تملك الكويت نخبة من أهم الفنانين، وأكثرهم إبداعًا في الكويت، ولعل أحد أهم العمالقة في الإخراج هو المخرج الكويتي كاظم القلاف الذي قدم أعمالًا كثيرة لاقت نجاحًا كبيرًا وتمكن من معاصرة الحركة الفنية في الكويت، تعرف على مسيرته الفنية في السطور التالية.
حياة كاظم القلاف ونشأته
كاظم إبراهيم أحمد القلاف هو مخرج وممثل كويتي ولد في 15 أبريل عام 1945، وبدأ مسيرته الفنية من خلال المسرح المدرسي في فترة الخمسينيات وبداية الستينيات.
نشأ القلاف في أحد أحياء الكويت وهو الشقيق الأصغر للفنان مكي القلاف. تلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية في الكويت، وبدأ حياته الفنية من خلال مسرح المدرسة، وبعدها انضم إلى فرقة المسرح العربي والمسرح الشعبي.
القلاف متزوج ولديه 13 ابنًا، وهم وائل، ووئام، وولاء، ووفاء، وكلثم، ومحمد، وإبرهيم، ومريم، وإسماعيل، وشيماء، وبشاير، وأسامة، وعبد الله.
عمل القلاف لمدة سنتين في الجيش الكويتي، وبعدها انتقل للعمل في وزارة الكويت كمخرج تلفزيوني، كما عمل لفترة في المعهد العالي للفنون المسرحية كمحاضر لمادة التلفزيون، وقدم أول عمل تلفزيوني له عام 1961 مع الفنان عبد المحسن الخلفان، وعبد الرحمن الصالح.
مرضه ووفاته
عانى كاظم القلاف من سرطان الرئة وبعد أن ساءت حالته الصحية سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج، وبعد فترة طويلة من تلقي العلاج هنا عاد القلاف إلى الكويت بحجة تواجد علاج فيها مناسبة لحالته.
حينما عاد القلاف رفض طريقة العلاج المتبعة في الكويت وطلب من وزارة الصحة أن تسفره مرة أخرى إلى الولايات المتحدة لاستكمال علاجه، ولكن قوبل طلبه بالرفض، وتحدث القلاف عن رحلة علاجه قائلًا:
"رفضت وزارة الصحة عودتي إلى الولايات المتحدة بحجة وجود علاج هنا، ولكن المسألة لا تقاس بوجود العلاج، وإنما بطريقة العلاج، أنا أتألم، وبعد أن قطعت شوطًا كبيرًا من العلاج تستكثر علي وزارة بأن أكمل باقي العلاج، فهل هذا هو التقدير الأخير لي؟"
بعد معاناة مع المرض توفي القلاف في فجر يوم الثلاثاء الموافق 4 يوليو عام 2000 عن عمر يناهز الـ55 عامًا، وبعد وفاته ترك فراغًا كبيرًا سواء في التمثيل أو الإخراج.
مشواره الفني
بدأ كاظم القلاف مشواره الفني في فترة الخمسينيات وبداية الستينيات من خلال مسرح المدرسة، وبعد فترة طويلة من تقديم مسرحيات في المدرسة سجل عضويته في فرقة المسرح العربي، والمسرح الشعبي.
يعد القلاف أول عضو في فرقة المسرح العربي والشعبي، وبعد عمله لفترة في الجيش الكويتي، انتقل للعمل في وزارة المالية كمخرج تلفزيوني، وبعدها قدم أول عمل فني له عام 1961 مع الفنان عبد الرحمن الصالح، وعبد المحسن الخلفان بعنوان "أحر ما عندهم أبرد ما عندي".
عمله كممثل
أول عمل مسرحي شارك فيه القلاف كممثل مسرحية "اغنم زمانك"، عام 1965 وبعدها واصل تقديم عدد كبير من الأعمال الفنية كممثل، ومنها مسرحيات "الكويت سنة 2000"، و"القاضي راضي"، و"أيضًا هالو دوليي"، و"بيت بو صالح"، وحرم سعادة الوزير"، و"ممثل الشعب".
شارك كذلك في مسرحيات "توم وجيري عفوًا جسوم ومشيري"، و"القرقور"، و"الشاطر حسن"، و"شمس الشموس"، و"الكرنفال الكبير"، و"مخروش طاح بكروش"، و"القضية"، و"الأستاذ صنهات"، و"أشواق وأسير" وكان آخر عمل مسرحي يشارك فيه كممثل.
أما في التلفزيون فقد شارك في عدد كبير من المسلسلات بداية من الستينيات منها "القلب الكبير"، و"جريمة بسبع وجوه"، و"أجلح وأملح"، و"مظلوم"، و"الشاطر حسن"، و"ابن الحطاب"، و"طول عمر وأشبع طماشة"، و"دمعة على الرمال"، و"طريق الشوق"، و"مذكرات جحا".
شارك أيضًا في مسلسلات "أصوات للحب"، و"زمردة"، و"طيور على الماء"، و"درس خصوصي"، و"إلى أبي وأمي مع التحية"، و"ابن سينا"، و"غدًا تبدأ الحياة"، و"علي بابا"، و"رحلة العمر"، و"الكوكب المسالم"، و"إلى من يهمه الأمر"، و"على الدنيا السلام"، و"إزعاج".
من الأعمال التلفزيونية الأخرى التي شارك فيها كممثل "عاد ولكن"، و"رحلة العجائب"، و"صراع الأجيال"، و"طيف السلام"، و"حياتنا الجديدة"، و"طش ورش"، و"عيون بريئة"، و"أبناء الغد"، وآخر مسلسل شارك فيه هو المسلسل التلفزيوني "طائر البحرين".
عمله كمخرج
بدأ كاظم القلاف عمله كمخرج في عام 1965 حيث أخر مسلسل "ثقوب في الثوب الأسود"، وبعدها واصل إخراج العديد من الأعمال الفنية ما بين التلفزيون والمسرح والسهرات التلفزيونية، ففي عام 1966 أخرج مسرحية "كازينو أم عنبر".
وفي عام 1967 أخرج سهرة تلفزيونية بعنوان "ليلة العرس"، ومسرحية "24 ساعة"، وبعدها بعام أخرج مسرحية "صلاح الدين وبيت المقدس"، و"الساق المبتورة"، و"قرص الموت".
في السبعينيات أخرج القلاف العديد من المسلسلات ومنها "ليالي شهرزاد"، و"أسطور الصحراء"، و"قصة موال"، و"المصير"، و"فهد العسكر الرحلة والرحيل"، و"ربيع كل الفصول". أخرج أيضًا عدة مسرحيات منها "الدرجة الرابعة"، و"رزنامة".
في الثمانينيات واصل القلاف إبداعه الفني كمخرج، فعمل كمخرج تلفزيوني في عدة مسرحيات منها "ممثل الشعب"، و"البراحة"، و"باي باي لندن"، و"العفريت"، و"فرسان المناخ"، و"فرحة الأمة"، و"المتوحشة"، و"رحلة حنظلة"، و"حامي الديار"، و"في خبر كان".
أخرج أيضًا مسرحيات "حبابة وحمارة القايلة"، و"الأوانس"، و"ليلى والذيب"، و"نصب واحتيال".
أما في التلفزيون فقد أخرج عدة مسلسلات وسهرات تلفزيونية منها "مسافر بلا هوية"، و"الانحدار"، و"لم تكن أمنيتي"، و"شمس الضحى"، و"الصمت في قلوب مغلقة"، و"نادر"، و"مبارك"، و"الجوهرة".
واصل القلاف تألقه في التسعينيات حيث أخرج أيضًا عدداً كبيراً من المسرحيات منها "بلنتي"، و"سيف العرب"، و"الواد ده كويتي"، و"الساحر حمدان"، و"رثة المرحوم"، و"سنطرون بنطرون". أخرج أيضًا مسلسلات "حكايات من التراث الشعبي"، و"الخروج من الهاوية".
عمله كمؤلف
لدى القلاف تجارب قليلة في التأليف أولها كانت في الستينيات منها تمثيلية "إجازة"، و"من الماضي"، و"موعد مع الموت"، و"لو عرف الشباب"، و"الأيدي الخشنة". وفي عام 1974 أعد تمثيلية "أوراق الخريف"، وفي عام 1999 ألف مسلسل "أبناء الغد" الذي شارك فيه كضيف شرف، وكتب سيناريو وحوار مسلسل "بيت بلا أبواب" عام 2001.
