في الـ22 من العمر: استغل الفرص تحقق التغيير

  • ومضةبواسطة: ومضة تاريخ النشر: الأربعاء، 28 يناير 2015 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
في الـ22 من العمر: استغل الفرص تحقق التغيير

تعتبر الشهادة الجامعية في أيامنها هذه، بطاقة لدخول سوق العمل، ولكنها لا تمنحك ميزة تنافسية ولا تضمن حصولك على وظيفة. فنهاية مسيرتك الجامعية تشكّل بداية رحلة التعلّم والنضال الحقيقية، أو نسيان ما عفا عليه الزمن في اليوم الذي تضع قدمك في العالم المهني. 

بغض النظر عن دراساتك العليا أو مجال الاختصاص الذي اخترته، ثمة حقيقة واحدة تبقى صحيحة: بمجرد خروجك من الجامعة، ستمضي بقية حياتك في عالم يشهد تغييرا متسارعاً. وعملك الأول قد لا يكون عملك الأخير. وفي الواقع قد يكون هناك سنين ضوئية بينهما، لأن المسيرة المهنية المسطّحة أصبحت من الماضي. غير أن الخبر السار هو أن تبنّي التغيير هو مثل الإبحار في تيار دائم من الفرص غير المتوقعة. وإذا نظرت بشكل أوثق إلى حياة الأشخاص الناجحين، سترى أشخاصاً مثابرين لديهم سجل من الاستفادة من الفرص غير المرئية التي تصادفهم في مسيرتهم. فالأخوان "رايت" لم يحملا شهادة، وأول مشروع لهما كان بعيداً جدا عن الطيران: افتتحا دار مطبوعات وأطلقا صحيفة محلية. بعد عامين أصدرا جريدة أسبوعية ولكنها ذوت بعد عامين من إطلاقها. وحين ضربت موجة الدراجات الهوائية الولايات المتحدة، قرر الإثنان اللحاق بالركب وافتتاح محل بيع وتصليح دراجات. وكان عملهما في مجال الدراجات النارية ومعدات الطباعة وغيرها من الآلات، الإلهام الذي ولّد لديهما فكرة "آلة الطيران" التي يمكن أن تتوازن ويتم التحكّم بها. 

وعلى الغرار ذاته، كان محمد يونس يعرف القليل عن نظام الصيرفة التقليدي قبل أن يؤسس "مصرف جرامين" Grameen Bank. ولحسن الحظ، لم يؤثر ذلك سلباً على سعيه لتبني مقاربة مبتكرة للإقراض التي تعتبر أن أفقر الفقراء قادرون أن يكونوا رياديين ومحل ثقة. فالمصارف التقليدية كانت ترفض منح هذه القروض الصغيرة خوفاً من ألاّ يتم تسديدها لذلك تُرك القرويون من دون أي طريقة لتنمية مشاريعهم. وعام 1976 أقرض يونس لأول مرة 27 ألف دولار من ماله الخاص لـ42 قروية وحقق بعض السنتات كأرباح من كل قرض وساهم في ولادة المفهوم المؤثر للتمويل المصغّر. وحصل يونس وجرامين على جائزة نوبل للسلام عام 2006 "لجهودهما من خلال القروض الصغيرة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدءاً من القاعدة".

وبغض النظر عن المجال أو القطاع الذي تقرّر العمل به، شمّر عن ساعديك وقم بأفضل ما يمكنك القيام به. تعلم كل ما أمكنك تعلّمه وتصرف بنزاهة واحترم التزاماتك، ولكن ابق حذرا دائماً. وحتى كموظف، ليكن لديك عقلية ريادية. اطرح الأسئلة المناسبة وفكّر بالحلول واعتمد بيئات متغيرة وتعلّم كيفية معالجة المعلومات بسرعة واتخذ قرارات مدروسة.

واليوم أكثر حتى من السابق، من ينجحون ويجدون الرضا في العملية هم الذين يواصلون الاستكشاف. ابحث عن مكان يشاركك القيم ذاتها ويساعدك في النمو، ولا تخشى من أن تستغرق وقتاً في العثور عليه. كن متحمسا وشغوفا حيال طموحاتك ولكن كن صبوراً ومصمماً وملتزماً.

ركز على التحضير. تواصل بشكل واضح وشفاف مع الآخرين، سواء كانوا مرؤوسين أو زملاء أو رؤساء أو زبائن أو مستهلكين. تعلّم الإصغاء. تذكّر أن التشبيك والتعاون والتنسيق هي المفاتيح الأبرز للنجاح في هذا العالم المعقد والمتغير. والنتائج الإيجابية ستعتمد على مواهبك وقدراتك وأيضاً على قدرة فريقك على تعظيمها. والأهم، أنه في العقدين الماضيين، تطورت التكنولوجيا بسرعة هائلة، موفرة جميع الأدوات التي قد يحتاجها المرء للابتكار وتجديد الأسواق والقطاعات من دون إذن. استعمل هذه الأدوات لإحداث تغيير على الصعيد الشخصي وصعيد البيئة من حولك.

بعد التخرّج من الجامعة مباشرة، عملت في شركة تأجير سيارات وخضعت لمقابلات عمل أخرى في شركة أميركية في السعودية والمصرف المركزي الأردني. وحصل التغيير الجذري في حياتي حين التقيت شريكي بيل كينغسون وأطلقنا "أراميكس" عام 1982. ومنذ ذلك الوقت، لم يمر يوم واحد من دون حماسة. وتذكّر أن التحولات والانعطافات في طريقك والتي تبدو كأنها أقل مؤاتاة، هي التي يرجّح أن تشكّل العناصر التي تقود إلى الإنجاز. فالعالم يعج بالإمكانيات لبناء مسيرة مهنية مرضية وناجحة لذلك اخرج بالأفضل منها.