على مدار 14 قرناً.. تعرف على الزمازمة الذين يتولون سقاية الحجاج

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 أغسطس 2017
على مدار 14 قرناً.. تعرف على الزمازمة الذين يتولون سقاية الحجاج

سقاقية الحجاج مهمة شاقة تولاها أهل مكة منذ 14 قرناً، حتى صارت في يومنا هذا تقليداً مهنياً لا غنى عنه في موسم الحج، يقوم به أهل السقاية أو الزمازمة، وهم شباب مكيون يتولون مهمة توزيع عبوات ماء زمزم البلاستيكية على الحجاج الذين يعبرون حدود الحرم المكي.

فيديو: ‏الحرم المكي على مر العصور

ويعود تاريخ السقاية إلى ما قبل الإسلام، واكتسبت أهمية كبيرة نظراً لشح الماء في المدينة المقدسة، وتم تخصيص عائلات وقبائل هم المسؤولون عن هذه المهمة الجليلة، فتوالاها قبل الإسلام آل عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وعند فتح مكة أوكلها النبي إلى العباس بن عبد المطلب، وظلت في نسله فترة طويلة حتى انتقلت إلى آل الزبير وظلت فيهم فترة، ونظراً لكثرة الحجاج أشركوا معهم غيرهم في العمل، حيث تشرف بمهنة سقاية الحجاج، عدد كبير من الأسر المكية والذين يعرفون حالياً بالزمازمة.

وكانت عائلات الزمازمة منتشرة في الحرم، حيث كان لكل عائلة مكان يدعى (الخلوة) يضعون فيه أوانيهم المكونة من الأزيار المغربية، والدوارق (القارورة الفخارية) والأواني النحاسية، وذلك لسقاية الزائرين والطائفين، وذلك قبل انتشار برادات وترامس ماء زمزم في الحرم المكة، ولا تتوقف مهمتهم على سقي الحجيج في الحرم المكي فقط، بل كان المطوفين كانوا يقومون بالتنسيق مع الزمازمة لتوفير المياه للحجاج في مساكنهم أيضاً، بحسب عبدالهادي عبدالجليل الزمزمي، رئيس مجلس إدارة مكتب الزمازمة الموحد.

6 فئات فقط يسمح لهم الدخول بسياراتهم للحرم المكي.. هل أنت من بينهم؟

وكان الزمازمة في بداية الأمر ينقلون ماء زمزم في "القرب" بواسطة السقاة، ثم يضعونه في أزيار وهي عبارة عن أوعية فخارية كبيرة تشبه الخزان، وكان لديهم دوارق يقومون بتبخيرها بالمستكة ليكتسب الماء رائحة جميلة، ومن ثم يملؤون هذه الدوارق ليقوم أبناء الزمازمة الذين كان لديهم لباس تقليدي مكون من البقشة والعمامة والسديرية، بتقديمها للحجاج في أوعية نحاسية.

ثم تم إسناد سقاية الحجاج عام 1892 ميلادية بأمر ملكي بأن تكون سقاية الحجاج داخل الحرم المكي من مهام رئاسة الحرمين، وتم تجميع كافة العائلات التي تعمل في مهنة السقاية تحت مظلة واحدة وهو "مكتب الزمازمة الموحد" وأوكل إلى المكتب مهمة سقاية الحجيج وإيصال ماء زمزم إلى مساكنهم يومياً.

يتم تغييره كل ساعة.. تعرف على وظيفة حارس الحجر الأسود بالكعبة المشرفة

ويقوم مكتب الزمازمة بحملات توعوية دورية للحجاج، بأن ليس هناك ضرورة لجلب ماء زمزم من الحرم، حيث إن الزمازمة يوفرونه للحجاج في مساكنهم على مدار اليوم، كما أن أكثر من مليوني حاج من الخارج، ومن وقت وصولهم حدود الحرم المكي، يدخلون ضمن مسؤولية "مكتب الزمازمة الموحد" مسؤولية تامة، ليصبح مسؤولاً عن توفير ماء زمزم لهم حتى مغادرتهم المشاعر المقدسة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة