في السوق، وفي المساء كان يقف حارس على أحد معامل الألبسة.
بدأ شغف وحب التمثيل يتملك من جهاد وهو في العام الثاني في كلية الهندسة، فقرر تغيير المسار ودراسة الإخراج، وقدم في مجموعة من جامعات باريس ولكنه لم يجتاز امتحانات القبول.
اختار جهاد أن يعود إلى مصر للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فلم يكن معهد في دمشق بعد، ورغم أن جاد كان تأخر عن موعد التقديم إلا أن مدير المعهد وافق على ضمه بعد إجراء عدة اختبارات له اجتازها جميعا.
وقابل الراحل زكي طليمات في بداية دخوله المعهد والذي نصحه بالعودة إلى فرنسا لأن البلاد ليس فيها فن كما قال له وإنما حرب، إلا أنه تمسك بحلمه ودرس في المعهد على يد كبار العمالقة المصريين مثل صلاح أبو سيف، جلال الشرقاوي، محمود مرسي، وسناء شافع.
وكان زملاء دفعته الفنان أحمد فؤاد سليم، والكاتب القدير محمد جلال عبد القوي، والفنان محمد ريحان، وتدرب جهاد على يد نور الدمرداش وأحمد خضر داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، وفي عام 1980 حصل على البكالوريوس.
بعد أن انتهى من الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، سافر جهاد إلى فرنسا، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ونصحه أحد مكتشف النجوم في هوليوود أن يبقى هناك إلا أنه صمم على العودة إلى سوريا.
بعد أن عاد إلى سوريا بدأ المشاركة في بعض الأفلام ومن أشهرها فيلم الانتفاضة، الشمس في يوم غائم، حبيبتي يا حب التوت، والدخيلة. وفي عام 1993 عين مدير المسرح القومي السوري، لمدة 6 سنوات، وترك المنصب في عام 1999.
وكان له عدة بصمات في الإخراج من أشهرها مسرحية كاليجولا وتم تكريمه في عام 1995 وحصل على السعفة الذهبية في أيام قرطاج المسرحية.
هذا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المسرحيات من أبرزها هستيريا، خارج السرب، بيت الحكمة، وحكاية جيسون وميديا التي ألفها بنفسه، ومسرحية أوبرا كارمن، كلاسيك، الأشباح، وهجرة أنتيجون.
وإلى جانب الإخراج، والتمثيل والتأليف اقتحم جهاد عالم تقديم البرامج، وحقق نجاحات كبيرة، ففي عام 1999 قدم أول برامجه وهو خبرني يا طير وحقق نجاحا كبيرا واستمر البرنامج لمدة 7 سنوات حتى عام 2006.
وقال جهاد إن هذه التجربة جعلته يكتشف سوريا من جديد، فخاض العمل الميداني وسافر إلى أماكن لم يزورها من قبل ورغم انشغاله بالتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق إلا أنه استطاع تقديم حلقات مميزة.
وحقق جهاد عدة مشاركات مميزة في الدراما المصرية منها مسلسل السائرون نياما مع النجمة فردوس عبد الحميد، وشارك الزعيم عادل إمام في فرقة ناجي عطا الله، كما شارك في مسلسل القيصر مع يوسف الشريف، تماسيح النيل، البارون، وآخر مشاركاته كانت من خلال المسلسل الشهير لا تطفئ الشمس.
وقدم جهاد مسلسل لورنس العرب، إلا أن المسلسل لم يحقق النجاح المتوقع، ويحلم جهاد بإعادته مرة أخرى، مؤكدا أن المسلسل ظلم، وأنه يتمنى إعادته في فيلم سينمائي ضخم الإنتاج.
وشارك جهاد في الجزء السابع من مسلسل باب الحارة، رغم اعتراضه على الأعمال متعددة الأجزاء، قائلا إن التكرار لا يحقق نجاح مثل الأجزاء الأولى.
تزوج جهاد من مصرية من خارج الوسط الفني، وانفصل عنها بعد إنجاب ثلاثة أبناء، ابن ويدعى يوسف وابنتان وهم "مرين ونوران"، وأبنائه درسوا في فرنسا ويعيشون ما بين فرنسا وألمانيا.
وفي أحد اللقاءات اعترف جهاد أنه عاش مع إحدى السيدات التي رفض ذكر اسمها وقال عنها إنها شخصية معروفة تجربة المساكنة لمدة 12 عاما، وأن هذه التجربة تمت بعد انفصاله، وأن ظروف الحرب هي من حالت دون زواجهم شرعيا، مشيرا إلى أنه لا يمانع من أن تعيش ابنته تجربة المساكنة قبل الزواج.
في التلفزيون شارك جهاد سعد في مجموعة من المسلسلات من أهمها مشاركته في مسلسل العروس عام 1992، النصية عام 1998، جلد الأفعى عام 1999، وفي نفس العام شارك في رقصة الحباري، والفوارس.
في عام 2000 شارك في المسلسل الشهير الزير سالم، قصص الغموض، وقلوب في الميزان، وفي عام 2001 شارك في الجزء التاسع من المسلسل السعودي الشهير طاش ما طاش.
في عام 2002 شارك في مسلسل عمر الخيام، عرسان آخر الزمن، أبيض رمادي أسود، وردة لخريف العمر، قطار المسافات القصيرة، ومسلسل زمان الوصل.
في عام 2004 شارك في شهرزاد الحكاية الأخيرة وأبو زيد الهلالي، في عام 2008 قدم مسلسل لورانس العرب، رائحة المطر، عرب لندن، وفي عام 2009 قدم أصوات خافتة، سحابة صيف، صدق وعده.
في عام 2010 قدم أبو خليل القباني، ما ملكت أيمانكم، سقوط الخلافة، في عام 2012 شارك في فرقة ناجي عطا الله مع الزعيم عادل إمام ومسلسل نابليون والمحروسة.
وفي 2016 شارك الزعيم عادل إمام أيضا في مأمون وشركاه، وفي عام 2019 شارك في المسلسل السوري الشهير حرملك. وكان له عدة بصمات مميزة أيضا في السينما والمسرح.
