عشبة الناردين.. وسيلة لتجنب القلق والاكتئاب والأرق

هل سمعت من قبل عن عشبة الناردين؟ إنها واحدة من أبرز الأعشاب التي تنمو في أوروبا وبعض المناطق من آسيا وأمريكا الشمالية، لتستخدم في علاج مشكلات القلق والاكتئاب وصعوبات النوم، وغيرها من الأمور كما نوضح الآن.

عشبة الناردين للنساء

تتمتع عشبة الناردين بأهمية خاصة لدى النساء، حيث يساهم تناول النسبة التي تتراوح بين 675 و1060 ملليجراما من جذور العشبة يوميا في تقليل أعراض انقطاع الطمث المزعجة التي تصيب المرأة متمثلة في الهبات الساخنة، والمعروفة بدورها في الإسراع من معدل نبضات القلب وزيادة التعرق، والتي تنتج عن التغيرات الهرمونية في مرحلة سن اليأس.

كذلك تعمل العشبة عند الحصول عليها لنحو 3 مرات يوميا وبمعدل 255 ملليجراما في المرة في تقليل الألم الناتج عن عسر الطمث والمعروف باسم آلام الدورة، كما تعرف العشبة أيضا بدورها في تقليل الأعراض العضوية والسلوكية والنفسية المرتبطة بالمتلازمة السابقة للحيض.

عشبة الناردين للنوم

تأتي عناصر عشبة الناردين المؤثرة على المخ والجهاز العصبي في الجسم، لتساهم في سهولة استرخاء الإنسان ليلا، ومن ثم تقلل من الوقت الذي يحتاجه للنوم بمعدل 15 إلى 20 دقيقة، لذا فهي مثالية من أجل الإسراع من عملية الاستغراق في النوم.

لا تتوقف أهمية العشبة للنوم عند هذا الحد، بل تساعد أيضا على تحسين جودة النوم، حيث تعمل الجرعات التي تتراوح بين 400 إلى 900 ملليجرام عند تناولها قبل النوم بنحو ساعتين على زيادة جودته، الأمر الذي يتطلب الحصول على تلك الجرعات لأيام وربما لأسابيع قبل ملاحظة الفارق، علما بأن الحبوب المنومة لها تأثير أفضل فيما يخص مواجهة الأرق.

عشبة الناردين للاكتئاب

تحاط عشبة الناردين بالكثير من الأقاويل المتناقضة بخصوص دورها في مقاومة مشاعر القلق والتوتر، حيث يأتي الاختلاف على تأثيرها على الأغلب نظرا لاختلاف الجرعات التي تجري عليها الأبحاث، أو ربما نظرا لاختلاف حدة مشاعر القلق والتوتر من حالة لأخرى.

تشير بعض الأبحاث إلى دور العشبة في علاج مرض الاكتئاب الشائع، حيث تؤكد أن تناول جرعات تلك العشبة مدعومة بعشبة العرن المثقوب المعروفة في بلاد الغرب باسم نبتة القديس يوحنا، يؤدي إلى تقليل أعراض الاكتئاب المزعج.

يرى بعض الخبراء أن تناول الناردين قبل الخضوع للاختبارات أو قبيل إلقاء الخطابات أمام الجماهير له دور كبير في تقليل مشاعر القلق والتوتر، حيث يكشف البعض عن أهمية تناول نحو 600 ملليجرام يومية من العشبة ولمدة 7 أيام قبل الاختبارات المجهدة للأعصاب، كما ينصح البعض الآخر بتناول جرعة لا تتجاوز الـ100 ملليجرام قبل إلقاء الخطابات لزيادة الشعور بالاسترخاء.

فوائد عشبة الناردين الصحية

لا تنحصر فوائد عشبة الناردين في مقاومة الاكتئاب والقلق وتسهيل عملية النوم وحماية النساء من مشكلات الحيض أو الطمث، بل كذلك تبدو العشبة مناسبة تماما لمن يعاني صداع الرأس، حيث يمكنها تقليل تلك الآلام المزعجة التي تصيب منطقة الرأس.

كذلك يربط البعض بين عشبة الناردين وبين تحسين حالات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وعلاج متلازمة التعب المزمن، علاوة على أن العشبة لها دور ما في مقاومة الصرع والتشنجات وكذلك آلام العضلات والمفاصل، وربما تحسين أزمات المعدة، علما بأن المزيد من الأبحاث يجب أن تجرى من أجل التأكد من تلك الفوائد.

أعراض عشبة الناردين الجانبية

من الوارد أن تتسبب عشبة الناردين في بعض الأعراض الجانبية المزعجة، والتي تبدو متناقضة مع فوائدها أحيانا، إذ يمكن لتلك العشبة أن تؤدي إلى المعاناة من الصداع أو الألم بالمعدة أو حتى الأرق، رغم أنه يفترض بها أن تخفف من تلك الأزمات من البداية.

كذلك يمكن لعشبة الناردين أن تسبب المعاناة من جفاف الحلق كما أنها أحيانا ما تزيد من سرعة نبضات القلب، مع الوضع في الاعتبار أن تلك العشبة أحيانا ما تؤدي لبعض الأزمات عند التوقف عن تناول جرعاتها بصورة مفاجئة، لذا ينصح دائما بتقليل جرعات عشبة الناردين على مدار أسبوع أو اثنين قبل التوقف عن الحصول عليها، وخاصة عندما يأتي هذا التوقف بعد تناولها لفترات طويلة من الوقت.

كذلك تبدو احتمالية تسبب العشبة بالأزمات للنساء الحوامل أو خلال فترات الرضاعة غير واضحة المعالم، لذا ينصح بتجنبها في تلك المراحل للمزيد من الاطمئنان.

في كل الأحوال، تبدو عشبة الناردين متعددة الفوائد، إلا أن استشارة الأطباء قبل الحصول عليها يعد من الأمور المطلوبة، من أجل تحديد الجرعات المناسبة ومدى الحاجة إليها.