ستيفن بينكر Steven Pinker عالم النفس المدافع عن التنوير والعقلانية

اشتهر العالم النفسي الأمريكي الكندي ستيفن بينكر بنظريات العامة في اكتساب اللغة وتعليمها للأطفال، كما أنه من دعاة علم النفس التطوري ونظرية العقل الحسابية، وقد اهتم بالعديد من الموضوعات المعرفية ومنهم الانتباه واللغة والتواصل والتعبير العاطفي وغيرها، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وأهم إنجازاته.

من هو ستيفن بينكر؟

ستيفن آرثر بينكر هو عالم نفسي معرفي كندي ولد في 18 سبتمبر عام 1954 يعد من أشهر علماء النفس في العالم، ويعد من أفضل المفكرين حول العالم.

تم اختيار بينكر ضمن أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم لأعوام مختلفة وفقًا لمجلة التايم، وقد ألف طوال حياته العديد من الكتب التي حققت نجاحًا كبيرًا وتتعلق مؤلفاته بموضوعات علم اللغة النفسي والعلوم المعرفية، كما أنه ألف بعض الروايات.

حقق بينكر شهرته الأكبر بسبب نظريته العامة في اكتساب اللغة وتطبيقها على تعلم الأطفال للأعمال، وقد ابتكر مصطلحات جديدة منها "المعرفة المشتركة".

يعمل بينكر أيضًا كاتبًا في صحف مثل نيويورك تايمز والجارديان، وقد تم استقبال أفكاره بإشادة من بعض الجهات ولكنه أثار الجدل أيضًا، حيث تعرض لانتقادات حادة بسبب تقليله من المظالم العنصرية والتقليل من الإهانات الجنسية والعنصرية.

نشأته وتعليمه

ولد ستيفن بينكر في مونتريال في كندا عام 1954 لعائلة يهودية علمانية من الطبقة المتوسطة، وقد نشأ في مجتمع يتحدث معظمه باللغة الإنجليزية.

تعود أصول بينكر إلى بولندا ورمانيا، وكان والدها يعمل محاميًا وفي مجال العقارات أيضًا، أما والدته فقد كانت ربة منزل، ثم عملت نائبة مدير مدرسة ثانوية، وقد وصف والدته بأنها مثقفة جدًا وقارئة نهمة.

لدى شقيق اسمه روبرت يعمل في الحكومة الكندية لعدة عقود، أما أخته سوزان فيه عالمة نفسي وكاتبة أيضًا ألف عدة كتب، كما تكتب عمود في صحيفة وول ستريت جورنال.

درس بينكر في كلية داوسون وتخرج فيها عام 1973، ثم درس علم النفس في جامعة ماكجيل وحصل على درجة البكالوريوس عام 1976، وبعده أجرى دراسات الدكتوراه في علم النفس التجريبي في جامعة هارفارد.

حصلت بينكر على درجة الدكتوراه عام 1979، وقد قام بعدة أبحاث في معهد ماساتشوستس وحصل على درجة الدكتوراه في التكنولوجيا، وعمل بعدها أستاذَا في جامعة هارفارد ثم جامعة ستانفورد.

زوجته وأولاده

تزوج ستيفن بينكر من عالمة النفس الأمريكية والباحثة في جامعة هارفرد نانسي إتكوف عام 1980، وانفصل عنها 1992 ثم تزوجا مرة أخرى عام 1995 وبعدها انفصل منها من جديد.

في عام 2007 تزوج للمرة الثالثة من الروائية والفيلسوفة  الأمريكية ريبيكا غولدشتاين، ورزق منها بابنتين هما الروائية والمحررة الصحفية يائيل وابنته الشاعرة دانييل بلاو.

ديانة ستيفن بينكر

نشأ عالم النفس الأمريكي الكندي ستيفن بينكر في عائلة يهودية علمانية، وقد أوضح أنه أصبح ملحدًا منذ سن الثالثة عشر من عمره.

مسيرته المهنية

في عام 1982 بدأ ستيفن بينكر التدريس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ودرس قسم علوم الدماغ والإدراك حتى عام 2003، كما أنه عمل مديرًا مشاركًا في مركز العلوم الإدراكية من عام 1985 حتى عام 1994، ثم أصبح مديرًا للمركز حتى عام 1999.

بدأ بينكر تدريس علم النفس في جامعة هارفارد من عام 2003، وبين عامي 2008 و2013 حصل على لقب أستاذ كلية هارفارد، كما أنه حاليًا أستاذ زائر في الكلية الجديدة للعلوم الإنسانية في لندن.

أهم كتب ستيفن بينكر

ألف عالم النفس الأمريكي الكندي ستيفن بينكر العديد من المؤلفات حول اللغة والطبيعة البشرية والعقل وغيرها، ومن الكتب الأكثر شعبية التي ألفها كتاب "غريزة اللغة: كيف يخلق العقل اللغة"، وقد صدر الكتاب عام 1994.

الكتاب جمع بين العلوم المعرفية وعلم الوراثة السلوكية وعلم النفس التطوري وفي الكتاب يناقش تطور ملكة اللغة، ويرى أن اللغة فريدة من نوعها بالنسبة للبشر، وأنها تتطور لحل المشكلات بين الناس.

أصدر كذلك كتاب "كيف يعمل العقل"، و"اللوح الفارغ" والكتابان دافع فيهما عن فكرة الطبيعة البشرية المعقدة مع القدرات العقلية التي تتطور وراثيًا.

ومن كتبه الأخرى عن اللغة كتاب "كتابة الكلمات والقواعد: مكونات اللغة" في هذا الكتاب يرى أن اللغة يمكن فهمها من خلال البحث عن العلاقة بين الحساب والذاكرة.

كتابه "أشياء الفكر" نظر بينكر إلى مجموعة واسعة من القضايا حول الطريقة التي ترتبط بها الكلمات بالأفكار وبالعالم الخارجي.

من مؤلفات بينكر المهمة أيضًا كتاب "الملائكة الأفضل في طبيعتنا: لماذا انخفض العنف" وفي هذا الكتب يرى بينكر أن العنف انخفض بمرور الوقت بشكل كبير، وقد أدلة على ادعاءاته تلك.

في كتابه غطى بينكر مجموعة واسعة من الفترات والمناطق التاريخية بداية من عصور ما قبل التاريخ حتى الآن، وأوضح أشكال العنف المستخدمة في هذه الفترات، وأوضح أسباب تراجع العنف.

يرى بينكر في كتابه أن العنف انخفض لأسباب عدة منها صعود الدولة وانتشار القراءة والتعليم ونمو التعاطف والعقل، وقد حظيت أطروحته تلك باستقبال جيد، إلا أنه تعرض لانتقادات من بعض العلماء الذين يرون أن الأدلة التي قدمها معيبة وتجاهل جوانب هامة.

في عام 2018 أصدر كتاب بعنوان "التنوير الآن" وفي هذا الكتاب دافع عن عقلانية التنوير ضد هجمات اليسار واليمين السياسي، حيث يرى بعد المنظرين أن التنوير لها عواقب غير أخلاقية مثل عدم المساواوة والعبودية والحروب العالمية والإبادة الجماعية.

ولكن بينكر يرى أن قيم التنوير للعقل والعلم والإنسانية هي السبب في التقدم والسلامة والصحة والازدهار، ويعد هذا الكتاب استكمالاً لكتابه "الملائكة الأفضل في طبيعتنا" الذي صدر عام 2011.

آخر مؤلفاته كانت بعنوان "العقلانية: لماذا هي نادرة ولماذا هي مهمة؟" وفي هذا الكاتب يرى أن العقلانية هي المحرك الرئيسي للتقديم الأخلاقي والاجتماعي، ويحاول في هذا الكتاب حل الصراع بين التقدم العلمي وزيادة المعلومات المضللة.

يشرح بينكر أيضًا من خلال كتابه مفاهيم تقوم عليها العقلانية منها المنطق والاختيار الاجتماعي ونظرية الاحتمالات، وقد أصبح هذا الكتاب الأعلى مبيعًا في نيويورك تايمز بعد أسابيع من طرحه.