سلامة العبدالله... أيقونة الغناء الشعبي وأحد رواده في السعودية

أنشأ أول مؤسسة إنتاج فني في السعودية

  • تاريخ النشر: السبت، 18 يونيو 2022
سلامة العبدالله... أيقونة الغناء الشعبي وأحد رواده في السعودية

يعد الفنان السعودي سلامة العبدالله من العلامات الفارقة في الغناء الشعبي الخليجي، ويعد من الفنانين الذين أسسوا نهجًا فنيًا خاصًا به في غناء الأغنية الشعبية والحديثة والعامية. برز العبدالله في الستينيات وشارك في المهرجانات الوطنية والإقليمية وتميز بتقديم ألوان تراثية مختلفة، تعرف على حياته الفنية وأبرز المعلومات عنه في هذا المقال.

حياة سلامة العبدالله ونشأته

سلامة عبد الله سلامة الشمري هو مغن شعبي سعودي ولد في عام 1945 في منطقة حائل، ولمع نجمه في الستينات واشتهرت أغانيه في كل المملكة، وأصبح أيقونة غنائية في نجد والحجاز.

ظهر اهتمامه بالفن في سن صغير، وتعلم العزف على آلة السمسمية حينما كان يبلغ من العمر 13 عامًا، وبعدها تعلم العزف على آلة العود.

عاش العبد الله طفولة تعيسة، إذ توفي والده في سن مبكر، لذا انتقل للعيش مع عمته في مكة المكرمة، وكان العبد الله وقتها يبلغ من العمر 4 سنوات، وفي مكة تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في المسجد الحرام.

وبعدها انتقل مع عمته إلى محافظة الطائف، وحينما بلغ سن الثالثة عشر ترك المدرس وبدأ العمل في شركة بن لادن على طريق الهدا، حيث كان يعمل عاملًا في إنشاء طريق الهدا، وكان وقتها من أصغر العاملين في هذا المجال.

وفي هذه الفترة بدأ العبد الله تعلم العزف على السمسمية في أوقات فراغه، وبعدها بفترة وجيزة بدأ تعلم العزف على آلة العود.

حينما بلغ من العمر 19 عامًا سافر إلى الرياض لزيارة والدته التي تزوجت هناك، وقرر الاستقرار عندها في الرياض بعد إلحاح من والدته. تزوج العبد الله 3 مرات، ولديه 3 أولاد وهم عبد الله، وإيمان، وعبد الرحمن.

مشواره الفني

بدأ سلامة العبدالله الغناء للعديد من الشعراء منهم الشاعر محمد بن هذاب الدوسري، ومنها أغنية "أسهر الليل وأحد النجوم السواري"، وأيضًا غنى له أغنية "يابو العيون الكحيلة".

تعاون العبد الله كذلك مع الشاعر أحمد الناصر الشايع وغنى له عدة أغنيات شهيرة، منها أغنية "البارحة يوم العباد رقود"، وأغنية "وهل دمعي على خدي نهار الوداع". تعامل العبد الله كذلك مع الشاعر خلف بن هذا العتيبي، والشاعر راشد الجعيثن، والشاعر حمد المغيولي.

وبجانب تعاونه مع الشعراء الكبار في وقته، فقد كتب العبد الله العديد من القصائد، حيث كان يكتب ما يمليه عليه إحساسه، ولكن اقتصر كتابته للشعر على مواقف خاصة جدًا.

ومن بعض القصائد التي ألفها هو وغناها بنفسه قصيدة "مل عين جزت والنوم ما جاها"، وأغنية "سعيد ياهلي قلب المولع"، وأغنية "يا مسافرين الكويت"، وأغنية "وداعة الله وسلام"، وأغنية "يا لطيف الروح روحي في خطر".

تميز سلامة في تقدم لون شعبي مميز، وأصبحت أغانيه وأسلوبه في الغناء سببًا في شهرته، وما ميز سلامه أنه لم يُجارِ التيار الغنائي الذي عاصره، وإنما خط لنفسه نهجًا مميزًا، واشتهر بكملته:

سيظل سلامة محافظا على خطه يبحث دائما عن الكلمة التي ترقص مشاعر مستمعيه، وليس الإيقاعات التي ترقص أجسادهم!

يُعد الفنان سلامة العبدالله كذلك أول من ابتدأ في إنشاء أول أستوديوهات للتسجيل الغنائي في مدينة الرياض، وأنشأ كذلك شركة فنية ما بين مدينة القاهرة والرياض اسمها "هتاف" وأعاد من خلال شركته إنتاج عدد من أغانيه.

ساهمت شركة الإنتاج التي أنشأها في تقديم عدد من المواهب السعودية البارزة، ومنهم سعد جمعة، وعبد الرحمن النخيلان، ومحمد السليمان وغيرهم. قدم سلامة كذلك مجموعة أوبريتات كان أهمها في مهرجان الجنادرية التراثي العاشر عام 1415 هـ، وهو أوبريت "دولة ورجال".

وكان قد كتب هذه القصيدة الشاعر خلف بن هذال العتيبي، ولجن هذا الأوبريت الملحن الدكتور عبد الرب إدريس، وشارك في غناء الأوبريت راشد الماجد، وعبد المجيد عبد الله، وطلال مداح، ومحمد عبده.

شهد هذا الأوبريت كذلك انطلاقة حقيقية للصالة المغلقة، حيث كانت تُعرض الأوبريتات قديمًا في أرض مكشوفة.

اعتزاله

اعتزل سلامة العبدالله الغناء في عام 1998، حيث أحيا مهرجانًا غنائيًا أقامته منطقة حائل أثناء زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز وبعدها قرر الاعتزال. ولكنه عاد مرة أخرى للجمهور بعدها بسنتين حينما شارك في مهرجان الدوحة الغنائي في دولة قطر.

وقال سلامة وقتها إنها بمثابة قطرة الوفاء البسيطة التي يقدمها الوسط الغنائي الخليجي، وقبلها كان قدم أوبريت "خليج الكبرياء" مع مجموعة من الفنانين الخليجيين منهم عبد الله الرويشد، وعبد الكريم عبد القادر، وإبراهيم حبيب.

قرر سلامة اعتزل الفن بشكل نهائي بعد وفاة زوجته الأولى، حيث أحب سلامة أن يلتزم ويهدي لزوجته الاعتزال تقربًا لله، كذلك بعد وفاة زوجته عانى من الكثير من الأمراض بسبب حزنه عليها، وأصيب بعدة جلطات.

كان الفنان سلامة كذلك وبعد إحالته للتقاعد من إمارة مدينة الرياض واعتزاله الفن يحاول سداد ديونه، لذا فكر في دخول سوق السيارات، ولكنه تكبد خسائر كبيرة قاربت النصف مليون ريال سعودي.

وفاته

عانى سلامة العبدالله من أمراض كثيرة وخاصة الجلطات، وتلقى العلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتوفي في 13 يناير عام 2007.

وكشف نجل سلامة كيف تفاعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع وفاة والده، وذلك في حواره في برنامج "الراحل" على قناة روتانا خليجية.

حيث قال إنه تلقى خبر وفاة والده وهو خارج الرياض، وأثناء عودته تلقى اتصالًا من إمارة الرياض يُفيد بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حينما كان أميرًا للرياض يريد تعزيته.

سأله خادم الحرمين عن مكان الصلاة عليه، فأخبره أنه سيصلى عليه في مسجد عتيقة، فطلب منه أن يُصلى على والده في الجامع الكبير بالرياض كي يتمكن من المشاركة في الصلاة عليه.

وكان الملك سلمان مهتمًا بالفنان سلامة أثناء مرضه وعلاجه في المستشفى وحرص على الصلاة عليه بعد وفاته.

وفي عام 2017 طالب نجله عبد الله من إذاعة صوت الخليج القطرية عدم بث أغانيه، وسرد قصة استحواذ إذاعة قطرية على أرشيف والده الغنائي، حيث ظن ف يالبداية أنهم مهتمون بالشأن الفني، وأخبروه بأنهم بصدد إنشاء متحف فني يخلد ذكرى جميع الفنانين العرب.

ولكن ذكر أنه تعرض للخداع، وأنه مستعد لإعادة الأموال التي دفعت له مقابل إعادة أرشيف والده، كما اتهمه البعض بالمتاجرة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة