حينما تشاهد أي عمل تلفزيوني من تأليف الكاتبة السورية دلع الرحبي تجد أنها تنقل الواقع بمصداقية فتعيش في كل تفصيلة تكتبها في العمل، تعد الرحبي من أهم الكاتبات السوريات التي شقت طريقها في الفن لوحدها على الرغم من معارضة أهلها، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
هي كاتبة وممثلة سورية ولدت في حي الشاغور في مدينة دمشق في 11 نوفمبر عام 1963، ودرست الحقوق في جامعة دمشق وحصلت على إجازة فيه، وبعدها تمكنت من إقناع أسرتها بالدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل.
لدى الرحبي أيضًا دبلوم في العلوم الجنائية من جامعة دمشق، وهو ما ساعدها كثيرًا في عملها في الكتابة والتأليف، وتزوجت الرحبي من الممثل والمخرج السوري الراحل الذي توفي عام 2020 حاتم علي عام 1990 وأنجبت منه ولدين.
على الرغم من معارضة أسرة دلع الرحبي دخول الفن أو حتى الدراسة في المعهد تمكنت من إقناع أسرتها والدراسة في المعهد وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1986 وكانت الأولى على دفعتها.
تمكنت من دلع من إقناع أسرتها عن طريق وعدها لهم بعدم العمل في التمثيل، وبالفعل ظلت وفية بهذا الوعد لفترة حتى عُرض عليها التمثيل في مسرحية "سكان الكهف" من إخراج المخرج المسرحي الراحل فواز الساجر عام 1988.
ولكي تتمكن التمثيل في هذا العمل أدت دلع دورًا مسرحيًا تحت اسم مستعار وهو "غالية علي" وهو الاسم الذي أطلقته على ابنتها لاحقًا من زوجها الراحل المخرج حاتم علي.
حازت دلع على إعجاب النقاد ولكنها توقفت لفترة حتى عام 1990 حينما شاركت في بطولة مسرحية "الاغتصاب" للكاتب سعد الله ونوس، وحصدت هذه المسرحية شهرة كبيرة، إذ عُرضت في عدة مدن عربية مثل عمات وبيروت، أيضًا تمكنت دلع من حصد جائزتين كأفضل ممثلة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ومن لجنة النقاد وذلك في عام 1991.
وبعد نجاحها الكبير في هذه المسرحية شاركت بعد ذلك في عملين مسرحيين، وهما مسرحية "تقاسيم على العنبر" من تأليف الكاتب جواد الأسدي، ومسرحية "الآلية" لمانويل جيجي، وهاتان المسرحيتان كانتا آخر تجاربها في التمثيل لتنتقل بعد ذلك إلى التأليف.
بدأت دلع حكايتها مع التأليف حينما كتبت لوحات لمسلسل "مرايا"، ومسلسل "بقعة ضوء"، كما شارك في تأليف السهرة التلفزيونية "الكاميرا الخفية"، وتميزت كتابات دلع بأنها اجتماعية حيث ترصد حقائق في المجتمع السوري وتحاول معالجته.
ولكن كانت أهم أعمالها التي تعد انطلاقتها الحقيقية كمؤلفة وكاتبة هو مسلسل "الفصول الأربعة" عام 1999 وهو من إخراج حاتم علي، ويتناول المسلسل الحياة اليومية لأسرة شامية والعلاقات الأسرية التي تربط بين أفرادها، والأسرة مكونة من الأب والأم وجميلة وخمس بنات، ولكل واحد منهم طموح وشخصية مختلفة وحياى مختلفة يرغبون في عيشها.
شاركت أيضًا دلع في تأليف الجزء الثاني من المسلسل وذلك في عام 2002 والعمل أيضًا من إخراج حاتم علي وشارك في العمل خالد تاجا، ونبيلة النابلسي، وهالة شوكت، وجمال سليمان، وسليم صبري، ويارا صبري.
وفي عام 2005 تألقت دلع في تأليف مسلسل "عصي الدمع" من إخراج حاتم علي وشارك في التمثيل جمال سليمان، وسلاف فواخرجي، ومنى واصف ويارا صبري، ونادين سلامة، وجلال شموط وغيرهم.
ويرصد هذا التعمل التغيرات الجديدة في تركيبة الأسرة السورية وذلك من خلال تصوير حياة مجموعة من الأسرة الدمشقية التي تربط بينهم شبكة من العلاقات الإنسانية، كما يرصد العمل أحوال المرأة في هذه العلاقات والتغيرات، ويحكي قصة الحب التي تجمع بين محامي ومهندسة ديكور.
وفي هذا المسلسل ألقت دلع الضوء على مواضيع يخاف الكثيرون المساس منها مثل التحرش والزواج والطلاق، وقوانين الأحوال الشخصية القديمة، ولهذا السبب أثار هذا العمل الكثير من الجدل في الشارع السوري، ولكنه حقق نجاحًا كبيرًا بفضل الموضوعة التي طرحت بها دلع هذه القضايا الحساسة.
وفي عام 2006 ألفت دلع مسلسل "ندى الأيام" وهو مسلسل يحكي عن مجموعة من الفتيات يتحمعن يوم حصولهن على شهادة البكالوريا ويتفقن على الاجتماع مرة أخرى بعد 10 سنوات، ويعد هذا التاريخ نقطة البداية لأحداث المسلسل حيث يروي في كل حلقة حكاية كل فتاة منهن، وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا.
وفي عام 2008 ألف دلع مسرحيتين، الأولى "حكاية الشيخ أبي خليل القباني"، والثانية مسرحية "الوالي مدحت باشا".
وفي عام 2009 ألفت دلع الفيلم القصير "عيد ميلاد" وهذا العمل يدور حول عامل بسيط في حفلات الأطفال يرتدي زي "ميكي ماوس" فترافقه في الفيلم ويحكي حياته الخاصة خلف كواليس الحفلات الصاخبة التي يعمل فيها.
- حصلت على تكريم من لجنة دعم المرأة السورية ومن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق بعد تأليفها مسلسل "عصي الدمع" الذي تحدث عن قضايا تخص المرأة في سوريا.
- شاركت في الثورة السورية وشاركت في المظاهرات التي أقيمت أمام السفارة الليبية في عام 2011 التي تندد بأعمال العنف.
- لديها العديد من المقالات المؤيدة للثورة الثورية والتي نشرت في الصحف والمجلات السورية.
- حصلت على الجائزة الثالثة من نادي الطائف الأدبي عن قصتها المقص التي نشرتها عام 1989.
- حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن مسرحية "الاغتصاب" من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1991، وحصلت على جائزة لجنة النقاد عن مسرحية الاغتصاب في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في العام نفسه.
- شقيقتها هي المخرجة السورية إيمان الرحبي.
- بعد الثورة السورية سافرت دلع واستقرت في كندا لمدة طويلة.
- بعد معرفتها نبأ وفاة زوجها المخرج حاتم علي نُقلت إلى أحد المستشفيات في كندا بسبب تعرضها لانهيار عصبي الذي تطلب وضعها تحت الملاحظ الطبية.
- دخلت عالم التمثيل من وراء أهلها واستخدمت اسمًا مستعارًا "غالية علي" لنفسها حتى لا تعرف عائلتها حقيقة تمثيلها في المسرح.
