عبد الرب إدريس... المطرب والملحن السعودي عاشق الليل

من لاعب كرة قدم إلى أهم المطربين والملحنين في الخليج

  • تاريخ النشر: الإثنين، 20 يونيو 2022
عبد الرب إدريس... المطرب والملحن السعودي عاشق الليل

إذا استمعت إلى ألحانه تشعر أنها تخاطب قلبك، وتسكن الذاكرة فلا تنساها، إنه دكتور الموسيقى الألحان المبدعة المطرب والملحن السعودي عبد الرب إدريس الذي تعامل مع كبار الفنانين في الخليج والوطن العربي، إنه قامة فنية في سماء الموسيقى العربية... تعرف على حياته الفنية وأبرز المعلومات عنه.

حياة عبد الرب إدريس ونشأته

هو مطرب وملحن سعودي والده من أصل حضرمي ووالدته من أصل صومالي ولد في 11 يوليو عام 1946 في مدينة المكلا عاصمة إقليم حضرموت وأهم المدن اليمنية بعد مدينة صنعاء، ويحمل الجنسية السعودية.

اشتهر إدريس بتلاوته البديعة لآيات القرآن الكريم، وأسرت تلاوته قلوب زملائه ومعلميه، وبمرور الوقت تجاوزت موهبته حدود فصله ليصبح مقرئ المدرسة.

كان إدريس كذلك محبًا لكرة القدم في صغره، حتى إنه شارك في المناسبات الرياضية المختلفة، ولعب في مركز المهاجم مرتديًا القميص رقم 9، وفي أثناء لعبه في المدرسة رآه أحد كشافي المواهب في نادي الجزيرة الرياضية، ودعاه إلى التمرن مع الفريق.

لم يمضِ إدريس وقتًا طويل حتى تسلم شارة القيادة ويصبح قائد الفريق ولاعبه الأبرز، ولولا الصدفة لما عاد انتباهه إلى الفن، ففي أحد الأيام مر إلى جانب مقهى واستمع فيها إلى صوت فريد بلحن جميل، وهو صوت فريد الأطرش الذي سُحر به وأعاد اهتمامه بالفن مرة أخرى.

وبعد هذا اليوم واظب إدريس على المرر بذلك المقهى ليستمع ما يصادفه، مرة أم كلثوم، ومرة عبد الحليم، فنمى في قلبه حب الموسيقى، ولكن الفقر منعه من شراء آلة موسيقية، وظل شراء العود حلمًا يراوده في كل فترة.

وفي يوم أخبره أحد أصدقائه أن له قريباً يمتلك آلة عود معروضة للبيع، وكان العود مقطوع أوتاره ومهشم وجهه، فاشتراه بثمن بخس، وأصلح العود، وانقسمت حياته ما بين كرة القدم وما بين التمرن على الغناء.

كان إدريس أعسر يعزف بيده اليسرى فنصحه أحد معارفه تعلم العزف باليمين لأنها أثبت وأقدر على الإتقان، ولم يكن سهلًا عليه ذلك ولكنه امتثل لهذه النصيحة.

كان إدريس يقضي 5 ساعات يوميًا يتدرب على العود مستخدمًا يمناه، وفي الوقت نفسه بدأ الابتعاد عن كرة القدم بسبب إصابته التي أجبرته على ذلك، ليقرر فيما بعد ترك كرة القدم ويوجه اهتمامه جله إلى الفن والموسيقى.

دراسته الموسيقى

توقف عبد الرب إدريس عن الدراسة بعد نهاية المرحلة المتوسطة، وبدأ يغني في جلسات الطرب التي كانت تمده بمدخول يفي بأقل القليل من حاجته. وذات يوم وصل لإدريس واثنين من رفاقه دعوة إلى الكويت للغناء، وكانت أول مرة يغادر فيها مكلا مسقط رأسه.

نزل الفتية في مطار المقوع الذي أصبح فيما بعد مطار الكويت الدولي، واصطحبهم مضيفهم إلى إذاعة الكويت، واستمع مسؤولوه إلى الفتية الثلاث فأعجبوا بهم، وعُرض عليهم غناء 3 أغنيات وتسجيلها في الإذاعة فوافقوا.

حينما كان إدريس في الإذاعة شدته الآلات الموسيقية وفي هذه اللحظة قرر دراسة الموسيقى بشكل أكاديمي، فقرر أن يشد الرحال إلى القاهرة مودعًا أسرته وزوجته التي تزوجها حديثًا ليدرس في المعهد العالي للموسيقى في القاهرة.

لم يكن إدريس وقتها أكمل دراسته الثانوية، فكان أمامه خياران أن يدرس ثانوية عادية، أو أن يدرس في الثانوية الموسيقية التي كانت صعبة، إذ ينقسم منهجها إلى منهج موسيقي وآخر أدبي ولكنها تتيح له الفرصة في استكمال دراسته العليا في الموسيقى.

عانى إدريس لمدة 3 سنوات في القاهرة، وحينها قرر أن يكتفي بما تلقاه في الثانوية، ولكن عميدة المعهد آنذاك الدكتورة رتيبة الحفني شجعته على استكمال رحلته في الفن لإيمانها بموهبته الفنية.

وبالفعل درس إدريس في المعهد العالي للموسيقى في القاهرة، وكانت رحلة البكالوريوس أخف وطأة من سابقتها، واعتاد القاهرة وتعرف على الكثير من الأصدقاء، وبعد 7 سنين من الدراسة في القاهرة أتم البكالوريوس بتفوق وفي أثناء دراسته في القاهرة غنى في إذاعة صوت العرب.

بعد إنهاء دراسته في القاهرة شهد افتتاح المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت فعمل فيها معيدًا ومحاضرًا لعدد من المواد، واهتم بآلة العود والهارموني.

كانت الأجواء في الكويت وقتها داعمة لها مما ساعده على استكمال رحلته الفنية، حيث كان يقضي وقته بتعليم الموسيقى صباحًا وتأليفها مساءً.

بدايته الفنية

في الكويت بدأت إبداعات عبد الرب إدريس في الظهور، وقدم أول أغنياته التي أصبحت بعد ذلك أشبه بالفلكلور بسبب انتشارها وشهرتها والتي يقول فيها "ما أقدر والنبي أودعك، خذني يا حبيبي معك، مثل الظل أنا بتبعك، حتى لو طلعت القمر وتعبنا والتعب راحة، معاكم يا حبايب".

وبعد نجاح هذه الأغنية استمع إليه المطرب عبد الكريم عبد القادر الذي كان يرغب في الاستقلال بفنه، فقرر لقاء إدريس للعمل معًا وأصدرا سويًا أغنية "عاشق" التي من ألحان إدريس وكلمات عبد اللطيف البناي.

وثاني تعاونتهما أغنية "غريب" من كلمات الشاعر بدر بورسلي والذي استغرق لتجهيزها عامًا كامًلا، وحقق مع عبد الكريم نجاحًا كبيرًا وظلا معًا لأكثر من 40 عامًا.

على الرغم من النجاح الذي وصل إليه إدريس في تعاوناته مع عبد الكريم عبد القادر، ولكن لم يتوقف طموحه إلى هذا الحد، إذ قرر العودة إلى القاهرة لدراسة الماجستير والدكتوراه وحصل على الدكتوراه في عام 1988.

أبرز ألحانه للفنانين

تعامل إدريس مع عدد كبير من الفنانين في الوطن العربي، فقد لحّن لعدة فنانين في الخليج منهم أبو بكر سالم، وطلال مداح، وفهد مطر، ومحمد عبده، وأصيل أبو بكر، وخالد عبد الرحمن، وعبادي الجوهر، وعباس إبراهيم، وراشد الماجد، ونايف النايف، وعبد المجيد عبد الله.، وعبد الله الرويشد.

تعاون كذلك مع فنانين من مختلف الوطن العربي، فقد لحن لآمال ماهر، والمغنية العراقية رباب، والمغنية نانسي عجرم، وماجدة الرومي، وسميرة سعيد، وراغب علامة.

أشهر ألبوماته الغنائية

لم يكتفِ إدريس بالتلحين فقط، وإنما قدم العديد من الأغنيات الناجحة، منها "آخر مراسيله"، و"هذا العمر"، و"أنا وأنت"، و"قلبك معي"، و"طارت الطيارة"، و"لا أنت من ثوبي" وغيرها من الألبومات الغنائية الناجحة.

ولعل أغنية "ليلة" من أشهر الأغنيات التي قدمها عام 1998 والتي أصبحت علامة مسجلة باسمه.

أبرز المعلومات عن عبد الرب إدريس

  • قال إن الساحة الغنائية في مصر لا تخضع لأي ضابط، فشركات الكاسيت لا تهتم إلا بمبيعات الألبومات، ولا تهتم بالموهبة بالشكل الكافي.
  • يملك استوديو "ليلة" أحد أهم وأشهر استوديوهات الغناء في مصر والوطن العربي ونقل إدارته تدريجيًا إلى ابنه.
  • في أبريل عام 2019 عينه وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان رئيسًا للفرقة الوطنية السعودية للموسيقى.
القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة