التعليم في سنغافورة.. تجربة ونهضة استثنائية جعلتها على القمة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 31 يناير 2018 آخر تحديث: الخميس، 28 يوليو 2022

عانت في الماضي من التدهور الاقتصادي والسياسي، وندرة الموارد الطبيعية بسبب الحروب وما ألحقته بها من دمار قضى على الأخضر واليابس، لكنها تحدت الصعاب حتى صنعت المستحيل.. إنها "سنغافورة" التي تتربع الآن على قمة أفضل دول العالم في التعليم، وصاحبت التجربة الاستثنائية.

متفوقاً على 3000 طفل: مصري يفوز بلقب "أذكى طفل في العالم: هذه قصته!

  • التعليم شريان حياة سنغافورة

التعليم شريان الحياة في سنغافورة

وضعت سنغافورة التعليم نصب أعينها واعتبرته شريان الحياة الذي يضمن لها مستقبل أفضل خلال 50 عاماً، وخاضت تحديات صعبة حتى أصبحت التجربة  السنغافورية في التعليم الأشهر عالمياً، بل تفوقت على كوريا الجنوبية واليابان، وباتت تجربتها محل دراسة في الجامعات العالمية المهتمة بالتعليم وريادة الأعمال.

سنغافورة اتبعت مبدأ هاماً لم يعتمد على الارتقاء بالتعليم فقط، بل منافسة أوروبا، وأن تتحول إلى بؤرة دولية في التعليم، تذهب إليها كبرى الجامعات الدولية في مختلف بلدان العالم، وقد تحقق هذا المبدأ وأصبحت سنغافورة قبلة دول العالم في التعليم، وذلك عندما جعلت التعليم نقطة انطلاق الحياة.

  • نظام التعليم في سنغافورة

نظام التعليم في سنغافورة

يوفر نظام التعليم في سنغافورة باختلاف أنواعه، سواء التعليم الخاص أو الحكومي أو الدولي؛ خيارات متعددة ومرنة في كل مراحله، بدءاً من مرحلة الحضانة والمرحلة الابتدائية وصولاً إلى المرحلة الثانوية وما بعدها؛ إذ إنه يهدف إلى بناء شخصية قوية للطفل، وتنمية مهاراته الاجتماعية، الأمر الذي يسهم في تحقيق نتائج جيدة أكاديمياً، ويعود بالنفع على الوظائف المرموقة التي يلتحقون بها بعد التخرج.

ومع ذلك لا تقف طموحات حكومة سنغافورة عند سقف معين؛ بل تسعى إلى مزيد من التطوير للنظام التعليمي ليكون أكثر مرونة وجودة.

أفضل الأنظمة التعليمية في العالم تتضمن 5 أنظمة تعليم عربية

طفرة تعليمية جديدة: شاشات تفاعلية تعزز طرق التعليم بالممارسة

  • اكتشاف مواهب التلاميذ وتنميتها

اكتشاف مواهب التالميذ وتنميتها

عمل المسئولون في سنغافورة على هدف أساسي ساهم في إرساء قواعد جيدة للتعليم إلى أن أصبح من أفضل نظم التعليم عالمياً، هذا الهدف يتمحور في اكتشاف مواهب كل تلميذ على حدة، ثم يتم اختيار برنامج تعليمي له يهدف إلى تنمية هذه الموهبة للوصل إلى ذروتها، وخلق حلقة من الشغف والحب تظل ملازمة للتلاميذ طوال حياتهم لتطوير مواهبهم.

وتوضح وزارة التعليم في سنغافورة بموقعها على الإنترنت أن هذا الأساس القوي من التعليم، هو الذي يعد الجيل القادم من أبناء سنغافورة للمستقبل، فالمهارات التي يتعلمها الأطفال والطلاب في المدرسة والجامعة أو المعاهد الفنية تخلق مستقبلاً أفضل لهم ولبلدهم.

ويلعب الآباء دوراً هاماً في متابعة أطفالهم في مرحلة ما قبل الدراسة والتعرف على ميولهم واهتماماتهم في تلك المرحلة، وبناء عليه يتم اختيار المدرسة المناسبة التي تساعدهم على تنمية هذه المهارات.

في يوم اللغة العربية: 4 لغات يستطيع العرب تعلمها بسهولة: جرِّب الآن

  • الطالب يدرس ما يريد

الطالب يتعلم ما يريد

أما عن أسلوب النظام التعليمي في سنغافورة، فيلتحق الطفال بالمرحلة الابتدائية في عمر 7 سنوات، يتعلم خلالها مبادئ الرياضيات واللغة الإنجليزية، ويركز خلالها على تنمية مهاراتهم في لغتهم الأم، ويقضي خلالها الطفل 6 سنوات في المرحلة الابتدائية، يلتحق بعدها مباشرة بالمرحلة الثانوية.

بعد انتهاء المرحلة الثانوية يكون للطالب مطلق الحرية في الاختيار بين المدارس الثانوية أو الخاصة أو أحد البرامج التعليمية الأخرى، حيث يكون الخيار أمامه متاحاً ليدرس ما يريد وفقاً لاهتماماته، وبذلك يكون النظام قائماً على أن يدرس الطالب ما يحبه وما يقع ضمن اهتماماته، وبعد إنهاء هذه المرحلة، فالتعليم ما بعد الثانوي متنوع أيضاً بين الجامعات والمعاهد التقنية والفنية وغيرها.

وأكدت وزارة التعليم السنغافورية، إن إتاحة اختيارات تعليمية وأنشطة متعددة أمام الطفل في الصغر، يساهم في اكتشاف ميوله ومواهبه، وتكون الخطوة الثانية إتاحة نظام تعليمي ينمي هذه المواهب منذ المرحلة الابتدائية، وذلك من أجل تشجيع الطفل على النجاح.

  • المدارس في سنغافورة

المدارس في سنغافورة

المدارس في سنغافورة لا تقوم على نظام واحد، ولكن نجد أن كل مدرسة لها أنشطتها الخاصة ومهارات معينة التي تركز عليها، فهناك بعض المدارس تركز على الأنشطة الرياضية، وأخرى تهتم بالانشطة الاجتماعية وثالثة تهتم بانشطة فنية.

  • ذوي الاحتياجات الخاصة

ذوي الاحتياجات الخاصة

لم يهمل النظام التعليمي في سنغافورة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تخصيص مدرسين ذوي كفاءة وقدرات خاصة داخل كل مدرسة للاهتمام بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث تقدم المدارس تسهيلات ونظاماً تعليمياً مناسباً لذوي القدرات الخاصة، يعمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم الذاتية.