الأديب والروائي الأفغاني الأمريكي خالد حسيني واحد من أهم الأدباء الذين سلطوا الضوء على أفغانستان من خلال كتاباتهم، فشأنه شأن الكثيرين شاهد بلاده وهي تنهار بسبب الحرب، ورحل كآلاف غيره من بلاده حاملًا في قلبه شوق وحنين إلى وطنه، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
هو روائي أفغاني أمريكي وسفير النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة، وطبيب سابق ولد في 4 مارس في عام 1965 في العاصمة الأفغانية كابول، وعمل والده في المجال الدبلوماسي وهذا السبب في كثرة تنقله كثيرًا مع عائلته خلال طفولته.
أمضى خالد في طفولته بعض الوقت في إيران وفرنسا، وحينما كان يبلغ من العمر 15 عامًا تقدمت أسرته بطلب للحصول على اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية، وحينها أصبح مواطنًا أمريكيًا مُجنسًا.
والده كان يعمل دبلوماسيا في وزارة الخارجية، أما والدته كانت تعمل مدرسة للغة الفارسي في مدرسة ثانوية للبنات، وكلا والديه نشأ في مدينة هرات، وهو الابن الأكبر لخمسة أطفال، كما ذكر أنه ينحدر من عرق بشتوني وطاجيكي أيضًا، كما يُعتقد أن عائلته من قبيلة محمدزاي من البشتون.
عاش حسيني طفولة مميزة، فأمضى 8 سنوات من طفولته في حي وزير أكبر خان وهو إحدى الطبقات العليا في كابول، وكان يتذكر كابول مدينة عالمية ومزدهرة حيث كان يطير الطائرات الورقية مع أبناء عمومته.
وفي عام 1970 انتقل حسيني وعائلته إلى إيران، حيث كان يعمل والده في سفارة أفغانستان في طهران، وبعدها ب3 سنوات عادت أسرته إلى كابول، وفي عام 1976 سافروا مجددًا في باريس وانتقلت الأسرة هناك.
ولكن بسبب الثورة التي حصلت في أبريل عام 1978 التي استولى عليها حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني على السلطة لم يتمكنوا من العودة فبعدها بوقت قصير اندلعت الحرب في عام 1980، لذلك طلبوا اللجوء السياسي في الولايات المتحدة.
وسافروا بالفعال وأقاموا في منطقة سان خوسيه في ولاية كاليفورنيا وكان حسيني يبلغ من العمر 15 عامًا، ولم يكن يتحدث الإنجليزية، وحينما وصل هناك تعرض لصدمة ثقافية.
عاش فترة مراهقته ملمًا بما يحدث في بلاده على الرغم من بُعده عن الاضطرابات هناك، حيث ذكر أن لديه الكثير من الأصدقاء هناك، وأن الانقلاب الشيوعي كان عنيفًا للغاية على عكس الانقلابات السابقة، حيث قُبض على الكثير من الأشخاص وتم إعدامهم.
وأي شخص منتسب للنظام السابق أو العائلة المالكة كان يتعرض للقتل أو السجن، أو الاختفاء والتعذيب، كما ذكر أن أحد أقاربه كان مغنيًا وملحنًا مشهورًا في كابول وكان صريحًا بشأن كراهيته للشيوعين، وبعد الثورة اختفى للأبد.
درس حسيني في مدرسة الاستقلال الثانوية في سان خوسيه، وتخرج فيها في عام 1984، وبعدها التحق بجامعة سانتا كلارا وحصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء في عام 1988.
وفي العام التالي التحق بكلية الطب بجامعة كاليفورنيا وحصل على درجة الدكتوراه في الطب في عام 1993، وعمل كطبيب في لوس أنجلوس ومارس مهنة الطب الباطني لمدة 10 سنوات بعد عام ونصف من إصدار كتابه الأول.
![خالد حسيني khaled hosseini الأديب الذي حلق حول بلاده بالطائرة الورقية]()
معلومات عن خالد حسيني
حسيني متزوج من سيدة تُدعى "رؤيا" ولديه طفلان وهما حارس وفرح، ويعيشوا معًا في شمال كاليفورنيا.
يُجيد حسيني اللغة الفارسية والباشتو بجانب اللغة الإنجليزية، وقد وصف نفسه بأنه مسلم علماني.
حاليًا هو مبعوث النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكان يقدم مساعدات إنسانية في أفغانستان من خلال مؤسسته.
قرر أن ينشئ مؤسسة تحمل اسمه حينما قام برحلة إلى أفغانستان في 2007 مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وحينها قرر جمع الأموال لبناء منازل للاجئين العائدين إلى بلدهم.
في عام 2018 نشر قصة قصيرة مصورة اسمها Sea Prayer مستوحاة من وفاة الطفل آلان كردي الذي غرق أثناء محاولته الوصول إلى أوروبا من سوريا مع عائلته، وتبرع بعائدات المبيعات إلى المفوضية السامية ومؤسسته.
حينما كان طفلًا قرأ الشعر الفارسي وخاصة شعر جلال الدين الرومي، وعبد القادر بديل، وعمر الخيام، وتأثر بشعرهم كثيرًا.
ديانة خالد حسيني
ولد خالد حسيني في عائلة مسلمة ولكن لا يعرف مذهبه شيعي أو سنياً.
![خالد حسيني khaled hosseini الأديب الذي حلق حول بلاده بالطائرة الورقية]()
ما هي قصة عداء الطائرة الورقية
نشر خالد حسيني روايته الأولى في عام 2003 "عداء الطائرة الورقية" أو The Kite Runner والتي تحكي عن قصة صبي صغير يكافح لتحسين علاقته مع والده، وتدور أحداث الرواية في أفغانستان منذ سقوط النظام الملكي حتى سقوط طالبان، كما تدور أيضًا في منطقة خليج سان فرانسيسكو.
حققت روايته الأولى نجاحًا مدويًا حيث أصبحت الرواية الأكثر مبيعًا لعام 2005 في الولايات المتحدة، وتم إصدار الكتاب ككتاب صوتي، كما تم تحويله لفيلم يحمل نفس الاسم في عام 2007، وظهر حسيني في نهاية الفيلم وهو يطير طائرة ورقية.
عن ماذا تتحدث رواية ألف شمس ساطعة؟
وفي عام 2007 نشر روايته الثانية التي تدور أحداثها في أفغانستان أيضًا وهي رواية "ألف شمس ساطعة" أو A Thousand Splendid Suns وتتناول نفس قضايا الكتاب الأول ولكن من منظر أنثوي.
تدور أحداث الرواية حول امرأتين هما "مريم"، و"ليلى" حينما يقرر زوج مريم أن يتزوج ليلى كزوجة ثانية، وتدور أحداث القصة خلال الفترة الانتقالية في أفغانستان في أثناء الاحتلال السوفيتي إلى سيطرة طالبان، حققت هذه الرواية أيضًا نجاحًا كبيرًا، وتعد من أفضل روايات خالد حسيني.
![خالد حسيني khaled hosseini الأديب الذي حلق حول بلاده بالطائرة الورقية]()
مؤلفات خالد حسيني الأخرى
وفي عام 2013 صدرت الرواية الثالثة للكاتب خالد حسيني وهي رواية "ورددت الجبال الصدى" أو And the Mountains Echoed، وهذه الرواية أيضًا تدور أحداثها حول الأخوة والأخوات والطرق التي يحبون بها، ويجرحون، ويضحون من أجل بعضهم البعض.
وقد ذكر حسيني أنه يحب أن يختار الأسرة كموضوع مركزي متكرر في كتاباته، فأول كتاب له كان يحكي عن علاقة الأب والابن، والكتاب الثاني يدور حول الأبوة والأمومة.
في عام 2018 أصدر رواية "صلاة البحر" وقد استوحى هذه الرواية من قصة الطفل السوري إيلان الكردي الذي توفي غرقًا خلال هجرته مع عائلته عن طريق البحر وانتشرت صوره في كل العالم، ويعد هذا الكتاب أحدث كتب خالد حسيني.
معلومات عن خالد حسيني
