جوابك الأول هو الصحيح

  • الباحثون السوريونبواسطة: الباحثون السوريون تاريخ النشر: الأحد، 10 أبريل 2016 آخر تحديث: الثلاثاء، 12 أبريل 2016
جوابك الأول هو الصحيح

هل تبقى على إجابتك الأولى عندما تحتار بين عدة إجابات في الإمتحان؟

لا شيء يخيف الطلاب – و خصوصاً الجامعيين منهم – أكثر من امتحانات الاختيار من متعدد, حيث يسعى الجميع الى رفع معدل نتائجهم في هذا التعذيب العقلي المفضل عند الاساتذة.

كل منّا قد سبق له أن سمع بنصائح و طرق لاختيار الاجابة, و لحسن الحظ أن بعضها صحيح فعلاً , مثلاً احتمال كون الاجابة الطويلة صحيحة أكبر من احتمال الاجابة القصيرة, و الاجابة الدقيقة احتمال صحتها أكبر (مثال: تم وضع الدستور في عام:1950/1946/1940 , في هذه الحالة الجواب الأكثر احتمالا هو الأدق 1946) ولكن هناك نصيحة اخرى أكثر انتشاراً من غيرها , و هي البقاء على الإجابة الاولى الغريزية عند الحيرة بين اجابتين لأنها غالباً تكون الاجابة الصحيحة.

بعد الدراسات الاحصائية, تبين أن أكثر من 68% من الطلاب الجامعيين يعتقدون أن تغيير الاجابة الأولية سيكون خاطئاً و لن يزيد من علاماتهم. ثلاثة أرباع الطلاب يقولون أن تغيير الاجابة الأولى سيخفض معدّل علاماتهم.

خطأ الاجابة الغريزية الأولى” ليس مقتصراً على الطلاب فقط, ففي احصائية أخرى بين الأساتذة الذين يعطون النصائح للطلاب تبين أن 63% منهم ينصحون باتباع الاجابة الغريزية لأن تغييرها سيقلل من معدّلهم. بين أساتذة العلوم و الفنون الحرة فقط 5-6% قالوا أن تغيير الاجابة الاولى سيزيد المعدل. الأكثر من ذلك أن المواقع المصممة لتدريب الناس على الاختبارات المتعددة و اعطاء النصائح تشجع الطلاب على التمسك باجابتهم الاولى الغريزية و عدم تغييرها, و تنشر فكرة ان تغيير الاجابة الاولية خاطئ.

موقع TestTakingTips.com و هو أحد أهم المواقع في هذا المجال ينصح الطلاب بالثقة في اجابتهم الاولى و عدم التردد, الاجابة الاولى غالباً هي الصحيحة إلا في حال القراءة الخاطئة للسؤال.

موقع Tomahawk Elementary School يقول “لا تغير إجابتك إلا إذا كنت متأكداً تماماً من الاجابة الصحيحة".

حتى أن بعض المقولات تدعم هذه الفكرة ” كن حذراً من تغيير اجابتك الأولية لأن التغيير غالباً يكون من الاجابة الصحيحة إلى الخاطئة".

و لكن ما رأي البحوث العلمية في هذا؟؟

تم اجراء اكثر من 60 دراسة و بحث و المفاجئ بالموضوع أن النتيجة كانت معاكسة تماماً لما هو منتشر و متوقع, فقد كانت النتيجة أنه عندما يغير الطلاب اجاباتهم الأولية , احتمال التغيير من الخطأ إلى الصح أكبر من الصح إلى الخطأ. فمقابل كل نقطة خسارة لتغيير الإجابة من الصح إلى الخطأ كان معدل ربح الطلاب نقطتين او ثلاث للتغيير من الخطأ إلى الصح.

الطلاب الذين يغيرون اجاباتهم كثيراً يحصلون غالباً على معدّل أعلى من غيرهم الذين يبقون على اجاباتهم. هذه النتائج ليست مقتصرة على الاختبارات المتعددة البسيطة, و انما أيضا لاختبارات SAT وغيرها.

ولكن دعونا نتفق على شرطين لتطبيق قاعدة “عندما تشك بإجابتك, قم بتغييرها

1-إذا كنت تتوقع مجرد توقع أن الاجابة خاطئة فلا تغيرها, فتغيير الاجابة مفيد عندما يشك الشخص بصحتها لسبب ما.

2-احتمال استفادة الطلاب ذوي النتائج الضعيفة في اختبارات الاختيار من متعدد, أقل من احتمال استفادة زملائهم الأعلى في حال تغيير الاجابة, لذا لا ينصح هؤلاء بتغيير الاجابة إلا في حال التاكد من خطئها.

و لكن ما سبب اعتقاد الكثير من الطلاب أن البقاء على الإجابة الأولية هو أفضل خيار؟؟!

لثلاثة أسباب:

أولاً: لأن معظم الأساتذة ينصحون الطلاب بعدم تغيير إجاباتهم, و هذا يؤدي إلى انتشار هذه الفكرة و ترسيخها أكثر لدى الطلاب بسبب المعلمين.

ثانياً: لأن الطالب يتذكر الجواب الذي قام بتغييره من صحيح إلى خاطئ أكثر من الذي قام بتغييره من خاطئ إلى صحيح. فشعور الندم على قرار التغيير الخاطئ يستمر أكثر من الفرح على التغيير الصحيح, و نتيجة لذلك فإن الأسئلة التي نجيب عليها بشكل خاطئ تترسخ في أذهاننا و يصبح من الصعب نسيانها أو ارتكاب الأخطاء فيها مستقبلاً, و هذا ما يدعى التعلم بالتجربة.

ثالثاً: لأن الكثير من الطلاب يتوقعون صحة عدد كبير من اجاباتهم أكبر من العدد الحقيقي للاجابات الصحيحة لديهم, و عندما يحصلون على النتيجة أقل من المتوقع يظن كثيرون أن الخطأ في الاجابة التي قاموا بتغييرها.

في الختام ننصحك بما يلي: عندما تشك بالإجابة قم بتغييرها, لا تتمسك بالإجابة الغريزية, ففي النهاية تبقى مجرد إحساس, إذا كان لديك سبب للشك بالإجابة غيّرها , و امسح الاجابة الأولى ولا تخشى شيئاً.

المصدر: جوابك الأول هو الصحيح