هل تعلم أن ستيفن أنتوني أو ستيف بالمر Steve Ballmer الذي يحتل المركز الثامن في أغنياء العالم، جاءت أغلب ثروته من 4% فقط من أسهم شركة مايكروسوفت والتي شغل مديها التنفيذي في الفترة من 2000 حتى فبراير 2014، خلفا لمؤسسها بيل جيتس.
ستيف بالمر الذي يصف نفسه بالرجل المخلص استطاع خلال فترة رئاسته لمايكروسوفت أن يصنع نموا في الإيرادات وعندما شعر بتراجع النجاح قرر التقاعد وتفرغ للأعمال الخيرية. ومنذ ذلك الوقت وأصبح ستيف بالمر أحد رواد الأعمال في العصر الحديث...
ولد بالمر عام 1956 في ديترويت بولاية ميشيغان لأب أمريكي سويسري وأم يهودية أمريكية جاءت عائلتها من مدينة بينسك في أوروبا الشرقية، نشأ في فارمنجتون هيلز بولاية ميشيغان. في عام 1973، تخرج من مدرسة Detroit Country Day School، وهي مدرسة إعدادية جامعية خاصة في بيفرلي هيلز بولاية ميشيغان -الآن عضو في مجلس إدارتها-.
في عام 1977 تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة هارفارد بدرجة البكالوريوس في الرياضيات والاقتصاد، أثناء وجوده في الكلية، أدار بالمر فريق كرة القدم، وتعرف على زميله بيل جيتس.
التحق بكلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد في عام 1979، وبعد عامه الأول، زار صديقه الجامعي جيتس في سياتل، على أمل الحصول على وظيفة صيفية في شركة مايكروسوفت التابعة لجيتس. بدلاً من ذلك، أقنعه جيتس بتولي وظيفة بدوام كامل لإدارة عمليات الشركة.
انضم بالمر إلى Microsoft في 11 يونيو 1980، وأصبح الموظف رقم 24 في Microsoft، وهو أول مدير أعمال يعينه جيتس، أحب بالمر العمل في Microsoft عُرض عليه في البداية راتبًا قدره 50000 دولار بالإضافة إلى نسبة مئوية من ملكية الشركة.
بعد فترة وجيزة من تعيين Ballmer، وقعت Microsoft عقدًا لإنشاء نظام تشغيل لخط IBM الجديد لما أطلق عليه أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
تم تحديد أدوار اللاعبين الرئيسيين: أشرف بيل جيتس وشريكه والشريك المؤسس، بول ألين، على الجانب الفني، بينما تولى بالمر إدارة نهاية الأعمال. في عام 1981، أعاد بالمر تنظيم الشراكة إلى هيكل مؤسسي يمتلك فيه جيتس 53 في المائة من الأسهم، وألين 35 في المائة، وبالمر 8 في المائة. ولكن ترك ألين الشركة في عام 1983، تاركًا فريق جيتس وبالمر مسؤولاً.
أصبحت Microsoft شركة عامة في عام 1986، مما جعل بالمر مليونيرًا قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره. كان طموحهم أن تتحكم Microsoft في كل جانب من جوانب سوق البرمجيات.
من 1980 إلى 1998 ترأس بالمر العديد من أقسام Microsoft، بما في ذلك العمليات وتطوير أنظمة التشغيل والمبيعات والدعم. في يوليو 1998 تمت ترقيته إلى منصب الرئيس، وفي يناير 2000 تم تعيينه رئيسًا تنفيذيًا، وهو المنصب الذي كان يشغله صديقه بيل جيتس في ذلك الحين.
في عام 2000 تم تعين ستيف بالمر كرئيس تنفيذي لشركة مايكروسوفت، كانت فترة عمله كرئيس تنفيذي مثيرة للجدل، من ناحية، ظل العمل قوياً واستمرت الشركة في النمو، نمت إيرادات الخط الأعلى من 22.95 مليار دولار في عام 2000 إلى 86.83 مليار دولار في عام 2014. وبالمثل نمت أرقام الدخل الصافي من 9.42 مليار دولار إلى 22 مليار دولار خلال نفس الفترة الزمنية.
كانت Microsoft تحاول الانتقال من كونها أغلى شركة تقنية في العالم إلى شركة تعمل في وسائط التواصل الاجتماعي والأجهزة المحمولة، ولكنها في هذا المرحلة كانت بطيئة.
لم يكن بالمر قادراً على تفهم الوتيرة السريعة للتحولات التكنولوجية لاتجاهات السوق، حتى إنه في تلك الفترة، أطلقت Microsoft العديد من المنتجات التي تهدف إلى اللحاق بالمنافسين والتي أكدت على عدم قدرتها على المنافسة. وأشهر مثال على ذلك هو مشغل الوسائط الرقمية Zune، الذي تم إطلاقه في نوفمبر 2006 للتنافس مع iPod من Apple على الرغم من أن Zune لم يكن منتجًا سيئا للغاية، إلا أن المستهلكين Zune اعتبروا مزحة بدلاً من كونها منافسًا ناجحًا.
وعكس سعر سهم مايكروسوفت قلة نمو الشركة، افتتحت أسهم Microsoft عام 2002 عند حوالي 22 دولارًا أمريكيًا للسهم الواحد وكانت بالكاد أعلى بحلول عام 2013 – وهي مدة كبيرة على شركة بحجم مايكروسوفت أن يكون نموها كذلك.
في 23 أغسطس 2013، أعلن بالمر أنه سيتقاعد من منصب الرئيس التنفيذي في غضون 12 شهرًا عند الانتهاء من عملية اختيار خليفته، وفي نفس العام باع بالمر 8.3% من أسهمه، تاركًا له حصة 4% في الشركة.
يتم تعين خليفته ساتيا ناديلا فبراير 2014 رئيسا تنفيذيا، وظهر الفارق واضحا فقد ارتفعت أسهم مايكروسوفت بأكثر من سبعة أضعاف منذ أن تولى ناديلا زمام القيادة.
بالمر بعد مايكروسوفت
كرس بالمر الوقت والمال للأعمال الخيرية منذ تقاعده، وفي عام 2017، أسس منظمة USA Facts، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تسهيل فهم الأشخاص لإيرادات الحكومة الأمريكية وإنفاقها.
في عام 2008، صنفته مجلة تايم على أنه واحد من أكثر 100 شخصية نفوذاً في العالم، كما قالت المجلة إن بالمر كان أحد أكثر 40 عقلًا تأثيرًا في مجال التكنولوجيا في 2013. كما صنفت فوربس بالمر في المرتبة 46 كأقوى شخص في العالم في عام 2012.
تقدر ثروة ستيف بالمر وفقا لمؤشر بلومبرج في 2023 بـ 114 مليارات دولار وبذلك يحتل المركز التاسع في قائمة أغنياء العالم، وزادت ثورة بالمر لتتخطى المائة مليار دولار بعد الارتفاع في شركة مايكروسوفت للتجاوز قيمة أسهمها الـ2 تريليون دولار، ويمتلك بالمر 4% من أسهم الشركة أو ما يقدر بحوالي 333 مليون سهم.
كما أنه يمتلك فريق لوس أنجلوس كليبرز لكرة السلة، الذي تبلغ قيمته 2.6 مليار دولار، ويشارك في الأعمال الخيرية مع زوجته كوني.
