فيروس كورونا يدق مسماراً في نعش الصحافة الورقية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 24 مارس 2020
فيروس كورونا يدق مسماراً في نعش الصحافة الورقية

فيروس كورونا يدق مسماراً في نعش الصحافة الورقية 

الورقية تتراجع والرقمية في صعود.. هكذا يؤثر فيروس كورونا على الصحافة

شهدت الصحافة الورقية خلال العقدين الأخيرين تراجعاً ملحوظاً لا يخفى على أحد، وقد تطور الأمر ليصبح صراعاً حقيقياً على البقاء أمام خصم غير متوقع هو الصحافة الرقمية.

فيروس كورونا يدق مسماراً في نعش الصحافة الورقية

كان التراجع الذي شهدته الصحافة الورقية نتيجة طبيعية للتطور التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم، والذي دفع بعضاً من كبريات الصحف الورقية في العالم إلى الإغلاق مثل بوسطن غلوب وأنجلوس تايمز، فضلاً عن بعض المجلات الأوسع انتشاراً في العالم مثل مجلة تايم الأمريكية.

لم يكن العالم العربي بعيداً عن التأثر بالثورة الرقمية، فقد أغلقت العديد من الصحف العربية مثل (الدليل، السفير اللبنانية) وقامت البقية بتقليل أعداد صدورها لتصبح أسبوعية بدلاً من يومية أو تقليل أعداد نسخها المطبوعة يومياً.

 اللافت والذي يؤكد أن التحول الرقمي قادم لا محالة، هو أن معظم الصحف الورقية باتت أم خيارين لا ثالث لهم، إما الإغلاق أو التحول الرقمي، وهو ما يفسر تحول الكثير من تلك الصحف للإنترنت وإنشاء مواقع أو نوافذ رقمية خاصة بها.

كورونا يعجل بنهاية الصحافة الورقية

ويبدو أن أزمة انتشار فيروس كورونا  "كوفيد 19" والذي ظهر من مدينة ووهان الصينية، وانتشر إلى مختلف دول العالم مسجلاً أكثر من 300 ألف إصابة و11 ألف وفاة حتى يومنا هذا، ستشكل ضربة جديدة موجعة للصحافة الورقية.

فقد أعلنت العديد من الدول عن تعليق وإيقاف طباعة الصحف والمجلات الورقية بمختلف أنواعها ومنع تداولها خوفاً من مساهمتها في نشر فيروس كورونا شديد العدوى.

ومن أبرز الدول التي أعلنت عن تعليق تداول الصحف الورقية، الأردن وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية التحدة، فضلاً عن بعض الصحف الكبرى في دول أخرى مثل صحيفة عكاظ السعودية وصحف الراية والوطن القطريتين.

المخاوف الرئيسية التي دفعت لتعليق تلك الصحف الورقية، هي إمكانية أن تكون تلك الصحف سبباً لنقل الفيروس الذي تمتد فترة حضانته لـ 14 يوم.

كورونا يعزز مكانة الصحافة الرقمية 

بعد انتشار فيروس كورونا وإعلانه وباءاً عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية، أصبح الفيروس الذي أجبر مليار إنسان حول العالم على الحجر الصحي الحديث الأبرز للشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام.

لكن تلك الأحاديث لم تكن خالية من الشائعات والمبالغات خاصة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل واتساب وتيلجرام، بدءاً بالحديث عن طرق غير صحيحة لتشخيص الإصابة بالفيروس، مروراً بعلاجه بأدوية أو أعشاب بسيطة وليس انتهاءاً بنشر مقاطع مفبركة لمقاطع فيديو ليس لها علاقة بالفيروس وانتشارها على نطاق واسع ما يسهم في تعزيز الرعب الاجتماعي مع الفيروس القاتل، والذي يؤدي لذعر الشراء والتسوق والذي ظهر جلياً في عدة دول حول العالم.

ومن هنا تكمن أهمية وسائل الإعلام الرقمية، فهي جهات موثوقة لمكافحة الشائعات وتقديم الأخبار والمعلومات الصحيحة حول الفيروس، كما أنها تعمل على مكافحته عبر نشر الإرشادات الطبية المنقولة عن أصحاب العلم والاختصاص، سواء للتشخيص، أو الحالات التي يجب فيها مراجعة الطبيب، فضلاً عن سبل الوقاية.

ومن النقاط الرئيسية التي جعلت من الصحافة الرقمية خياراً مفضلاً، هو أنها تتمكن من مواكبة الأخبار والأحداث لحظةً بلحظة، بعكس الصحف الورقية التي تحتاج وقت للطباعة والنشر والتوزيع، فضلاً عن أن المواقع الإلكترونية لن تكون ناقلة للعدوى كون كل شخص يمكنه تصفح الإنترنت عبر أجهزته الشخصية التي لن يمسها أي شخص آخر، وهو ما يجعل فرصة العدوى غير ممكنة.