عمر الزواوي.. رجل الأعمال العماني ومستشار السلطان قابوس

ينتمي رجل الأعمال والطبيب العماني عمر الزواوي إلى واحدة من أهم وأعرق العائلات في عمان، فقد كان للعديد من أفراد هذه الأسرة مكانة كبيرة في الوسط السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي كذلك.

تمكن عمر من أن يبرز بشكل كبير في عالم المال والأعمال رغم دراسته الطب في جامعة هارفارد، كما برز اسمه أيضًا في الوسط السياسي كونه أحد أهم المستشارين للسلطان قابوس رحمه الله، في السطور التالية تعرف أكثر على مسيرته المهنية وأهم المحطات في حياته.

من هو عمر الزواوي؟

عمر بن عبد المنعم بن يوسف الزواوي هو طبيب ورجل أعمال ومستشار سياسي عماني يعد من أبرز رجال الأعمال في عمان وأهم رجال السياسة أيضًا.

أسس الزواوي شركته متعددة النشاطات في السبعينيات، وهي واحد من أكبر الشركات العمانية، كما أن له تاريخاً طويلاً في تأسيس الكثير من المنشآت الطبية.

دخل الزواوي في عدد من المجالات الاستثمارية، ومنها الأسمن والصناعة والتجهيزات المنزلية والمقاولات والسياحة والصناعات الغذائية والسيارات، ولدى شركته العديد من الشراكات العالمية مع شركات للسيارات والأدوية، وقد ظل يترأس مجموعته حتى وفاته.

ولدى الزواوي دور بارز في نهضة عمان، فقد كان له الفضل في تأسيس الكثير من المنشآت، ومنها إنشاء أول محطة تلفزيون ملونة، وأول بنك عماني، وأول مجمعات مدرسية ومستشفيات في عمان، وإنشاء العديد من الكليات العلمية.

عمل الزواوي كذلك مستشارًا للسلطان قابوس رحمه الله لسنوات، وكان واحدًا من الذين أسهموا في نهضة وبناء الاقتصاد العماني مع السلطان قابوس رحمه الله. شغل الزواوي كذلك عددًا من المناصب الرسمية في الحكومة العمانية.

شجرة عائلة الزواوي

تعد عائلة الزواوي واحدة من أعرق العائلات العربية ذات المكانة الكبيرة في شبه الجزيرة العربية، فقد خرج من هذه العائلة شخصيات بارزة في مجالات متعددة.

ارتبط وجود عائلة الزواوي بالد الأكبر العالم محمد الزواوي الإحسائي الشافعي الذي جاء إلى مسقط في عام 1804 تقريبًا، وذلك في بدايات عهد السيد سعيد بن سلطان، وعند قدومه إلى مسقط أسس مدرسة في حي ولجات.

أما جده الأكبر هو السيد يوسف بن أحمد الزواوي وهو من الأسماء الهامة في الوسط السياسي العماني، حيث كان مستشارًا من السلطان فيصل بن تركي وابنه السلطان تيمور، كما أنه كان رجل أعمال بارز له تجارات ناجحة ومشهودة في المنطقة العربية.

كان يوسف مهتمًا كذلك بالثقافة والأدب، كما له عدد من المنشآت، ومنها مسجد بناه في عام 1906، ومدرسية باسم "الزواوي" في مسقط والتي تخرج منها العديد من طلب العلم.

ومن الشخصيات البارزة في عائلة الزواوي أيضًا الوجيع عبد القادر بن يوسف الزواوي الذي كان صاحبًا للعديد من المشروعات التجارية الرائدة وأهم هذه المشروعات توصيل الهاتف في عمان.

ومن أبناء يوسف الزواوي السيد أحمد، وكان مهتمًا للأدب والفكر مثل والده، ومتفاعلًا مع القضايا العربية والإسلامية.

أما والد السيد عمر الزواوي فهو السيد عبد المنعم الزواوي الذي كان من الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة في عمان، فقد كان مقربًا من سلاطين عمان منهم تيمور بن فيصل وسعيد بن تيمور.

كما عمل سكرتيرًا ومساعدًا للسلطان سعيد بن تيمور ورافقه في رحلاته حول العالم في عامي 1937 و1938 وزار معه عدة بلدان منها اليابان وسنغافورة والهند والولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا. عاش والده كذلك في كراتشي في باكستان لعدة سنوات، وكان مسؤولًا حينها عن مشتريات السلطان سعيد بن تيمور.

لعائلة الزواوي فرع يعيش في الكويت ويسكن منطقة شرق، وبرزت منه أيضًا شخصيات هامة منها عبد الباري يوسف الزواوي، والشاعر غسان عبد الباري الزواوي ورجل الغوص المعروف سيد عبد العزيز الزواوي، وتاجر اللؤلؤ محمد عبد العزيز الزواوي، والصحفي عادل يوسف الزواوي الذي أسس مجلة الديرة السياسية.

نشأته وتعليمه

ولد الدكتور عمر الزواوي في عام 1930 في مدينة كراتشي في باكستان حاليًا، والتي كانت وقتها جزءًا من الهند، حيث كان والده حينها يعمل مع السلطان سعيد بن تيمور ومسؤولًا عن مشترياته من هناك.

تلقى الزواوي تعليمه الأولي في مومباي، التي كانت تحت الإدارة البريطانية، ثم سافر إلى بيروت وأكمل تعليمه فيها، ومنها إلى القاهرة حيث حصل على شهادة الطب من جامعة القاهرة عام 1958.

بعد تخرجه عمل كطبيب لفترة في الدمام في السعودية في تخصص أمراض النساء، ثم سافر إلى الولايات المتحدة وأكمل دراسته في جامعة هارفارد، ثم عاد إلى السعودية مرة أخرى وقرر دخول عالم الأعمال.

حقيقة اغتيال قيس الزواوي

قيس الزواوي هو شقيق رجل الأعمال عمر الزواوي، وقد توفي في حادث سير في سبتمبر عام 1995 في الطريق المؤدي من قصر المعمورة إلى مزرعة أرزات، وكان حينها برفقة السلطان قابوس بن  سعيد ورجل الأعمال عمر الزواوي.

كان قيس، الذي كان وقتها نائبًا لرئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، جالسا بجوار السلطان قابوس في المقعد الأمامي، وقد فسر البعض هذا لحاد بأنه حادثة اغتيال إلا أنه كان مجرد حادث سير.

مسيرته المهنية

عمل عمر الزواوي في بداية حياته طبيبًا في السعودية، وقد سافر إلى الولايات المتحدة وأكمل دراسة الطب في جامعة هارفارد، ثم  عاد إلى السعودية مرة أخرى ودخل مجال الأعمال، وكان على علاقة وثيقة برجل الأعمال السعودي غسان شاكر.

بعد سنوات من العمل في السعودية عاد الزواوي إلى مسقط عام 1971 للانضمام إلى شقيقه قيس في الشركة العائلية التي أسسها في عمان عام 1967، وخلال هذه الفترة دخل مجال السياسية فبرز اسمه في المجالين السياسي والاقتصادي.

مسيرته السياسية

شغل الطبيب عمر الزواوي العديد من الأدوار السياسية البارزة في عهد السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، ومن أهم الإنجازات السياسية التي حققها هو دوره البارز في اعتراف المملكة العربية السعودية بنظام الحكم في سلطنة عمان، وذلك بسبب علاقات الزواوي الجيدة مع رجل الأعمال والدبلوماسي السعودي غسان شاكر.

وخلال عمله كمستشار خاص للسلطان قابوس كان مبعوثً شخصيًا للسلطان في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، كما رافق السلطان في الكثير من زياراته الخارجية، ومن بينها زيارة السلطان الأولى إلى الولايات المتحدة وذلك في عام 1975.

كان الزواوي رحمه الله مسؤولًا عن ملف المفاوضات مع الصين عام 1987، وقد شغل أيضًا رئيس جمعية الصداقة الصينية العمانية، كما شارك في محادثات تسوية الحدود في الإمارات التي أدت إلى انتهاء نزاع طويل الأمد.

مثّل الزواوي بلده سلطنة عمان في عدد من المحافل الدولية، ومن أهم زياراته خارج عمان زيارته لمصر بعد معاهدة السلام عام 1979، وزيارته إلى الصين عام 1999 بعد الغزو العراقي للكويت، كما كان ممثلّا لعمان في قمة وزراء الخارجية العرب في مصر والتي أقيمت عام 2001.

مؤسسة عمر الزواوي

وبجانب دوره البارز في المجال السياسي، كان رجل الأعمال العماني عمر الزواوي له دور بارز في المجال الاقتصادي، فقد ولد السيد عمر لعائلة لها باع طويل في الاقتصاد والتجارة وعالم المال والأعمال.

أسس الزواوي مؤسسته الخاصة باسم "أومزيست" عام 1973 وقد تركزت أعمال شركته في السبعينيات والثمانينيات على البناء والإدارة، حيث كانت سلطنة عمان في حاجة إلى تجهيز البنية التحتية.

أسست شركة الزواوي عددًا من المنشآت الهامة من بينها إنشاء أول مجمعات مدرسية ومستشفيات في عمان في ستة مواقع مختلفة، بما في ذلك نزوى، صحار، الرستاق، صور، البريمي، وسمائل.

تم أيضًا تأسيس أول مجموعة لتشغيل ميناء السلطان قابوس، وإنشاء شركة عمان الدولية للخدمات. وتم بناء أول محطة تلفزيونية ملونة في عمان والخليج.

كما تم إنشاء كليات ولجات للعلوم التطبيقية، وتطوير ميناء صحار الصناعي. وتم أيضًا إطلاق مشروع كبير لإنتاج الميثانول، مما جعل شركة عمان للميثانول واحدة من أكبر منتجي الميثانول في العالم.

استثمرت مجموعة الزواوي في عدد من المجالات المتنوعة، فقد أسس شركات للمنسوجات والأحذية والطلاء والزيوت النباتية والمنتجات الزجاجية، والزراعة والمنظفات والمنتجات الروقية، كما أسست مجموعته شركة للمطاحن وشركة للأسمنت.

برزت المجموعة بشكل كبير في قطاع الخدمات أيضًا، فقد أسست وكالة مزون للسفر وصيدلية وليد، كما برزت في مجال التعليم فأسست كلية ولجات للعلوم التطبيقية التي هدفت إلى توفير التدرب الفني للعمانيين.

أما في مجال الشراكات الدولية فقد افتتحت الشركة مكتبة في بكين عام 1992 بهدف تنسيق العلاقات التجارية بين عمان والصين، كما تملك الشركة حصصًا في عدد من مطاحن الدقيق في مصر، وفي شركة مياثنوب القابضة، وقد تعاونت المجموعة مع شركة سيمنس الألمانية في مجال الهندسة والاتصالات.

دوره في مجال البنوك

بالإضافة إلى إنجازات مؤسسته في مجال الإنشاءات والبنية التحتية، فقد برز رجل الأعمال عمر الزواوي بشكل كبير في مجال الأنشطة المصرفية والمالية، فقد ساهم في تأسيس بنك  عمان العربي الأفريقي عام 1979 بالشراكة مع البنك العربي الأفريقي، وبعدها اشترى أسهم البنك العربي الأفريقي و14 فرعًا لبنك الشرف االشرق البريطاني في عمان ليؤسس بنك عمان الدولي عام 1984.

 وقد شاركت الحكومة في مشروع مشترك مع بنك أوفرسيز ترست بنك في هونغ كونغ وسنغافورة لتشكيل بنك عمان أوفرسيز ترست، المعروف الآن باسم بنك مسقط وهو أول بنك مملوك للعمانيين.

ومن الخدمات المالية التي قدمتها مجموعة الزواوي تأسيس شركة "مسقط للتمويل" والتي عرفت بتقديمها قروضًا استهلاكية للعملاء، كما أسس شركة "عمان للأوراق المالية" عام 1989 وكان هدفها تقديم خدمات الوساطة المالية. من المؤسسات المالية الأخرى التي أسسها كانت شركة "عمان للتأمين" عام 1995.

ثروة عمر الزواوي

يعد رجل الأعمال العماني عمر الزواوي من أغنى رجال الأعمال في عمان والمنطقة الخليجية والعربية، ففي عام 2013 صنفته مجلة فوربس ضمن المرتبة 54 في قائمة أغنى 100 عربي وقدرت ثروته حينها 271 مليون دولار.

أهم إنجازات عمر الزواوي

كان لرجل الأعمال الزواوي العديد من الإنجازات الهامة والبارزة، ومن أهم هذه الإنجازات، أنه بنى أول مجمعات مدرسية ومستشفيات في عمان في ستة مواقع مختلفة، كما ساهمت مؤسسته في تأسيس أول مجموعة لتشغيل ميناء السلطان قابوس.

شارك الزواوي في إنشاء شركة عمان الدولية للخدمات، وبناء أول محطة تلفزيونية ملونة في عُمان والخليج، فضلًا تأسيس أول بنك عماني 100 في المئة، وهو بنك عمان الدولي.

شاركت شركته أيضًا في مشروع مشترك مع بنك أوفرسيز ترست بنك في هونغ كونغ وسنغافورة لتشكيل بنك عمان أوفرسيز ترست، كما أنشئت كليات ولجات للعلوم التطبيقية في عام 2001 بالتعاون مع معهد بيرلا للتكنولوجيا في الهند.

ساهمت شركته في تطوير ميناء صحار الصناعي لتعزيز دور الموانئ البحرية العمانية في التجارة والأنشطة الاقتصادية الأخرى، والشروع في مشروع كبير للميثانول، مما جعل شركة عمان للميثانول واحدة من أكبر منتجي الميثانول في العالم.

مرض عمر الزواوي

عانى رجل الأعمال عمر الزواوي من وعكة صحية شديدة عام 1992 حيث عانى من سرطان القولون وقد أجرى عملية جراحية وأكمل علاجه الكيميائي في عيادات مايو كلينيك الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفاته

توفي عمر الزواوي في 21 أبريل عام 2020 عن عمر ناهز الـ90 عامًا بعد صراع مع المرض، حيث نقل إلى المستشفى وتوفي فيها.

أبناء عمر الزواوي

لدى رجل الأعمال الراحل عمر الزواوي عددًا من الأبناء، والمعروف منهم ابنته ريم عمر الزواوي التي تولت منصب رئيس مجلس إدارة بنك عمان الدولي عام 2002 لتصبح أول امرأة  عمانية تشغل هذا المنصب.

من أبنائه أيضًا رجل الأعمال وليد الزواوي وهو نائب رئيس مجلس إدارة بنك HSBC عمان سابقًا.

من بناته أيضًا أريج الزواوي ولدت عام 1967 وقد تزوجت من الأمير الأردني غازي بن محمد في عام 1997 وحصلت على لقب أميرة وأصبحت أحد أعضاء العائلة المالكة بالأردن. لدى لسيدة أريج من زوجها 4 أبناء وعم تسنيم وعبد الله وجنة وسلسبيل.