ديميس روسوس.. النجم اليوناني الذي وصل إلى العالمية

لم يكن المغني اليوناني ديميس روسوس مجرد فنان صاحب صوت جميل، بل كان حالة فنية حققت شهرة عالمية، ونجح في توصيل الموسيقى اليونانية إلى الساحة العالمية، حيث جمع في مسيرته بين الصوت القوي والإحساس العميق، فضلًا عن أسلوبه المميز على المسرح الذي جعله أيقونية غنائية عالمية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.

من هو ديميس روسوس؟

أرتيميوس فينتوريس روسوس، ويعرف باسم ديميس روسوس، هو مغني وكاتب أغاني وموسيقي يوناني، ولد في 15 يونيو عام 1946 في مدينة الإسكندرية في مصر، ويعد واحد من أشهر وأنجح نجوم الغناء في اليونان والعالم.

ولدت ديميس في عائلة فنية يونانية عاشت في مصر لسنوات، وقد عاش ديميس في مصر حتى سن 15 عامًا، ثم انتقلت العائلة إلى اليونان، ليبدأ مسيرته الفنية في أواخر الستينيات من خلال فرقة Aphrodite’s Child، التي حققت نجاحًا كبيرًا بفضل أغانيه التي مزجت بين الروك والموسيقى اليونانية التقليدية.

بعد انفصال الفرقة، بدأ ديميس روسوس مسيرته المنفردة، وفي عام 1973 أصدر أغنية Forever and Ever التي كانت نقطة تحول في مسيرته الفنية، وحققت الأغنية نجاحًا ساحقًا على المستوى العالمي، وهو ما عزز مكانته كأحد أهم الفنانين في أوروبا والعالم.

توالت نجاحاته فيما بعد، وأصدر المزيد من الأغنيات التي تميزت بتنوع الموضوعات والطابع الموسيقي. بالإضافة إلى الغناء، برع ديميس في العزف على عدة آلات موسيقية، كما أنه ألف الكثير من أغنياته.

رحل ديميس عن عالمنا بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا، ورغم رحيله، تظل أغانيه علامة فارقة في تاريخ الموسيقى اليونانية والعالمية.

ما هو أصل ديميس روسوس؟

الفنان ديميس روسوس من أصول يونانية رغم أنه من مواليد مدينة الإسكندرية في مصر.

نشأته وحياته المبكرة

ولد الفنان ديميس روسوس في مدينة الإسكندرية في مصر لعائلة يونانية استقرت في مصر لعدة سنوات. هاجرت عائلته من اليونان إلى مصر بعد كارثة الحرب اليونانية التركية التي اندلعت عام 1919.

في الإسكندرية، التحق ديميس بالمدارس اليونانية، كما كان أنه كان جزءًا من جوقة الكنيسة البيزنطية اليونانية في الإسكندرية، وقد تأثر بفضل نشأته في مدينة ساحلية بأجواء موسيقى الجاز، كما أنه أحب الموسيقى العربية الكلاسيكية والموسيقى الأرثوذكسية اليونانية، وكان هذا التنوع الموسيقي في نشأته له تأثير كبير على أسلوبه الفني مستقبلًا.

لم يستقر ديميس في الإسكندرية كثيرًا، ففي عام 1956، وعندما كان يبلغ  من العمر 15 عامًا تقريبًا، اضطرت عائلته الهجرة من الإسكندرية والعودة إلى اليونان مرة أخرى بسبب العدوان الثلاثي على مصر.

هل ديميس روسوس ابن نيللي مظلوم؟

لا، والدة الفنان اليوناني ديميس روسوس هي سيدة يونانية اسمها أولجا، والتي شاركت مع زوجها في فرقة مسرحية يونانية للهواة في الإسكندرية.

أما الفنانة المصرية من أصول يونانية نيللي مظلوم فهي راقصة اشتهرت في مصر خلال الأربعينات والخمسينات، وما جعل البعض يعتقد أنها والدة ديميس أنها تزوجت من نفس العائلة عام 1949.

من هي زوجة ديميس روسوس؟

خلال حياته، تزوج ديميس روسوس أكثر من مرة، وذكرت بعض المصادر أنه تزوج 4 مرات. لدى ديميس ابنة اسمها إميلي من زوجته الأولى مونيك. لديه أيضًا ابن من زوجته الثانية دومينيك، وكلا طفليه أصبحا موسيقيين فيما بعد.

تزوج للمرة الثالثة من عارضة الأزياء الأمريكية باميلا سميث، أما زوجته الرابعة والأخيرة هي سيدة فرنسية اسمها ماري.

تعرض لحادث اختطاف طائرة

في منتصف الثمانينات، كان ديميس روسوس ضمن ضحايا اختطاف طائرة متجهة من أثينا إلى روما، وذكرت المصادر الغربية أن العملية بتخطيط من حزب الله اللبناني، الذين طالبوا إسرائيل بالإفراج عن 700 شيعي معتقلين لدى إسرائيل.

كان روسوس محظوظًا، إذ تم إطلاق سراحه مع 4 يونانيون آخرين بعد 5 أيام من اختطاف الطائرة، بينما ظل باقي الركاب لمدة 17 يومًا حتى تم الإفراج عن المختطفين.

بداية مسيرته الموسيقية

بعد عودة ديميس روسوس إلى اليونان، بدأ مسيرته الموسيقية بعمر 17 عامًا بالانضمام إلى عدة فرق موسيقية شابة، ومنها فرقة "وي فايف" والتي حققت نجاحًا محدودًا في اليونان.

تميز روسوس في بدايته بصوته الأوبرالي الذي ساعد في نجاح فرقته بشكل دولي، وخاصة بعد إصدار ألبومهم الأخير 666، والذي مزج بين الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الروك.

تفككت الفرقة في نهاية الستينات، وواصل روسوس بعدها تسجيل أغنيات بشكل متقطع مع زميله فانجيليس، وفي عام 1970، أصدرا معًا ألبومًا للفيلم اليوناني Sex Power، وفي عام 1977، أصدرا معًا ألبومًا جديدًا بعنوان Magic 

مسيرته الفنية المنفردة

انطلقت المسيرة الفنية المنفردة للفنان اليوناني ديميس روسوس في بداية السبعينات، حينما أصدر أغنيته الناجحة We Shall Dance، التي لم تحقق صدى واسعًا في البداية، لكنها سرعان ما حققت المزيد من الشهرة في أوروبا، وكانت هذه الأغنية سببًا في قيامه بجولة غنائية في أوروبا، ليلمع اسمه في عالم الموسيقى.

في عام 1973، أصدر أغنيته الأسطورية Forever and Ever التي كانت واحدة من أنجح أغاني ديميس روسوس على الإطلاق، والتي حققت نجاحًا عالميًا، وساعدته في زيادة حضوره على الساحة الموسيقية الأوروبية.

أطلق روسوس المزيد من الأغنيات الناجحة، ومنها Happy to Be on an Island in the Sun، وأغنية My Friend the Wind، وغيرها. في عام 1976، أصدرت بي بي سي فيلمًا وثائقيًا بعنوان "ظاهرة روسوس" وبعدها أصدر ألبومًا مطولًا حمل الاسم نفسه، وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا في أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وهو ما عزز من جماهيريته العالمية.

ظهر روسوس فيما بعد في برامج تلفزيونية في عدد من الدول الأوروبية، وفي الثمانينات، زادت شهرته في أوروبا، وأطلق عدة أغنيات تصدر قوائم الأغاني في أوروبا، ومنها ألبوم Greatest Hits، وألبوم Demis".

في مطلع الألفية الجديدة، واصل ظهوره الفني وتوسعت محطاته الفنية، إذ غنى في دول أخرى منها روسيا ومصر والإمارات وبغداد، وغيرها. قبل وفاته، أصدر ألبومه الأخير بعنوان "مجموعة أعمال ديميس روسوس" والذي حقق نجاحًا كبيرا في عدة دول، منها بلجيكا وهولندا.

مرضه ووفاته

عانى ديميس روسوس لسنوات من مشكلات صحية مختلفة بسبب زيادة وزنه، حيث وصل وزنه إلى 147 كيلوغرامًا، لذا اتبع نظامًا غذائيًا خسر فيه 50 كيلوغرامًا من وزنه في 10 أشهر، وقد شارك في تأليف كتاب "مسألة الوزن"، وتناول فيه صراعه مع السمنة.

عانى بعدها روسوس من مرض سرطان المعدة، والذي انتشر ووصل إلى الكبد والبنكرياس، وتوفي جراء المرض في 25 يناير عام 2015 عن عمر 68 عامًا.

أقيمت جنازة ديميس روسوس في المقبرة الأولى في أثينا، وهي المقبرة التي دفن فيها العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع اليوناني، وشارك في جنازته نجوم وسياسيين. بعد وفاته، تم افتتاح متحفًا باسمه في هولندا، ونقل المتحف فيما بعد إلى اليونان.