دليلك نحو فهم عالم الإيموجي Emoji

?☕????

  • تاريخ النشر: السبت، 21 ديسمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 23 يناير 2024

الإيموجي هي أكثر من مجرد صور ظريفة، فقد غدت هذه الأيقونات الرقمية اللغة الرسمية الناطقة باسم العصر الرقمي.

الرموز التعبيرية على شبكة الإنترنت أو ما يعرف باسم الإيموجي أكثر من من أن تكون فقط عبارة عن موضة عابرة للتواصل خلال العصر الحالي. بالإمكان اعتبارها أكثر كلغة بدائية. فالرموز التعبيرية الصغيرة -بدءاً من ? وحتى ? و ?- تمثل الولادة الأولى للغة خاصة تمثل العصر الرقمي، حيث أنها تجعل النصوص الجامدة الخالية من المشاعر تنبض بالحياة.

دليلك نحو فهم عالم الإيموجي Emoji

الإيموجي ليست فقط للناس الذي يستخدمون الاختصارات في كتاباتهم، هي في متناول الجميع.

وقد خلق كل هذا الكثير من الضغط والتطلب في مجال تصميم الإيموجي ومعاييرها. فإذا كانت الإيموجي لغة للجميع في العصر الرقمي فإن قاموسها بحاجة للتحديث والتطوير المستمر عبر مختلف الحضارات والشاشات والزمن. يوجد اليوم آلاف أشكال الإيموجي التي تمثل الناس على اختلاف ثقافاتهم، وآلاف أخرى تعبر عن الأشياء التي نتفاعل معها في الوسط المحيط مثل النقود ? ومسبحة الصلاة ? وساعات آبل . وبما أن العالم في المستقبل سوف يتطور أكثر نحو الرقمية والعولمة، فإن الإيموجي سوف تصبح أدوات مهمة للترجمة والتواصل- بمعنى آخر: اللغة الرسمية للعصر الرقمي.

الظهور الأول للإيموجي

ظهر في البداية ما يسمى بالإيموتيكون أو الأيقونات التعبيرية. وكانت عبارة غالباً عن مجرد رموز مثل  

:-) و :-( و 8-D ضمن محادثات الدردشة الإلكترونية في التسعينيات. وقد مثلت هذه التعابير البدائية جزءاً مهماً من لغة الانترنت في بداياتها: حيث كان بإمكانك التعبير عن التهكم مثلاً بمجرد إضافة الرمز ;-) في نهاية رسالتك، أو مشاركة شعورك بالتردد عن طريق الرمز ¯_()_/¯.

تم إبداع أول إيموجي عام 1999 من قبل الفنان الياباني شيغيتاكا كوريتا. كان كوريتا يعمل ضمن فريق التطوير لشركة "آي-مود"، إحدى المنصات الأولى في عالم الانترنت من شركة دوكومو وهي شبكة الاتصالات الخلوية الرئيسية في اليابان. وقد كان كوريتا يرغب بتصميم واجهة جذابة لتمثيل المعلومات بطريقة مختصرة وبسيطة: على سبيل المثال، أيقونة تعبر عن حالة الطقس بدلاً من كتابة كلمة "غائم". فقام بتصميم مجموعة من الصور بقياس 12 × 12 بيكسيل التي يمكن اختيارها من لوحة المفاتيح- كشبكة ضمن واجهة آي مود، ثم ارسالها عبر أجهزة الخلوي والصفحات الإلكترونية كرموز مستقلة بذاتها. وقد أعطت مجموعة كوريتا الأصلية المؤلفة من 176 رمزاً- والتي تشكل اليوم جزءاً من المجموعة الدائمة ضمن متحف نيويورك للفن الحديث- الأفضلية للرموز على الوجوه لأن شركة دوكومو كانت تبحث عن وسائل جديدة لتمثيل المعلومات. كان هنالك رموز للتعبير عن الطقس (شمس، غيوم، مظلة، رجل ثلج) والمواصلات (سيارة، ترام، طيارة، سفينة) والتكنولوجيا (هاتف ارضي، جهاز خلوي، تلفاز، لعبة غيم بوي) وكل مراحل تطور القمر. لكن هذه الرموز لم تكن مجرد تعبير عن المعلومات: حيث قدمت الإيموجي للمرة الأولى سبيلاً جديداً لإعطاء لمسة من المشاعر للرسالة. فكلمة "أنا أفهم" قد تبدو جامدة وسلبية لوحدها لكن إذا ما تم إضافة رمز القلب إليها فهي تصبح مفعمة بالدفء والتعاطف. تلك كانت بداية لغة بصرية جديدة.

اقرأ أيضاً: الرموز التعبيرية معاني الإيموجي في الآيفون والسناب شات والواتس آب

أصبحت الإيموجي ذات شعبية واسعة بسرعة في اليابان بسبب قيام شركات الخلوي المنافسة باستنساخ فكرة دوكومو وبسبب تنامي الاتصالات الخلوية المتسارع خلال منتصف فترة الألفينات.

دليلك نحو فهم عالم الإيموجي Emoji

وقد وجدت الشركات خارج اليابان مثل آبل فرصة لإدخال الإيموجي إلى منصاتها. حيث استلم  فريق برمجيات دولي في قوقل عام 2007 المهمة، بتقديم التماس إلى منظمة اليونيكود حتى يتم الاعتراف بالإيموجي من قبلها. ومنظمة اليونيكود أو الترميز الموحد هي مجموعة غير ربحية تشبه في عملها الأمم المتحدة حيث تعد مسؤولة عن الحفاظ على معايير موحدة للنصوص عبر أجهزة الحاسوب.

ذلك أن أجهزة الحاسوب تعمل بشكل أساسي عن طريق الأرقام، حيث أن كل حرف أو شكل تقوم بطباعته على الحاسوب يكون مرمزاً أو ممثلاً بشكل أرقام.

قبل عصر الترميز الموحد أو اليونيكود، كان هنالك المئات من أنظمة الترميز المختلفة، مما يعني أن الحواسيب والمخدمات المختلفة لم تكن بالضرورة تعطي المعنى نفسه للنص. ثم ركز نظام الترميز الموحد على وضع معايير للرموز في اللغة، بحيث أن الأحرف التي تقوم بطباعتها في اللغة الانكليزية أو الصينية أو العربية أو العبرية تظهر بنفس الدقة عبر المنصات والأجهزة.

لاحظ أعضاء فريق قوقل- كات موموي ومارك دايفيس وما ماركوس شيرر- تصاعد موجة الإيموجي في اليابان وتناقشوا حول وجوب خضوعها لنفس المعايير، ثم انضم إليهم مهندسان من شركة آبل عام 2009 هما ياسو كيدا وبيتر إيدبيرغ وقاموا جميعاً بتقديم عرض اقتراح لتبني 625 شكلاً جديداً من الإيموجي ضمن معايير نظام اليونيكود.

وقد قبلت منظمة اليونيكود هذا الطلب عام 2010، بخطوة جعلت من الإيموجي متوافرة بسهولة في كل مكان. ثم قررت اليونيكود في النهاية وضع فهرس لأشكال الإيموجي "بسبب استخدامهم كأشكال في الرسائل النصية في المعايير المهنية لعدد من المصانع اليابانية". بمعنى آخر، فإن الإيموجي أصبحت شائعة جداً بحيث يصعب تجاهل وجودها. ولم تكن هذه المكرمة المقدمة من اليونيكود مجرد طريقة للحفاظ على معايير واضحة لقاموس الإيموجي المتطور بشكل مستمر- بل كانت مقدمة لتشريع الإيموجي كشكل من أشكال التواصل. وقد أصبحت الآن في طريقها رسمياً لكي تصبح لغة حقيقية.

تطور الإيموجي

1991

تمت ولادة الإيموجي في هذا العام حيث تضمنت المجموعة البدئية

أيقونات تمثل الطقس والمواصلات والتكنولوجيا والوقت.

2010

تم الاعتراف رسمياً بالإيموجي من قبل منظمة اليونيكود.

وتم إضافة المئات من الأشكال الجديدة مثل وجوه القطة

التي تعبر عن السعادة أو الغضب أو البكاء.

2015

حصلت الإيموجي على تحديث متنوع بحيث تضمنت 5 تدرجات

لألوان البشرة ومجموعة من الأزواج من نفس الجنس.

2016

أضاف التحديث رمزاً للأب العازب وعلم المثلية والمرأة رافعة الأثقال.

2017

تم اقتراح أشكال إيموجي جديدة لنقل المعلومات عبر اللغات والحضارات،

مثل شكل البعوضة الذي يعبر عن الأمراض مثل الملاريا والزيكا.

أصبحت أشكال الإيموجي متوافرة خارج اليابان منذ منتصف الألفينات عبر تطبيقات منفصلة، مما سمح للمستخدمين القيام بنسخها ولصقها ضمن الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني. وأضافت شركة آبل في عام 2011 لوحة مفاتيح خاصة بالإيموجي رسمياً إلى نظام آي أو أس الخاص بها. ثم قامت أندرويد بالمثل بعدها بسنتين. وقد سمح ذلك للمستخدمين الوصول للإيموجي مباشرة عبر لوحة المفاتيح على هواتفهم الذكية- وبنفس الطريقة أصبح بإمكانك التحويل إلى لوحة مفاتيح باللغة اليابانية أو الكورية للوصول إلى أشكال خاصة بهذه اللغات ونشر الإيموجي إلى جمهور جديد مختلف كلياً.

وقد أشارت مجلة النيويورك تايمز أنه من الممكن لهذه النقلة أن تعطي دعماُ إضافياً للإيموجي خلال موجة النجاح التي حققتها، حيث لاحظت أن الشباب أصبحوا للتو يدرجون هذه الأيقونات الصغيرة ضمن رسائلهم النصية: حيث استخدموا رمز القلب بدلاً من "أحبك" والوجه الضاحك بديلاً عن اختصار "lol".

وكما أصبحت الإيموجي رائجة، فقد أصبحت كثيرة التنوع كذلك. حيث أضافت منظمة اليونيكود مجموعة جديدة من أشكال الإيموجي إلى قائمتها كل عام، والتي قامت بتجميعها من المستخدمين عبر العالم. مثل أول إيموجي بشكل عروس، والعديد من النباتات والحيوانات وأنواع مختلفة من الطعام وأشكالاً تمثل أنواع مختلفة من النشاطات.

وتحتاج اليونيكود إلى عملية مطولة ومعقدة حتى تتم الموافقة على و إضافة كل مجموعة جديدة من أشكال الإيموجي. وقد يتطلب الأمر حوالي السنتين لشكل ما حتى ينتقل من مرحلة المسودة البدئية إلى وجوده على هاتفك الخلوي. في البداية يتم اقتراح شكل إيموجي جديد من خلال عرض طلب رسمي يتم تقديمه غلى منظمة اليونيكود. وتتضمن هذه العروض المفصلة توضيحاً حول السبب وراء ضرورة الموافقة على تبني الإيموجي الجديد وأفكاراً حول كيف يجب أن يبدو شكله. (إن موضوع تصميم الإيموجي أكثر تعقيداً مما تتخيل: فإذا كنا بصدد إيموجي حول الفاصولياء مثلاً، فهل يجب أن تكون من نوع الفاصولياء السوداء؟ أم فاصولياء مهروسة؟ أم فاصولياء بيضاء؟ أو خضراء؟؟؟ هل يجب أن تكون في علبة؟ أو وعاء؟ أو نابتة من الأرض؟. تتم دراسة هذه العروض من قبل لجنة الإيموجي الفرعية في منظمة اليونيكود، والتي تعقد جلساتها مرتين أسبوعياً لمناقشة واتخاذ القرارات حول كل الأمور التي تخص الإيموجي. وعندما تصل هذه المنظمة الفرعية إلى إجماع في الرأي، عندئذ تتم ولادة رمز إيموجي جديد.

وبينما بدأت مفردات الإيموجي بالنمو، فإن البعض قد يتساءل لماذا قد يتم تفضيل بعض الصور على غيرها. لماذا هنالك مثلا العديد من الأشكال التي تمثل طبق السوشي، بينما لا يوجد على الإطلاق أشكال تخص أطباق التاكو والبوريتو والإنتشيلادا؟ هنالك أيضاً أعداد متزايدة من الإيموجي التي تمثل المهن المختلفة-كالأطباء والطباخين ورجال الشرطة- لكن لماذا كلهم رجال؟ ولماذا كل أشكال الإيموجي التي تمثل البشر هي حصراً من ذوي البشرة البيضاء؟

بدأ تسييس الإيموجي بشكل كبير بحلول عام 2014. وقد حدث ذلك بسبب أشكال الإيموجي الممثلة للطعام (حيث لا يوجد أبداً ما يمثل المطبخ الإفريقي التقليدي مثل أطباق الإنجيرا والفوفو) وكذلك الأعلام (حيث يتواجد علم الكيان الصهيوني لكن العلم الفلسطيني غير موجود) والعائلات (حيث ظهر بعض الجدل حول أفراد العائلة الذين يعبرون عن والدين من نفس الجنس أو آباء عازبين)، وغيرها الكثير. لم يكن الأمر مجرد إيجاد الأيقونة المناسبة للتعبير عما تناولته على الغداء- بل كان اعترافاً رقمياً بحضارتك. لقد برزت الإيموجي كلغة هامة في العصر الرقمي، لكنها كانت لغة لا تملك أي مفردات تعبر عن "النساء العاملات" أو "البشر ذوي البشرة الملونة".

ليس بإمكانك إيجاد الإيموجي المناسب لما تريد؟ بإمكانك الغش باستخدام أحد هذه التطبيقات المستوحاة من الإيموجي.

كيموجي: عندما لا يناسب الوجه الباكي ما تريد التعبير عنه، فإن هذا التطبيق سيرسل إليك وجه كيم كارداشيان الباكي عوضاً عنه.

اتخذت منظمة اليونيكود أول خطوة كبيرة عام 2015  نحو تنويع الإيموجي بتقديم خيار لتغيير لون البشرة لأشخاص الإيموجي، مع إضافات أخرى تتضمن أنواعاً مختلفة من الأشخاص الذين يقومون بنشاطات مختلفة. ومنذ ذلك الحين، فإن كل تحديث جديد يتضمن خطوات متزايدة باتجاع تنويع الناس والحضارات الممثلة على لوحة مفاتيح الإيموجي: مثل النساء الذين يقودون الدراجات ويقومون بالركمجة واللواتي يرتدين الخوذ والسماعات الطبية والناس الذين يرتدون العمامات والحجاب. وقد اتخذت اليونيكود في الآونة الأخيرة خطوات نحو ابتكار أشكال إيموجي محايدة الجنس وتلك التي تمثل الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ورموزاً أخرى لتمثل الطيف الواسع من مستخدمي الإيموجي.

دليلك نحو فهم عالم الإيموجي Emoji

مستقبل الإيموجي

تضيف منظمة اليونيكود مجموعة جديدة من رموز الإيموجي كل عام، مما يعني تطوراً متزايداً في مفردات قاموس الإيموجي مع كل تحديث في نظامي آي أو أس وأندرويد. وقد تضمن التحديث الذي ظهر على الشاشات عام 2017 رموزاً لأشكال أسطورية (مثل حوريات البحر والعفاريت والأقزام ومصاصي الدماء) وبعض الأطعمة (فطيرة، شطيرة، بروكلي، وجبة سفرية) والحيوانات (ديناصور، قنفذ، زرافة، حمار الوحش) والوجوه (مشاهير، وجه مندهش، وجه يشير للسكوت، وجه يكاد ينفجر من الغضب). وربما كان الأكثر أهمية في هذا التحديث إضافة عدة طرق جديدة لتمثيل البشر: مثل امرأة تحضن طفلاً وأخرى ترتدي حجاباً والخيارات الجديدة ذات الجنس المحايد لتمثيل الأشخاص من مختلف الأعمار.

دليلك نحو فهم عالم الإيموجي Emoji

وقد أضافت مجموعة جديدة من الإيموجي عام 2018 الخيارات لإضافة شعر رمادي أو أحمر للإيموجي، وكذلك بعضاً من الرموز التي تعبر عن بعض الحضارات مثل كعكة القمر والخرزة الزرقاء. ومؤخراً تضمنت أحدث مجموعة رموزاً تمثل الأشخاص الصم والمقعدين في الكراسي المتحركة وأزواجاً بأجناس مختلطة ودرجات بشرة مختلفة. تلك كانت أهم التطورات العميقة التي طرأت على عالم الإيموجي وأفضل العلامات التي تشير إلى أين تسير في تطورها. وبما أن الأقليات تستمر بالظهور كأيقونات مدروسة بشكل جيد، فقد أصبح بإمكاننا فهم شيء ما حول أولويات الحضارات المختلفة وأنواع الأناس الذين يدخلون في تشكيل هذه اللغة الرقمية المتنامية.

ستعتمد الدفعة القادمة من الإيموجي على ما يصممه الناس ويقدمونه لمنظمة اليونيكود من أجل دراسته وأخذه بعين الاعتبار. فإمكان أي كان أن يقدم عرضاً للموافقة على إضافة إيموجي جديد: حيث تحتاج منظمة اليونيكود لنموذج بدئي للإيموجي وتوضيحاً حول سبب حاجة الناس لاستخدامه وماذا ستقدم إضافته للغة الإيموجي العظيمة. في عام 2017 قدم باحثون من كلية جون هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة ومنظمة بيل وميلندا غايتس طلباً لإضافة إيموجي بشكل البعوضة كوسيلة أفضل للتعبير عن الأمراض المنقولة بواسطة البعوض مثل الملاريا والزيكا (وقد وافقت اليونيكود على أيقونة البعوضة إضافة إلى 156 أيقونة جديدة أخرى في بداية عام 2018). ليس بإمكان أي كان أن يفهم اللغة الإنكليزية أو استيعاب الحيثيات الطبية لمرض الزيكا وليس الكل قادراً على القراءة والكتابة. لكن أيقونة بشكل بعوضة؟ يمكن لأي كان أن يفهم ذلك. وذلك يعطي دلائل جيدة على مستقبل الإيموجي ـ فهي طريقة تتجاوز مفهوم اللغة المتعارف عليها، نحو ثقافة عالمية وشكل جديد للتواصل. فليس بإمكاننا التحدث  بكل لغات البشر الأخرى- باستثناء لغة الإيموجي.

وقد بدأت الإيموجي باتخاذ أشكال جديدة في هذه الأثناء، مثل أنيموجي آبل، التي تستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجه لجهاز آي فون إكس لتشكيل إيموجي باستخدم ملامح وجه هذا الشخص. وتعمل هذه الميزة حالياً فقط على بضعة أنواع من رموز الحيوانات –مثل القطة والكلب والقرد والباندا والخنزير والأرنب والدجاجة والثعلب والمخلوق الفضائي والرجل الآلي والحصان وحيد القرن. ولسبب ما إيموجي يمثل كومة من الغائط أيضاً- لكن يمكن لمكتبة الإيموجي أن تتضمن أي شيء مع وجه يوماً ما. وبما أن تكنولوجيا الحسابات تتطور باتجاه أبعد من شاشات هواتفنا الخلوية الصغيرة، فبإمكان الإيموجي أن تلحق بالركب أيضاً لتأخذ أشكالاً جديدة على منصات جديدة.

وإذا ما تم ذلك، فيجب إيجاد سبل جديد لضمان أن تبدو الإيموجي بنفس الشكل بغض النظر عن المنصة. وقد أصبحت أشكال الإيموجي تتقارب بشكل بطيء لتأخذ تصاميم متناسقة عبر المنصات المختلفة: وبإمكانك ملاحظة ذلك على التصاميم الجديدة في مجموعة إيموجي آبل عام 2016 (ارقد بسلام، فتاة ذات قميص وردي اللون) وفي مجموعة إيموجي أندرويد عام 2017 )إلى اللقاء، إيموجي قطرة). فكل ساهمت هذه التغييرات في جعل الإيموجي تتماشى مع بعضها عبر المنصات المختلفة، بحيث أن الأشكال التي ترسلها عبر هاتف أندرويد تظهر بنفس الشكل نوعاً ما على هاتف آيفون. يجب على الإيموجي التي يتم تصميمها باستخدام الأنيموجي –أو اي كان التطبيق الذي سيظهر لاحقاً- أن تتبع معايير ثابتة للتصميم أيضاً لضمان ظهورها بنفس الشكل في المحادثات على المنصات والأجهزة المختلفة. وذلك لأن أشكال الإيموجي ليست مجرد طريقة هزلية لتزيين الرسائل. وإنما هي شكل معقد ومتين من اللغة الرقمية التي تستمر في التطور.

تعلم المزيد حول الإيموجي

  • الإيموجي ولادة لنوع جديد من اللغات:

يستخدم حوالي 92% من الناس الإيموجي على شبكة الانترنت. حيث تتضمن حوالي نصف المنشورات على الانستقرام شكلاً من أشكال الإيموجي! الإيموجي رائجة جداً لدرجة أنها باتت تتفوق على لغة الانترنت: فكلما استخدمنا رمز الوجه الضاحك أكثر ?، كلما قل استخدامنا لاختصارات lol  و OMG.

فكيف سيؤثر تطور الإيموجي كلغة رقمية على مستقبل الكلمات؟

  • تعبر أشكال الإيموجي الجديدة تماماً كما تفعل الكلمات العادية: إذا ما أخذنا كل مجموعة جديدة من الإيموجي مجتمعة مع بعضها فسنجدها تبدو مثل خليط من أغراض المنزل والنباتات والحيوانات بشكل رقمي. لكن خلف كل عرض لمجموعة جديدة هنالك دلائل كيف أن التواصل الرقمي قد أصبح أكثر مفارقة وتنوعاً، وأكثر أهمية كذلك.
  • إن مشكلة تنوع أشكال الإيموجي أبعد من مجرد فروق عرقية: إن التنوع في قاموس الإيموجي لا يدور فقط حول كيفية إيجادك لأيقونة صغيرة تشبهك. فوجود أو غياب إيموجي يتعلق بوضوح أو اضمحلال حضارة ما: من الذي سيتم تمثيله في لغة المستقبل الرقمية؟ وكيف ستأخذ أشكال الإيموجي هذه بعين الاعتبار مواضيع الاختلافات السياسية والجغرافية الحساسة مثل السيادة القومية والعرقية والأديان والحروب؟
  • تصميم رمز إيموجي محايدة الجنس؟ ذلك يتطلب أكثر من مجرد إزالة أحمر الشفاه

لقد تم التعبير عن أشكال الإيموجي التي تمثل النساء والفتيات بشكل مبالغ بهلسنوات عديدة: حيث استخدمت العيون الواسعة الداكنة وأحمر الشفاه والشعر المصفف للدلالة على العلامات الأنثوية. أما الوجوه المحايدة التي تشبه مظهر الذكور أو الأشخاص الذين لا يعتبرون الجنس أمراً مهماً أو لا يحسبون أنفسهم على جنس معين فلم يكن لديهم أي خيارات. وقد بدأ ذلك يتغير بشكل بطيء حالياً.

  • الفن الدقيق لابتكار أشكال إيموجي جديدة: هل فكرت يوماً كيف تم ابتكار أيقونة الإيموجي التي تمثل النقانق؟ إذا ما اختلسنا النظر داخل منظمة اليونيكود نجد عروض طلب جديدة يتم تقديمها ومناقشتها والنظر فيها ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة حولها. فعلى المنظمة اختيار درجات الألوان المتوافرة للوجوه المختلفة. وعليها أيضاً الموافقة أو رفض بعض الرموز الدينية. ويوماً ما قد يكون عليها المصادقة على إيموجيات العائلة التي تحتوي على آباء متغيري الجنس. أو كما هو مسموح به في عمان مثلاُ عائلة مؤلفة من زوج وأربع زوجات.

تم تحديث هذا الدليل آخر مرة في 6 فبراير 2019. المصدر