حساسية أم إنفلونزا أم كورونا؟ كيف تفرق بينهم؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 16 مارس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
حساسية أم إنفلونزا أم كورونا؟ كيف تفرق بينهم؟

بعد إصابة عشرات الآلاف حول العالم بكورونا، وما تسبب فيه الفيروس الجديد من حالات فزع عالمية أدت إلى رفع حالة الطوارئ في عدة دول، كان من الطبيعي أن يصاب الكثيرون بالهلع في كل مرة يعانون فيها من ارتفاع في درجة حرارتهم أو من نوبة سعال قوية، خاصة وأنها من بين أعراض كورونا الأولية.

حساسية أم إنفلونزا أو كورونا؟ كيف تعرف الفرق بينهم؟

إلا أن الخطأ الأكثر شيوعاً الذي يقع فيه الكثيرون هو الخلط بين أعراض فيروس كورونا المستجد وبين أعراض أمراض أخرى شائعة مثل الحساسية أو البرد أو الإنفلونزا، خاصة وأن هناك أعراض شبيهة بينهم، وهو ما يجعلنا نتساءل كيف يمكن للمرء تحديد ما إذا كان مصاباً بكورونا أم بغيره من الأمراض؟

وفقاً لتقرير نشره موقع CNN نقلاً عن الدكتور جريج بولند، أستاذ الطب والأمراض المعدية، والذي أوضح فيه أهم الاختلافات بين الحساسية النموذجية، وأعراض البرد والإنفلونزا، وتلك الخاصة بفيروس كورونا الجديد.

سيلان الأنف أو حكة في العين؟ قد تكون مصاباً بالحساسية أو بنزلة برد

وقال بولند أن الحساسية الموسمية تؤثر على الأنف والعين، وتكون عادة مرتبطة بالأنف، فتحدث معظم أعراضها في الرأس، إلا إذا كان الشخص المصاب يعاني أيضاً من طفح جلدي. 

أما أعراض الإنفلونزا وفيروس كورونا، فهي تؤثر على الجسم كله، ويؤثران على أنظمة أخرى والجهاز التنفسي السفلي.

وأوضح الطبيب أن المريض ربما لا يكون لديه سيلان في أنفه، ولكنه قد يكون مصاباً بالتهاب في الحلق، أو يعاني من السعال أو الحمى أو ضيق في التنفس، وهو ما يجعل التشخيص السريري مختلفاً.

ونصح بولند بضرورة الاهتمام بدرجة حرارة الشخص المريض، قائلاً أن الحساسية لا تؤدي إلى الحمى، كما أن ضيق التنفس لا يتسبب في هذا عادة أيضاً، إلا إذا كان المريض مصاباً بالربو مثلاً.

أعراض الحساسية منتظمة وتكون خفيفة عادة

ويوضح بولند أنه إذا كان الشخص المريض تتكرر لديه هذه الأعراض في نفس الفترة من كل عام، فمن المحتمل أن يكون مصاباً بالحساسية الموسمية، وفي هذه الحالة، فإن الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفات طبية وغيرها من الاحتياطات الصحية المنتظمة ستساعده في الشعور بالتحسن.

وأشار الطبيب إلى أن أعراض الإنفلونزا وفيروس كورونا تجعل المصاب بهما يشعر بتعب وألم شديدين، وبأنه بحاجة إلى البقاء في الفراش دون حراك، موضحاً أن الحساسية تجعل المريض متعباً، ولكنها لا تسبب له آلاماً حادة في مفاصله أو عضلاته.

أعراض البرد والإنفلونزا الخفيفة تنتهي وحدها

وقال جريج بولند أنه مع الأمراض العادية، فإن المريض يبدأ في الشعور بالتحسن في غضون بضعة أيام، من خلال الراحة والرعاية المناسبة، ما لم يكون مسناً أو يعاني من ظروف صحية أخرى، ففي هذه الحالة قد يستغرق وقتاً أطول للشفاء.

أما في حالة الإصابة بفيروس كورونا أو بإنفلونزا حادة، فإن الأعراض قد تزيد بمرور الوقت، موضحاً أن حالة المريض قد تسوء في وقت من المفترض فيه أن يتحسن، وفي هذه الحالة فهو بحاجة إلى رعاية طبية. 

وأوضح أن وجود ضيق في التنفس يزيد من الشك في الإصابة بفيروس كورونا، أو بإلتهاب رئوي من الإنفلونزا، والتي لديها نفس الأعراض، وفي الحالتين فإن المريض سيكون بحاجة إلى رعاية طبية.

وأشار الطبيب إلى أن الأعراض المبكرة للحساسية والبرد والإنفلونزا وفيروس كورونا متشابهة، موضحاً أن بعض حالات الإصابة بالإنفلونزا وفيروس كورونا تكون خفيفة للغاية، لدرجة أنها لا تثير أي قلق، لذا فمن الضروري الانتباه جيداً لمعرفة ما إذا استمرت الأعراض.

وأضاف أن القلق يكون أكثر تجاه كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، والأشخاص الذين يعانون من الربو أو أمراض رئوية أخرى، وكذلك النساء الحوامل.

هل تشك في إصابتك بكورونا؟

ويوضح بولند أن المرء الذي يشعر بأنه مصاب بفيروس كورونا عليه أن يسأل نفسه عدة أسئلة، مثل: هل سافر مؤخراً؟ هل استضاف شخص في منزله كان مسافراً؟ هل يعيش بالقرب من منطقة يتفشى فيها الفيروس؟ 

وأضاف أنه في حالة الشعور بالقلق بسبب أعراض مرضية، فيجب استشارة الطبيب فوراً، لإجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من سلامة المرء أو تحديد إصابته.

ليست كورونا؟ احترس، فالإنفلونزا قد تكون مميتة أيضاً

وحذر الطبيب أنه لا يجب الاستهانة أيضاً بفيروس الإنفلونزا، فخلال الأشهر القليلة الماضية، أصيب نحو 30 مليون أمريكي بالفيروس، حيث كانت حالة 300-500 ألف منهم حرجة جداً، لدرجة أنهم دخلوا المستشفى، وقد توفي منهم حوالي 30 ألف شخص. 

وأضاف أنه كلما زاد عدد المصابين، فإن احتمالية انتشار العدوى إلى أخرين تزداد، موضحاً أنه عندما يُصاب 30 مليون شخص بالفيروس، فمن السهل نقل العدوى إلى 10 مليون غيرهم.

كما أشار إلى أنه مع الاختلاف الإحصائي في معدلات الوفاة بين كورونا والإنفلونزا، فإن الأخيرة هي الأكثر انتشاراً، بالإضافة إلى أنها أكثر عرضة لأن تكون مشكلة حقيقية بالنسبة للشخص العادي.

الخلاصة:

وفي نهاية الأمر، من المهم للمرء أن يتوخى الحذر، وأن يراجع تاريخه المرضي، ويراقب أي أعراض يصاب بها، وتحديد ما إذا كان وضعه الصحي يعرضه للخطر، أم أنه بحاجة فقط إلى دواء وبعض الراحة.