في كثير من الأحيان يسلب المرض شبابا ناجحين أمامهم حياة طويلة وخطط مستقبلية كثيرة والمذيعة البحرينية صابرين بورشيد واحدة من هؤلاء الشباب الذي سلب المرض حياتهم باكرًا لتنهي مسيرة واحدة من أجمل مذيعات العرب وممثلة كان لها مستقبل واعد… فما قصتها؟
صابرين أحمد عبد الله بورشيد هي مذيعة وممثلة ولدت لأب بحريني وأم سعودية في مدينة المنامة في البحرين في 11 يونيو عام 1985 ونشأت في البحرين مع أسرتها.
درست صابرين الإعلام والعلاقات العامة في البحرين ولكنها قررت أن توقف الدراسة خاصة بعد أن أتيحت لها فرصة للعمل في إذاعة البحرين، وفي عام 2018 استقرت في الكويت للعمل وأيضًا من أجل الاهتمام بمشوارها الفني الذي بدأته عام 2012.
ظهرت عدة شائعات في حياتها ومنها شائعات أن مصرية ومغربية، كما ظهرت شائعات أنها تبنت أحد الأطفال، ولكنها نفت هذه الشائعات.
بدأت صابرين بورشيد مشوارها المهني في إذاعة البحرين عام 2008 وفي الإذاعة تمكنت صابرين أن تثبت نفسها وموهبتها فانتقلت إلى تلفزيون البحرين بعد عام واحد فقط من العمل بالإذاعة وقدمت برنامج "صيف البحرين" عام 2009.
استمرت في تقديم هذا البرنامج لمدة عام وبعدها عادت مرة أخرى للإذاعة وقدمت برنامجا إذاعياً شبابياً شارك في تقديمه عدة مذيعين شباب، وكانت صابرين من أشهرهم وأكثرهم مهارة.
وفي رمضان عام 2010 أنتجت برنامج مسابقات خاص بها وقدمته هي، وحقق البرنامج شهرة كبيرة في البحرين ودول الخليج العربي، ومن خلال البرنامج حصدت لقب "أجمل مذيعات العرب" الذي لازمها بعد ذلك.
وبعد تحقيقها شهرة كبيرة في الإذاعة اشتركت في مسرحية "مصباح زين" عام 2012 وكانت تجربتها الأولى في التمثيل وشاركت مع فنانين شباب مثل شجون الهاجري، وطلال باسم، وفاطمة الصفي، وحمد أشكناني، وعبد الله بهمن وغيرهم.
وفي عام 2014 قدمت ثاني مسرحياتها "كوخ حارسات الغابة" وشاركت التمثيل مع هدى حسين، وسحر حسين، وأحلام حسن، وشيماء سبت، وعلي الحسيني، وحسين المهنا وغيرهم.
وكان عام 2014 هو العام الذي شاركت فيه لأول مرة في عمل فني تلفزيوني وذلك من خلال مسلسل "كسر الخواطر" وهو مسلسل إماراتي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول رب عائلة شخصيته ضعيفة وتسيطر عليه زوجته وتتحكم فيه، ويقع في حيرة بين إرضاء زوجته ووالدته وبناته الثلاث.
كما شاركت في مسلسل "أهل الدار" وهو مسلسل بحيرني حلقاته منفصلة تجمع بين الكوميديا والخيال، والتراجيديا ويتناول أمثلة وحكايات من التراث الشعبي البحريني ويعيد تمثيله مرة أخرى.
شاركت في هذا العمل مع نورة البلوشي، وسارة البلوشي، ودانة آل سالم، وخليل المطوع، وعادل شمس، وعماد عبد الله وغيرهم من الفنانين.
وفي عام 2015 قدمت برنامج "ليالي الكويت" على تلفزيون الكويت وهو برنامج منوع يستعرض العديد من الأحداث الفنية والرياضية، والسياسية، والاقتصادية كما يستضيف عددًا من المشاهير في مختلف المجالات.
كما شاركت في أعمال فنية مختلفة منها مسلسل "امرأة مفقودة" وهو مسلسل كويتي يناقش أسباب فتور العلاقة الزوجية وأسباب فشل الزواج التي يكون الأبناء فيها ضحية نتيجة للانفصال، وشاركت التمثيل مع خالد أمين، وشهد ياسين، وعبد الرحمن العقل، ومبارك خميس، وأسمهان توفيق وغيرهم.
أيضًا شاركت في مسلسل "النور" وهو مسلسل كويتي يتحدث عن مجموعة من الإسقاطات على شرائح مختلفة من المجتمع ويسلط الضوء على سلوكيات الأسر والأفراد بهدف عرض حلول للمشكلات، وشاركت في التمثيل مع هيا عبد السلام، وغدير السبتي، وعبد العزيز حاسم، وباسم عبد الأمير.
وفي عام 2016 شاركت في مسلسل "على ذمة التحقيق"، كما شاركت في مسلسل "درب العرايس" الذي يركز على تأثير المادة على الإنسان حيث يتحدث عن قصة حب بين شاب فقير وفتاة غنية، وشاركت التمثيل مع عبد الرحمن العقل، ومحمد العجيمي، وهنادي الكندري وغيرهم.
أيضًا شاركت في مسرحية "خفيف خفيف"، وشاركت في مسلسل "حكايات: روح روحي" للكاتبة عبير زكريا، وشاركت في مسلسل "حكايات: أحلام وردي"، ومسلسل "الوجه المستعار"، كما شاركت في مسلسل "المسافات".
وفي عام 2017 شاركت صابرين بورشيد في مسرحية "هذا الميدان يا حميدان"، كما شاركت في مسلسل "دموع الأفاعي"، ومسلسل "خيوط الحرير"، ومسلسل "حياة ثانية"، ومسلسل "أماني العمر".
وفي عام 2018 شارك في مسلسل "محطة انتظار"، ومسلسل "المواجهة"، وفي عام 2019 شاركت في مسلسل "عشاق رغم الطلاق"، ومسلسل "أنا عندي نص"، ومسلسل "أمي دلال والعيال"، كما قدمت برنامج "سراي" على قناة العدالة الكويتية.
شكل خبر وفاة صابرين بورشيد المفاجئ صدمة لأهلها ومحبيها في الخليج، ففي أبريل عام 2019 لاحظ والدي صابرين أنها كثيرة النوم، كما لاحظوا أنها لم تعد تتذكر أحدًا من أصدقائها ولا يمكنها التعرف إلى على ذويها فقط، وهو ما أقلق أسرتها كثيرًا.
فسافر والدها إلى الكويت حيث تعيش وأحضرها إلى البحرين لكي تخضع لفحوصات في مستشفى قوة دفاع البحرين، وكشفت الفحوصات الطبية التي أجرتها أنها مصابة بثلاثة أورام ليمفاوية في رأسها من جهة اليسار وهو ما يسبب الأعراض السابقة.
أعلن الأطباء وقتها أن حياتها في خطر وأنها بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة، فخرج والدها للإعلام وناشد ملك البحرين لعلاج ابنته، كما أبدى النشطاء والفنانين تعاطفهم مع صابرين متمنين لها الشفاء العاجل.
استجاب الديوان الملكي البحريني لنداء والد صابرين لنقلها للعلاج في الخارج وبدأت بالفعل ترتيب إجراءات سفرها للعلاج في ألمانيا، ولكن فوجئ الجميع بوفاتها السريعة في أحد المستشفيات في تركيا في 22 يوليو عام 2019 عن عمره 34 عامًا.
وبعد وفاة صابرين كتب والدها على صفحته على إنستقرام: "كنت هدية لي وأمانة من الله واستمتعت معكي طوال 34 سنة فأنت البنت البارة الكريمة الطيبة الخلوقة الحنونة فأراد الله أن يسترجع أمانته مني، فاللهم لا اعتراض، إلى جنات الخلد يا أطيب البنات."
وخرج والدها للإعلام متحدثًا عن سبب وفاتها، حيث نفى أن يكون السرطان هو سبب الوفاة، فعلى الرغم من أن ابنته كانت تعاني من أورام سرطانية في الدماغ ولكن المشكلات الصحية الأخرى كانت وراء وفاتها.
حيث صرح أن ابنته تعرضت لجرثومة في الدم أدت إلى توقف قلبها مرتين، كما تعرضت لنوبة سكر مرتين وهو ما أدى إلى وفاتها.
