حملة "التحذير من الفاشنيستات" تقسم الكويتيين

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 28 مارس 2018
حملة "التحذير من الفاشنيستات" تقسم الكويتيين

انطلقت مؤخرا حملة واسعة في الكويت على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تجاوز عدد التغريدات بشأنها الآلاف. وهي حملة تحذر من "فاشنيستات" كويتيات بعد انتشار الظاهرة في البلد بشكل كبير، وترجمها الكويتيون على حساباتهم في موقع تويتر بوسم "التحذير من الفاشنيستات". وشارك في الحملة مجموعة من رجال الدين وشخصيات معروفة اعتبرت مدونات تلك النسوة "وهما" يبعنه للنساء وأن ما يروجن له لا يمت بصلة لحياتهن الواقعية. وإزاء هذه الحملة، تباينت الآراء بين معارض لها وآخر مؤيد لها دعا إلى التوقف عن "ظلم" المدونات وعدم تعميم الأحكام عليهن، بالإضافة إلى التوقف عن متابعتهن في حالة عدم الإعجاب بها.

جذور الظاهرة

"فاشنيستا" أو "مدونة موضة" كما يطلق عليها في غالب الدول العربية، ظاهرة غزت العالم وانتقلت إلى الدول العربية وبالخصوص دول الخليج في السنوات الأخيرة. حيث تظهر عشرات الحسابات بشكل يومي لنساء اختصرن الطريق ليصلن إلى كل حدب وصوب دون التحرك من مكانهن، بهدف تحقيق شهرة أو مكاسب مادية.

ويرجع أصل "فاشنيستا" إلى كلمة "fashionista" الإنجليزية. وحسب قاموس أوكسفورد، فإن "فاشينيستا" هي كلمة تشير إلى كل شخص يصمم أو يبيع أو يهتم كثيرا بالأزياء والملابس. وكلمة "فاشينيستا" تطلق على المرأة، في حين ينعت الرجل بـ "فاشنيست".

وتعود بداية ظهور الكلمة بالظهور إلى تسعينات القرن الماضي. واستطاعت مجموعة من "الفاشينيستات" العربيات أن يكتسبن شهرة واسعة، وتعد الكويتيات رائدات، إذ تصدرن لمرات عديدة قائمات المدونات الأكثر شهرة.

بداية "الهجوم"

"الهجوم" على "الفاشينيستات" الكويتيات، انتشر بشكل واسع في غضون ساعات قليلة. وفيديو الداعية الكويتي نايف العجمي الذي نشره في تغريدة له على تويترفي الـ 25 من مارس/ آذار 2018، شكل محور المنشورات المعارضة لهذه الظاهرة. فقد تناقلته مجموعة كبيرة من المغردين إعلانا لانضمامهم إلى الحملة.
ويتضمن فيديو الداعية تضمن تحذيرات من المدونات في مجال الموضة. وأكد فيه العجمي على قدرة هؤلاء النساء على إيهام غيرهن بأنهن بعيشن حياة سعيدة، وتشجيع النساء الأخريات على اتخاذهن قدوة لهن في التسوق وكثرة السفر وطريقة وضع المكياج والقيام بالعمليات التجميلية، واتهمنهن بعدم الطاعة.

وردا على الحملة تحدثت لـ DW عربية، الناشطة الحقوقية والكاتبة الكويتية، إيمان جوهر حيات، واعتبرت الأمر حملة قمع لحرية التعبير، إذ تأخذ النساء قسما منه عبر حملات التقييد في المجتمعاتنا العربية والشرق أوسطية. حيات أكدت على أن موضوع "الفاشينيستات" متعلق بحرية التعبير. وأن هؤلاء المدونات "فئة من المجتمع، خرجت لتعبر بطريقتها الخاصة". كما أشارت إلى أن ما يقمن به هو عبارة عن "عمل إعلامي جديد"؛ يحارب لأن الإنسان بطبعه يتخوف من كل ما هو جديد.

.

مرفوضات لهذه الأسباب

ومن بين الفيديوهات التي لاقت مشاركة كبيرة أيضا، فيديو للناشط التربوي طلال العنزي، الذي نشره نهاية العام المنصرم، واتهم فيه "الفاشنيستات" بعدم الاكتراث ببيوتهن وأطفالهن، وعدم الاهتمام بسمعة عائلاتهن.

وفي هذا السياق، وجه مغردون كويتيون آخرون تهماً عديدة لمدونات الموضة، واعتبروا نشاطهن تمردا على تقاليد المجتمع وتجاوزاً لأولياء الأمر أي الآباء والإخوة، بالإضافة إلى التمرد على الدين.

وهو ما ردت عليه حيات في تصريحها لـ DW عربية، قائلة "إدخال الدين في حل مشاكلنا هو تعميق لها". كما ترى أن مسألة الدين، هي علاقة بين الله والشخص ولا يجب التدخل فيها، لأن فيها إقصاء للأقليات الدينية، ولأن الأمور الدنيوية متغيرة.

تأثيرهن كبير

تؤثر مدونات الموضة بشكل كبير في حياة الكويتيين، فحسب دراسة نشرها الموقع الالكتروني الكويتي "القبس" سنة 2016، فإن 60.5 بالمائة من المواطنين يتابعون "الفاشينيستات" في مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن 67.8 بالمائة يتابعون 15 أو أقل منهن على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكما أشارت الدراسة فإن 58.3 بالمائة يقضون ساعتين تقريبا كل يوم لمتابعة "الفاشينستا" على مواقع التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى أن 56 بالمائة يلجؤون إلى برنامج "سناب شات" لمتابعة مدوناتهم المفضلات، فيما قدر متابعيهن على "انستغرام" بنسبة 29.7 بالمائة، و فقط 11 بالمائة في "تويتر".

وفي هذا الصدد أكدت حيات على التأثير البالغ لهذه المهنة، وقالت "هي من أهم المهن الموجودة والتي يمكنها أن تغير سياسات بلد بأكمله". كما دعت إلى دعم الفاشينيستات واللجوء إلى الحوار والتفاهم بدل الهجوم.

مريم مرغيش