سبب هبوط الطائرات بجانبها أثناء الرياح القوية والعواصف

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020
سبب هبوط الطائرات بجانبها أثناء الرياح القوية والعواصف

في الأجواء الطبيعية تستطيع الطائرات المدنية الإقلاع والهبوط على مدارجها بسلام بالطريقة المعتادة، ولكن عندما تتعرض للمطارات لموجة من الطقس السيء، يكون الأمر صعباً بالنسبة للطيار للسيطرة على الطائرة.

ماذا تفعل الطائرات في حالة وجود رياح قوية أو عواصف؟

حيث يجد الطيار نفسه وقتها مضطراً للقيام بمناورات معينة تساعده على الحفاظ على توازن طائرته في مواجهة الرياح الشديدة التي قد تكون عمودية على بدن الطائرة، وذلك حتى لا تخرج عن مسارها الطبيعي.

وقالت تقارير إخبارية أنه عندما تتعرض المطارات لرياح قوية أو تكون في مسار عاصفة قادمة، فيتم وقتها تأخير عمليات الهبوط والإقلاع لتجنب انزلاق الطائرات فوق المدرجات أثناء إقلاعها، أو تعرضها للاصطدام بالأرض أثناء هبوطها بصورة خاطئة.

لماذا تهبط الطائرات بجانبها أثناء العواصف والرياح القوية؟

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يرصد كيفية هبوط طائرة على مدرج أثناء موجة رياح قوية، بطريقة تحميها من الارتطام بسطح المدرج أو الانزلاق بعيداً عليه.

وبحسب ما أوضحته التقارير، فإن وضعية الهبوط الصحيحة للطائرة في هذا السيناريو تتطلب من الطيار جعل مقدمة طائرته في وضع يوازي الخط المستقيم الموجود وسط المدرج، لافتة إلى أن هذا ربما لا يمكن تحقيقه بالطريقة التقليدية للهبوط أثناء وجود رياح شديدة.

وتابعت أن طريقة الهبوط بجانب الطائرة تعتمد على خفض مستوى أحد الجناحين مقارنة بالآخر، بينما يتم ضبط مقدمة الطائرة في وضعية موازية للخط المستقيم الموجود وسط المدرج.

وأضافت أنه يتم خفض الجناح الموجود في جهة هبوب الرياح وجعل الإطارات الموجودة في نفس الجهة تلامس الأرض قبل الإطارات الموجودة في الجهة الأخرى، مشيرة إلى أن هذا يساهم في تحويل قوة الدفع الناتجة عن الرياح 90 درجة، لتجعل الطائرة تستقر على الأرض في وضع الهبوط الصحيح.

لماذا يستحيل فتح باب الطائرة من الداخل أثناء التحليق؟

وفي سياق آخر، يظن البعض أنه من الممكن فتح باب الطائرة أثناء تحليقها في الجو، إلا أنه في الحقيقة هذا أمر مستحيل لعدد من الأسباب التي يعود تفسيرها لقوانين فيزيائية متعلقة بالضغط الجوي خارج الطائرة.

وفقاً لما ذكرته تقارير إخبارية، فإن السبب الرئيسي لاستحالة فتح باب الطائرة أثناء التحليق في الجو يعود للحسابات الفيزيائية التي تقول أنه كلما زاد ارتفاع تحليق الطائرة في الجو، كلما قلت مستويات الضغط الجوي خارجها.

وتابعت أنه كلما قل الضغط الجوي، كلما صار التنفس أمراً أكثر صعوبة، حيث أن نسب الأكسجين في الهواء تقل مع الارتفاع.

وأوضحت التقارير أنه عند ارتفاع 18 ألف قدم عن سطح البحر، لا يستطيع جسم الإنسان امتصاص الأكسجين الذي يحتاجه للتنفس، لافتة إلى أن هذا هو الرئيسي لضبط مستوى الضغط داخل الطائرة على الارتفاعات العالية لما يوازي الضغط الجوي عندما تكون على ارتفاع 8 آلاف قدم عن سطح البحر.

وأشارت إلى أنه عند الوصول إلى مستوى 8 آلاف قدم، تنخفض نسب الأكسجين التي يحصل عليه الجسم بحوالي 4% فقط، وهو أمر لا يؤثر على قدراته ووظائفه الحيوية.

وقالت التقارير أن الطائرات الحديثة تحلق على ارتفاع 36 ألف قدم فوق سطح البحر، وفي حال لم يتم تجهيزها عند مستوى ضغط جوي ثابت من الداخل، فإنها ستؤثر على من بداخلها.

وأضافت أن الأمر يختلف بشكل كبير بين داخل الطائرة وخارجها، فباب الطائرة يصل طوله إلى 180 سم وعرضه إلى 90 سم، وبالتالي، ووفقاً للقوانين الفيزيائية، فهو يتعرض لضغط خارجي يوازي نحو 24 ألف رطل، في حين أن أقوى رجل في العالم لا يستطيع أن يحمل أكثر من 1102 رطل تقريباً.