يعد الموسيقي والمغني الأمريكي سلاي ستون واحد من أبرز الأسماء التي ساهمت بشكل كبير في تطوير موسيقى الفانك، وخلال مسيرته برع في دمج أنماط موسيقية مختلفة جعلت منه أيقونة موسيقية وغنائية، وألهم العديد من النجوم من بعد، وترك إرثًا فنيًا لا يزال مؤثرًا حتى يومنا هذا، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو سلاي ستون؟
اسمه الحقيقي سيلفستر ستيوارت، أما اسمه الفني سلاي ستون، هو موسيقي وكاتب أغاني ومغني ومنتج أمريكي، ولد في 15 مارس عام 1943 في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو واحد من أشهر نجوم موسيقى الفانك في العالم.
بدأ سلاي مسيرته الفنية في سن مبكرة من خلال الإذاعة المحلية، وفي منتصف الستينات أسس فرقته الموسيقية التي تميزت بأنها فريق مختلط عرقيًا وجنسيًا، وكانت هذا أمرًا نادرًا في تلك الحقبة.
تميزت موسيقى سلاي ستون بمزجها بين أنواع مختلفة من الموسيقى، مثل الفانك والروك والسول والبوب، وحققت أغنياته شهرة واسعة. ناقش سلاي في أغانيه قضايا اجتماعية متنوعة، وهو ما جعل أغانيه صوتًا للشارع.
وعلى الرغم من شهرته وإبداعه النفسي، وقع سلاي ستون في فخ المخدرات، وهو الأمر الذي أنهى مسيرته الفنية مبكرًا، وابتعد عن الوسط الفني، ونادرًا ما ظهر في العلن بعد السبعينات، إلا أن أغنياته ظلت متواجدة على الساحة.
نشأته وحياته المبكرة
ولد سلاي ستون في تكساس، وانتقلت عائلته فيما بعد إلى كاليفورنيا. نشأ ستون في عائلة مسيحية متدينة للغاية، وقد ولد عنده حب الموسيقى بسبب والده الذي كان غني في الكنيسة باستمرار.
في طفولته، شارك ستون، مع أشقائه الأربعة، بالغناء في الكنيسة بشكل منتظم، وأصبح 3 من أشقائه في مجال الفن، وهم فريدي، وروز، وفايتا، وجميعهم تبنوا لقب "ستون" كاسم فني لهم.
ظهرت الموهبة الفني لستون منذ سن مبكر، واعتبرته عائلته "معجزة موسيقية" فبحلول سن السابعة من عمره كان قادرًا على العزف على البيانو، وفي سن الحادية عشر، كان قد أتقن العزف على الطبول والباس والجيتار.
زوجته وأطفاله
تزوج سلاي ستون عام 1974 من عارضة الأزياء والممثلة كاثي سيلفا، ولكن انفصل عنها بعد عامين فقط، وذلك بعدما هاجم كلب ستون ابنهما. رزق ستون من زوجته الأولى بابن واحد وهو سيلفستر جونيور.
رزق ستون بابنته الثاني، سيلفيت، عام 1976 من المغنية سينيثا روبنسون. رزق بعدها بابنته الثالثة نوفينا كارميل من سيدة غير معروفة.
![سلاي ستون.. الموسيقي الأمريكي عبقري موسيقى الفانك]()
بداية فنية مبكرة
بدأ سلاي ستون مسيرته الفنية مبكرًا، فخلال لمدرسة الثانوية، انضم إلى عدد من الفرق الموسيقية في المدرسة، وما ميز تلك الفرق أنها كانت من أعراق وجنسيات مختلفة، فكانت ذلك إلهامه لتأسيس فرقته Viscaynes فيما بعد، والتي ضمت أعضاء من جنسيات وأعراق مختلفة أيضًا.
في المدرسة، سجل ستون مجموعة من الأغنيات المنفردة باسم "داني ستيوارت"، وفي منتصف الستينات، عمل كدي جي في محطة راديو سان فرانسيسكو، ليضع قدمه في أولى خطوات الغناء الاحترافي.
عمل ستون في الوقت نفسه كمنتج تسجيلا لعدد من المغنيين والفرق الغنائية في سان فرانسيسكو. كانت محطته الأبرز انتقاله للعمل في إذاعة KSOL-AM، وهي محطة مشهورة بموسيقى السول.
عمل ستون فيما بعد كعازف بيانو وراء عشرات نجوم الغناء البارزين في زمنه، منهم ديون وارويك، وفريكي كانونن ومارفن جاي، وديك ودي دي، وجين تشاندلر، وغيرهم الكثير
فرقة سلي آند فاميلي ستون والنجاح الساحق
في عام 1966، كان سلاي ستون يعزف في فرقته الناجحة سلي آند ذا ستونرز، وفي الوقت نفسه، كان شقيقه فريدي عضو في فرقة "فريدي آند ذا ستون سولز"، فقرر الشقيقان دمج الفرقتين معًا، وانضم إليها لاحقًا العازف لاري غراهام، لتصبح فرقة "سلي آند فاميلي ستون".
أصدرت الفرقة ألبومها الأول عام 1967 بعنوان A Whole New Thing، والتي حققت نجاحًا ساحقًا، ثم أصدرت ثاني ألبوماتها Dance to the Music، أما ألبومهم الثالث Life.
حقق ألبومهم الرابع Stand نجاحًا باهرًا، وبيع أكثر من 3 ملايين نسخة، وقامت الفرقة بجولة فنية ناجحة، والتي إشادة كبيرة، وحظيت بإعجاب المعجبين السود والبيض على حد سواء.
![سلاي ستون.. الموسيقي الأمريكي عبقري موسيقى الفانك]()
تدهور العلاقات وتوقف الفرقة
رافق النجاح والشهرة الكبيرة لفرقة سلاي ستون الكثير من المشكلات، فقد تدهورت العلاقات بين أعضاء الفرقة، ودبت الخلافات بينهم، حيث انقسمت الفرقة بين السود والبيض، وحمل كل حزب توجهات ورغبات فنية مختلفة.
انتقلت الفرقة فيما بعد إلى لوس أنجلوس، وهناك، غرق ستون وزملائه في الإدمان على المخدرات، وزاد تركيز أعضاء الفرقة على التعاطي والحفلات الليلية بدلًا من إنتاج الأغنيات والتركيز على المشوار الفني، وكان هذا سببًا في تراجع نجاح الفرقة شيئًا فشيئًا.
تأثر أسلوب الفرقة أيضًا بسبب المخدرات، حيث أصدرت الفرقة أغنيات غريبة، وتغيرت شخصي ستون بشكل ملحوظ وأصبح يظهر تصرفات غريبة. في عام 1971، انسحب إريكو من الفرقة، ثم فُصل غراهام من الفرق بسبب خلافات بينه وبين ستون، وحل محله روستي آلين.
في السبعينات، أصدرت الفرقة 4 ألبومات، ولكنها كانت أقل شعبية ولم تحقق نجاحًا مثل النجاح السابق لألبومات الفرقة. وبحلول نهاية السبعينات، كان ستون قد غادر الفرقة، وركز على مسيرته المنفردة.
مسيرته المنفردة والتخبط بسبب التعاطي
واصل سلاي ستون تخبطه في حياته الشخصية وفي مسيرته الفنية بسبب تعاطيه للمخدرات. أصدر ستون خلال السبعينات عدة ألبومات منفردة، ولكنها لم تحقق أي نجاح يُذكر، وبحلول الثمانينات، حاول إنعاش مسيرته الفنية بالتعاون مع فرقة فانكادليك، ولكنه لم يتمكن من ذلك.
ووسط محاولاته العودة من جديد، تم إلقاء القبض عليه بتهمة حيازة المخدرات، وقضى 3 سنوات تحت المراقبة، ثم دخل السجن بسبب انتهاكه قوانين الإفراج المشروط.
اقتصرت المسيرة الفنية لستون خلال الثمانينات على الظهور في ألبومات تجميعية مع نجوم آخرين، وإصدار بعد من الأغنيات المنفردة، وكتابة وإنتاج أغاني لبعض الفرق، لكنه لم يظهر على الساحة الفنية كفنان منفرد.
في التسعينات، قدم أداء حيويًا مع فرقة Earth, Wind & Fire، كما عادت فرقة "سلا يآند ذا فاميلي ستون" وأصدرت ألبوم رقص تجميعي وأغنية أصلية واحدة، وتم التبرع بعائدات الألبوم لمؤسسات خيرية.
وعلى الرغم من تدهور حياته بسبب المخدرات، واصل ستون التعاطي وحضور وتنظيم الحفلات والتجمعات الليلية، حتى إن زوجته السابقة سيلفا اشتكت من هذا الأمر، وقالت: "لم يرغب سلاي من التخلص من المخدرات أبدًا، لقد فقد عزيمته ودمر مستقبله".
كان آخر ظهور علني لسلاي ستون في عام 2006، حينما تم إدخاله إلى قاعة مشاهير الروك آند رول، كما تم تكريم فرقته في حفل جرامي، وقدم أول أداء موسيقي حي له منذ عام 1987، وكان أدائه ضعيفًا، كما أنه خرج من المسرح قبل حتى انتهاء الأغنية وغادر الحفل.
![سلاي ستون.. الموسيقي الأمريكي عبقري موسيقى الفانك]()
محاولة العودة مرة أخرى
في عام 2007، بدأ سلاي ستون الظهور مرة أخرى على الشاشات، فحضر مهرجانات فنية مختلفة مع فرقته، وقدم جولة موسيقي في مرجان بحر الشمال للجاز، والتي جعلته أكثر حيوية ورغبة في مواصلة المشوار الفني.
في عام 2009، وقع ستون عقد تسجيل جديد، وأصدر أول ألبوم له منذ الثمانينات. في عام 2015، ظهر برفقة أربعة من زملائه في الفرقة في حفل تكريمي للفرقة، وكان هذا آخر ظهور له.
وفاة سلاي ستون
في 9 يونيو عام 2025، توفي المغني سلاي ستون في منزله في لوس أنجلوس عن عمر 82 عامًا، ونشرت الأسرة بيان وفاته عبر حسابه على منصة إنستجرام. ذكرت الصحافة فيما بعد أنه توفي بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن ومشكلات صحية أخرى.