يعد الكاتب النرويجي جون فوس واحد من أبرز الكتاب المسرحيين في النرويج وأوربا، فقد ألف حوالي 40 مسرحية، فضلًا عن الروايات والشعر والمقالات والقصص القصيرة وكت بالأطفال، واشتهر بأسلوبه الأدبي المميز، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو جون فوس؟
جون أولاف فوس هو كاتب مسرحي نرويجي ولد في 29 سبتمبر عام 1959 في هوجيسوند في النرويج، وقد نشأ في ستراندبارم لعائلة تنتمي إلى طائفة "الكويكرز" وهي طائفة مسيحية بروتستانتية.
كتب فوس الروايات والقصص القصيرة والشعر وكتب الأطفال والمقالات والمسرحيات، وترجمت أعماله إلى أكثر من أربعين لغة. وقد تم مقارنته بهنريك إبسن، وصامويل بيكيت.
قام فوس بتأليف 40 مسرحية، وتم عرض ونشر مسرحيته الأولى "ولن نفترق أبدًا" في عام 1994، واشتهر بأعماله الأدبية المميزة التي حققت له نجاحًا كبيرًا.
درس الأدب المقارن في جامعة بيرغن، وفي عام 1987 حصل على شهادة الماجستير في الادب المقارن من نفس الجامعة. وقد نشرت روايته الأولى عام 1983، ويظهر في أعماله الأدبية تأثره الكبير بالكثير من المواقف في طفولته وحياته العاطفية والدينية.
كم عدد زوجات جون فوس؟
تزوج الكاتب النرويجي جون فوس 3 مرات، المرة الأولى عام 1980 من ممرضة نرويجية اسمها بيورج سيسيل وأنجب منها ابنًا واحدًا، ولكنهما انفصلا عام 1992.
تزوج للمرة الثانية من الكاتبة الهندية النرويجية جريثي فاطمة سيد، ولكنهما انفصلا أيضًا. ثم تزوج للمرة الثالثة من سيدة اسمها آنا عام 2011، وهي سيدة سلوفاكية ويعيشان معًا حاليًا في النمسا.
أعمال جون فوس الأدبية
نشر الكاتب النرويجي جون فوس روايته الأولى عام 1983، وقد تأثر فيها بكتابات الكاتب والشاعر النرويجي تارجي فيساس، كما تناقضت روايته الأولى مع الخيال الواقعي الاجتماعي الذي كان منتشرًا في النرويج وقتها.
في عام 1985 نشر روايته الثانية "جتيار مغلق" والذي اهتم فيها باللغة والتعبير اللغوي أكثر من الحبكة. في عام 1987 نشر روايته الثالثة. في عام 1989 نشر مجموعة من المقالات بعد انفصاله عن زوجته.
في أوائل التسعينات نشر فوس مجموعة من الروايات كما عمل مع زوجته الثانية جريتي فاطمة سيد على عدد من الترجمات.
من رواياته الناجحة "حزن" التي تحدث فيها عن الرسام النرويجي لارس هيرترفيج، ورواية "صباح ومساء" والتي تحدث عن حياة طفل يوم ميلاده ويوم وفاته بعد عقود.
أما أنجح روايته "الثلاثية: اليقظة، وأحلام أولاف، والتعب" وهي عبارة عن سيرة ذاتية لنفسه يرويها على لسان شخص آخر، وتتحدث عن عازف الكمان آيلي وصديقته أليدا، وقد فازت هذه الثلاثية بجائزة الأدب من مجلس الشمال عام 2015.
وروايته "اسم جديد: سبتولوجي السادس والسابع" رشحت لنيل جائزة بوكر الدولية، وكانت هذه الرواية جزءًا من سباعية روائية له تتحدث عن رسام مسن يعيش وحيدًا مع صديقيه ويعيش على ساحل النرويج.
![جون فوس Jon Fosse الكاتب الحائز على نوبل للأدب]()
أعماله المسرحية
تمكن الكاتب النرويجي جون فوس أن يثبت نفسه كروائي وشاعر وكاتب مقالات وكاتب كتب للأطفال، ثم اتجه بعد ذلك إلى الكتابة المسرحية التي برع فيها رغم الشكوك حول قدرته في كتابة أعمال مسرحية.
نشر فوس مسرحياته الأولى عام 1992 "شخص ما سوف يأتي"، والتي وصفت فيما بعد بأنها أعظم اكتشاف في حياته المهنية، وكانت مسرحية الأولى "شخص ما سوف يأتي"، ثم نشر مسرحية "لن نفترق أبدًا"، وقد عرضا في المسرح الوطني في بيرغن في منتصف التسعينات.
نشر فوس بعدها العديد من المسرحيات الناجحة والتي عرضت في مسرحيات النرويج بشكل كبير، ثم عرضت مسرحياته في الخارج.
في عام 1999 بدأ انطلاقته الدولية مع المخرج الفرنسي كلود ريجي حيث تم تقديم مسرحيته "شخص ما سيأتي في نانتير خارج باريس، ثم عرضت المسرحية مرة أخرى في مسرح شوبوهن في برلين في مهرجان سالزبورغ.
![جون فوس Jon Fosse الكاتب الحائز على نوبل للأدب]()
أسلوبه الأدبي
يتميز أسلوب كتابة جون فوس بالنثر الموسيقي الفائض والمتكرر، كما أنه يستخدم مفردات مجردة لإنشاء صوت فريد ومبتكر، غالبًا ما تهتم أعماله بالشخصيات التي تحاول تجاوز حياتهم الدنيوية.
تدور معظم مقالات فوس حول الأدب والفن، ولا يهتم بالجوانب السيرة الذاتية أو الاجتماعية أو التاريخية لموضوعاته.
تستكشف كتابات جون فوس مجموعة من المواضيع، بما في ذلك الطفولة والذاكرة والأسرة والإيمان والوفيات والدين والغموض. تتميز أعماله بالتكرار والموسيقى والبساطة، ويستخدم مفردات مجردة ليخلق صوتًا فريدًا، وقد تأثر كثيرًا بتربيته الدينية وحياته في النرويج وانعكس هذا التأثر على أعماله الأدبية.
حبكات فوس مقيدة بشكل عام، ومقتصرة على الأساسيات، ولغته موسيقية، تعمل بشكل إيحائي من خلال اختيارات كلمات بسيطة وغير معقدة وإيقاع متكرر، ولا يهتم بالجوانب السيرة الذاتية أو الاجتماعية أو التاريخية لموضوعاته، وتدور معظم مقالاته حول الأدب والفن.
تلقت أعمال جون فوس إشادة من النقاد لأسلوبه المبتكر واستكشافه لموضوعات مثل الوفيات والدين والغموض، فقد وصفت صحيفة نيويورك تايمز كتابات فوس بأنها "شخصيات تحاول تجاوز حياتهم الدنيوية" و"تشع بالصفاء".
بينما ذكرت صحيفة الغارديان أن لجنة جائزة نوبل أشادت بعمل فوس لأنه "مزج بين الجذور في اللغة وطبيعة خلفيته النرويجية". كما وصفت مجلة باريس ريفيو إلى أن كتابات فوس تتميز بـ "عبارات موسيقية نقية ومتكررة في مفردات مجردة".
الحصول على جائزة نوبل
حصل جون فوس على جائزة نوبل في الأدب لعام 2023 لأعماله المسرحية والنثرية المبتكرة التي تمنح صوتًا لكل ما لا يمكن قوله باللسان.
تمت الإشادة بعمل فوس لأسلوبه المبتكر واستكشافه لموضوعات مثل الوفيات والدين والغموض، وقد أشادت لجنة نوبل بعمل فوس لقدرته على المزج بين اللغة والطبيعة وخلفيته النرويجية.
وبعد فوزه أعرب فوس عن سعادته الكبيرة بالحصول على هذه الجائزة، وقال إنها مكافأة للأدب الذي يسعى أن يكون أدبًا، كما أوضح أنه شعر بالخوف عندما علم بفوزه بالجائزة.
وجانب جائزة نوبل حصل فوس على العديد من الجوائز الأخرى منها جائزة من المجلس الشمالي للأدب، ودوبلوج للأدب، ووسام الاستحقاق الوطني وجائزة براج وغيرها من الجوائز.
![جون فوس Jon Fosse الكاتب الحائز على نوبل للأدب]()
أعماله المسرحية
