ريادي يائس يسأل المجتمع الريادي: هل أستسلم أم أتابع؟

  • ومضةبواسطة: ومضة تاريخ النشر: الأحد، 26 أكتوبر 2014 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
ريادي يائس يسأل المجتمع الريادي: هل أستسلم أم أتابع؟

أمرّ حالياً أنا وفريقي في فترة عصيبة. لقد وصلنا إلى الحضيض ولم نعد واثقين ما إذا كان علينا الاستسلام أم لا.

تتكلم مقالات كثيرة عن فوائد إنشاء شركة ناشئة، لكنّ القليل منها يتكلم عن الأوقات العصيبة التي تمر هذه الشركات فيها؛ وحتى تلك التي تتكلم فعلاً عن هذا الموضوع فهي بقلم رواد كئيبون ليس لديهم أدنى شعلة أمل.

آمل أن أتمكن في هذا المقال أن أعكس قساوة الشركات الناشئة بأوضح شكل ممكن؛ غير أنني آمل أيضاً أن ألهم الآخرين ونفسي في المستقبل لعدم الاستسلام أمام المشاكل، وإنّما السعي دائماً إلى إيجاد الحلول.

في البدء كان تطبيق "بيبل" Beepl

بدأت العمل في تموز/يوليو 2013 على مشروع "بيبل أب" @BeeplApp. بعد رحلةٍ خضتها بمفردي اعتمدتُ فيها سياسة حدّ النفقات والاستفادة من الموارد، غيرت محورها لتصبح "سوايب أوت" @SwypeOut. 

في 28 حزيران/يونيو، بدأت بالعمل على كتابة رموز code "سوايب آوت" على "جيت هاب" GitHub. وكانت تنطوي خطتي على تحقيق النجاح في غضون ستة أشهر من ذلك اليوم، أي بحلول ليلة رأس السنة. لأقوم بذلك، كان عليّ أن أجمع المال. ولكي أجمع المال، كان عليّ أن أوظف فريقاً وأبني منتجاً وأحصل على إقبالٍ كافٍ على المنتج بحلول الشهر الثالث، بما أنّ حصد التمويل يستغرق مدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.

بعد ثلاثة أشهر

في 23 أيلول/سبتمبر، أي بعد ما يقارب ثلاثة أشهر، كنا قد أصبحنا فريقاً يتألف من أربعة أشخاص. وظّفت ثلاثة أشخاص في الأشهر التي سبقت غير أنّه لم يكن لدى أي منّا خبرة سابقة في مجال الألعاب. 

كان التطبيق شغالاً على نظام "أندرويد"وكان قد تمّ تنزيله 800 مرة. أعلم أنّ ذلك بالكاد يكون أمراً هاماً، ولكن، بما أنّنا لم نتمكن من إنفاق أي فلسٍ على التسويق ولم يكن لدينا أي خبرة في الهواتف النقالة، فأنا فخور بما فعلناه.

توجهت إلى كلّ مستثمر في الشبكة ، وقد تلقيت الأسبوع الماضي جواباً سلبياً آخر من المستثمر الذي كنت أعلق أكبر آمالي عليه. وفي حين أنّ الآخرين لم يرفضوا المشروع رفضاً قاطعاً، إلاّ أنّ شكوكاً كثيرةً راودتهم بشأن افتقار منتجي إلى الإقبال. من الواضح أنّه يصعب إقناعهم بالتركيز على نمط العمل السريع الذي يتسم به الفريق، إذ يبدو أنّ المستثمرين لا يهتمون سوى بالأرقام وينسون كل العقبات التي ناضل الفريق ليتخطاها.

وها أنا أجول منذ أربعٍ وعشرين ساعة ذهاباً وإياباً لا هدف أمامي، أستمع إلى أغاني هادئة لا آلات موسيقية فيها، بالكاد أتكلم بضع كلمات قصيرة عند الضرورة، غارقاً في كآبتي.

عندما أعيد التفكير في الأشهر الثلاث الماضية، أغضب تجاه نفسي.

ريادي يائس يسأل المجتمع الريادي: هل أستسلم أم أتابع؟

لقد ارتكبت عدداً هائلاً من الأخطاء. كنت متفائلاً جداً بشأن ما يمكنني فعله في مثل هذه الفترة القصيرة. فقد استغرق إطلاق النسخة الأولى من لعبة "كلاش أوف كلانز" Clash of Clans الشهيرة فريقاً مؤلفاً من خمسة أعضاء مخضرمين في شركة "سوبر سيل" SuperCell عملوا ليلاً نهاراً طوال ستة أشهر، وها أنا كنت أتوقع أن أقدّم لعبةً عظيمة في مجرد ثلاثة أشهر بفريقٍ بنيته ضمن تلك الفترة لم يكن لديه أدنى خبرة في مجال تطوير الألعاب. كما كنت أعرض منتجاً غير ناضجٍ بتاتاً على المستثمرين. هذا أشبه بانتحار محتّم!

وفي خلال هذه الفترة، قمت أيضاً بقرارات خاطئة أضعفت تركيز الفريق على الهدف وما كان إلاّ أن زاد ذلك زاد الطين بلةً.

الوصول إلى الحضيض

أنا أخوض هذه الرحلة بمفردي منذ عام. ونتيجةً لذلك، تتلخص مشاكلي بالتالي:

لم يعد من أثر لحياتي الاجتماعية. يعيش أصدقائي حياةً مستقرةً وسعيدة ولا يمكنهم بالتالي أن يفهموا فعلاً عمق ما أمر به وأنا لا ألومهم على ذلك، غير أنّني أشعر بالوحدة ومن المؤلم ألاّ يكون لديك أيّ شخص تلجأ إليه ليدعمك.
لا يطيق أهلي نمط حياتي الذي تفرضه إدارة شركة ناشئة. فهما لم يحبذا يوماً هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر وأنا ممتن لأنّهما دعماني في الأصل. غير أنّني أعتقد أنّني تخطيت الحدود بنظرهما.
أنا أنفق حالياً آخر مدخراتي. أفكر أحياناً في قرارة نفسي على سبيل المزاح في أنني أشبه بإيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير وهو يقوم باستثمار كل ما لديه على "تسلا" Tesla و "سبايس أكس"SpaceX . ولكن، لنكن واقعيين. أنا لا أشبهه البتة ولن أشبهه يوماً على الأرجح.
من الناحية العاطفية، أعرف كيف علي التعامل مع حالتي. فقد شاهدت ما يكفي من أشرطة الفيديو التحفيزية وقرأت ما يكفي من الاقتباسات لكي تبقى معنوياتي عالية. كما وأنّني أدرك أنّني لست فاشلاً لمجرّد أنّني فشلت. وأنّ الاستسلام هو ما يعد الفشل الذريع. وأنّ العمل الحقيقي يبدأ عندما تزول كل آمالك. وأنّ قوتك في توجيه الضربات لا تهم، بل ما يهمّ هو القوة التي تُوَجَه فيها الضربات إليك وستستمر على الرغم منها من السير قدماً.  

غير أنّني جلست في غرفتي على الرغم من كل ذلك وبكيت. وذلك ليس لأنني فشلت، بل لأنّني ورّطت الآخرين في حالتي أيضاً. 

وفي قرارة نفسي اعتذرت إلى فريقي لأنّني خذلته. 

واعتذرت إلى لاعبي "سوايب أوت" وأول مستخدمي "بيبل". 

اعتذرت إلى أصدقائي الذين توقفت عن التواصل معهم بشكل طبيعي. 

واعتذرت إلى عائلتي التي قد وضعت أملها فيّ والتي خذلتها على الرغم من ذلك. 

لكنّ الأهم من ذلك كلّه هو أنّني طلبت السماح من نفسي لأنّني فشلت في تحقيق ما وعدت نفسي به. هل سأتمكن من أن أثق في نفسي مجدداً في تحقيق أي وعدٍ آخر؟ أم أنّ شكي في ذاتي سيدمر كل مشروع أخوضه من الآن فصاعداً؟ 

ماذا الآن؟

لقد شاركتكم الكثير من شكوكي والمأساة التي أمر فيها. ما من شيءٍ أسوأ من الحيرة. وفي حين أنّه من الجيد التعبير بصدق عن مشاعرك، إلاّ أنّني مهندس وقد اعتدت على حل المشاكل. لذا، فلست معتاداً على التذمّر. التذمّر لا يحل المشاكل.

تابع المقال بالضغط هنا>>