برز اسم فنان الكاريكاتير السوري علي فرزات كواحد من أشهر وأنجح رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي، فقد تميز بأعماله ورسوماته التي انتقد فيها السلطة والاستبداد في الدول العربية بذكاء جرأة، واستخدم ريشته لتسليط الضوء على القضايا السياسية والاجتماعية في بلاده، وهو ما عرضه للكثير من المخاطر، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
من هو علي فرزات؟
هو رسام وفنان كاريكاتير سوري، ولد في عام 1951 في مدينة حماة، ويعد واحد من أبرز فناني الكاريكاتير في الوطن العربي والعالم، وحائز على العديد من الجوائز العربية والدولية.
برز اسم فرزات كفنان معارض، سخر قلمه وريشته من أجل انتقاد السلطة والاستبداد في بلاده، وتعرض بسبب ذلك للتضييق والملاحقة، لكن هذا لم يمنعه من مواصلة نشر عمله وتوصيل رسالته المعارضة.
نشر علي فرزات لوحاته في كبرى الصحف العربية، مثل السفير والشرق الأوسط، وما ميز لوحاته أنه لا يستخدم الكلمات أبدًا، بل يلجأ إلى الصور فقط للتعبير عن أفكاره. ساهم فرزات في تأسيس صحيفة "الدومري" التي تعد من أوائل الصحف المستقلة في سوريا.
وخلال الثورة السورية التي اندلعت عام 2011، كان فرزات من أوائل الفنانين الذين انضموا إلى شعب للمطالبة بالحرية، واضطر بسبب آرائه واتجاهاته مغادرة البلاد للحفاظ على حياته.
وفي المهجر، استمر فرزات في نشر لوحاته ورسوماته عبر المعارض والمبادرات الداعمة لحرية التعبير، وتمسك بموقفه المعارض لكل أشكال القمع الذي عانى منه شعبه في سوريا.
نشأته وتعليمه
ولد الفنان علي فرزات في مدينة حماة، وبرزت موهبته في الرسم منذ سن مبكرة، فبداية من سن 12 عامًا بدأ في نشر رسوماته في الصحف المحلية، ومنها صحيفة "الأيام" في الستينات، وهي الصحيفة التي تم حظرها بعد فترة من قيام حزب البعث الحاكم.
التحق فرزات بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1970، وترك الكلية عام 1973، ليواصل نشر لوحاته في الصحف المحلية، التي لاقت رواجًا كبيرًا، وكانت سببًا في شهرته في سوريا والوطن العربي.
ديانة علي فرزات
يتسائل البعض هل علي فرزات علوي؟ لكن في الحقيقة لا توجد مصادر مؤكدة حول طائفة الفنان علي فرزات، ولكنه ليس علوي.
عمر علي فرزات
ولد عام 1951، ويبلغ من العمر 73 عامًا.
![علي فرزات.. رسام الكاريكاتير المناضل]()
مسيرته الفنية
بدأ الفنان علي فرزات مسيرته الفنية في سن مبكرة، فقد كانت رسوماته الكاريكاتيرية تنشر في الصحف المحلية منذ أن كان في سن المراهقة، وكانت أول رسمة تنشر له في عام 1963، حينما كان يبلغ من العمر 12 عامًا على صحيفة الأيام، التي حظرت بعد قيام حزب البعث.
واصل بعدها نشر رسوماته في الصحف المحلية، منها صحيفة الثورة اليومية الحكومية، ثم صحيفة تشرين الحكومية في منتصف السبعينات. أقام فرزات معارض متنوعة في سوريا، إلا أن شهرته الدولية الحقيقية بدأت في الثمانينات، وذلك عندما فاز بالجائزة الأولى في "مهرجان انترجرافيك الدولي" في برلين.
نشرت بعدها رسوماته في صحيفة "لوموند الفرنسية"، وأقام بعدها عدة معارض شخصية في عدة دول أوروبية.
رسومات علي فرزات
اتسمت رسومات علي فرزات بطابعها السياسي النقدي، فقد كانت رسوماته حالة استثنائية في سوريا، وتمكن من رسوم لوحات سياسية من داخل سوريا، وهو ما لم يفعله فنان سوري من قبل.
انتقد فرزات في رسوماته الأوضاع السياسية المتدنية في بلاده، وانتقد بشكل واضح الاستبداد، حيث تناول شخصيات ورموز تعد محظورة ضمن المناطق الحمراء في بلاده، ولم يتردد في تسليط الضوء على الرئيس بشار الأسد نفسه، متناولًا سياساته وممارساته بشفافية مرعبة، في وقتٍ كان فيه مجرد ذكر اسمه بطريقة ساخرة يعدّ انتحاراً فنياً.
مسيرة الفنان علي فرزات لم تكن مجرد تحد على ورق، بل كانت سلسلة من المواجهات المباشرة مع السلطة، ففي عام 2001، حصل على ترخيص نادر من السلطة لإصدار صحيفته المستقلة الدومري، وهي أول صحيفة مستقلة منذ انقلاب عام 1963، وخاطبت الجريدة وجدان المواطن السوري، وحققت نجاحًا كبيرًا. إلا أن الجريدة لم ترق للسلطات الاستبدادية، التي أمرت بحظرها وسحب ترخيصها عام 2003.
ولم تتوقف معارك علي فرزات هنا، بل تلقى تهديدات بالقتل ومنع من دخول بعض الدول العربية بسبب واحدة من لوحاته بعنوان "الجنرال والديكورات"، والتي شرح فيها حالة الانفصال بين السلطة والشعب.
![علي فرزات.. رسام الكاريكاتير المناضل]()
علي فرزات وبشار الأسد
ارتبط الفنان علي فرزات بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في علاقة وصفها البعض "بالصداقة"، بينما رفض فرزات هذا الوصف، وفضل أن يصفها بأنها علاقة "حوارية" في وسط ثقافي يجمع المثقفون والمفكرون السوريون لمناقشة أوضاع البلاد.
التقى فرزات بالرئيس السوري بشار الأسد أكثر من مرة، كما تطرق فرزات لشخصية الرئيس في أكثر من رسمة نشرت في الصحف السورية، وهو ما جعل البعض يظن أن العلاقة بينهما علاقة صداقة.
وقد نفى فرزات هذا الوصف، وتحدى أي شخص بأن يثبت بأنه استفاد من هذا التقرب، وأكد أن الصديق لا "يؤذي صديقة" في إشارة منه إلى حادثة الضرب والاعتداء التي تعرض لها بعد الثورة من قبل النظام السوري.
ماذا حدث لعلي فرزات؟
في شهر أغسطس عام 2011، تعرض الفنان السوري علي فرزات لاعتداء بالضرب المبرح في العاصمة السورية دمشق، وتعرض بسببها لكدمات شديدة في جسمه، وخاصة في يديه ووجهه.
انتقل فرزات للعلاج في مستشفى الرازي في دمشق، بعدما تم رميه على طريق المطار بعد ضربه بشدة، وسرقوا محتويات حقيبته. بعد الحادث، قرر فرزات مغادرة البلاد خوفًا على نفسه، وخاصة أن المعارضين كانوا يتعرضون للاعتقال من داخل المستشفيات.
انتقل فرزات للعيش في الكويت، واستقر فيها لفترة، ثم انتقل إلى فرنسا، وهناك استمر في نشر رسوماته المعارضة التي تعبر عن الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري في سوريا والوطن العربي.
![علي فرزات.. رسام الكاريكاتير المناضل]()
جوائز وتكريمات
خلال مسيرته الفنية، حصل الرسام علي فرزات على العديد من الجوائز من صحف محلية وعالمية تقديرًا لأعماله المتميزة المعبرة عن نبض الشارع السوري والعربي، ومنها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا عام 1987، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2003.
ومن الجوائز الدولية الأخرى التي حصل عليها فرزات جائزة من معهد العالم العربي في باريس، ولعل أبرز جوائزه على الإطلاق جائزة ساخاروف لحرية الفكر في أكتوبر 2011 بعد اندلاع الثورة السورية بعدة أشهر، وتم اختياره من قبل البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين للفوز بالجائزة.