لقاح جديد فعال ضد كورونا: جرعة واحدة منه كافية للقضاء على الفيروس

  • تاريخ النشر: الإثنين، 11 يناير 2021
لقاح جديد فعال ضد كورونا: جرعة واحدة منه كافية للقضاء على الفيروس

مازال الباحثون والعلماء حول العالم يسعون لتطوير لقاحات جديدة مضادة لفيروس كورونا المستجد، ويبدو أن بعضهم قد توصل للقاح جديد يتميز بأنه فعاليته تظهر بعد جرعة واحدة فقط.

لقاح جديد ضد فيروس كورونا تظهر فعاليته بعد تناول جرعة واحدة فقط

حيث كشفت تقارير علمية حديثة أن مجموعة من الباحثين نجحوا في تطوير لقاحاً مضاداً لفيروس كوفيد-19 باستخدام الجسيمات النانوية، حيث يؤدي اللقاح الجديد إلى استجابة الأجسام المضادة للفيروسات، وذلك بعد تناول جرعة واحدة فقط.

وقام الباحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية باستهداف بروتين سبايك المغلف للفيروس، والذي يصبح في حالة انهياره غير قادر على نقل العدوى الفيروسية مرة أخرى.

وقد اعتمد اللقاح على تقنية مختلفة عند تطويرهم اللقاح، حيث أوضحت القتارير أن لقاحهم يتكون من نسخ متعددة من بروتين سبايك، والذي تم تعريضه إلى جزيئات الفيريتين النانوية، لافتة إلى أن الاختبارات نجحت بالفعل على فئران التجارب.

وأظهرت النتائج أن اللقاح الجديد لكورونا يجعل الخلايا البشرية تقوم بشكل مؤقت بإنتاج بروتين السنبلة، وهو ما يؤدي إلى حدوث استجابة مناعية، ومن ثم إنتاج أجسام مضادة لفيروس كورونا.

وأشارت التقارير إلى أن جزيئات الفيريتين هو ذلك البروتين الذي يتم استخدامه لتخزين الحديد، وهو موجود في العديد من الكائنات الحية، حيث يتم دمجه مع بروتينات أخرى، وبالتالي يجعل هذا استجابته المناعية أقوى من باقي البروتينات الأخرى.

وأضافت أن التجارب نجحت في إنتاج استجابة مناعية أقوى مرتين من باقي اللقاحات الأخرى المضادة لفيروس كورونا، بما فيها تلك المستخدمة عن طريق بلازما المتعافين العدوى الفيروسية.

ولفتت التقارير إلى أن العلماء يسعون في الفترة الحالية من أجل تأكيد هذه النتائج المُبشرة عن طريق التجارب السريرية البشرية، وذلك قبل إقرار استخدامه بشكل رسمي، مشيرة إلى أن في حالة تم اعتماده بالفعل في التطعيم ضد فيروس كورونا، سيصبح هذا الأمر أكثر سهولة، خاصة وأن التطعيم به يتم من خلال جرعة واحدة فقط.

لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد

وشهدت الأسابيع الماضية بدء العديد من دول العالم في تطعيم سكانها بلقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، والتي قامت بتطويرها عدداً من شركات الأدوية العالمية، حيث نستعرض فيما يلي أبرز المعلومات عن اللقاحات المضادة لكورونا والتي بدأ العالم في استخدامها في الفترة السابقة:

لقاح سبوتنيك V

وكانت روسيا قد أعلنت عن تسجيل أول لقاح في العالم ضد فيروس كورونا المستجد في شهر أغسطس الماضي، والذي أطلق عليه اسم سبوتنيك V، وهو من تطوير مركز غامالي لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة.

ووفقاً لما أعلنه الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، فإن نتائج التحاليل المؤقتة الأولية لبيانات المرحلة الثالثة من تجارب لقاح فيروس كورونا "سبوتنيك V" في روسيا قد أظهرت أن فعالية اللقاح بلغت نسبة 91.4%.

وجاء في بيان رسمي للصندوق تداولته مواقع إخبارية: "بلغت فعالية استخدام لقاح "سبوتنيك V" نسبة 91.4%، حيث استندت العملية الحسابية إلى توزيع 20 حالة مؤكدة، تم تحديدها من المجموعة التي تتناول الدواء الوهمي والمجموعة التي تلقت اللقاح."

وأشارت التقاربر إلى أنه تم إثبات فعالية هذا اللقاح المضاد لكورونا على أساس أول تحليل مؤقت للبيانات بعد 21 يوماً من تلقي المتطوعين أول تطعيم.

لقاح فايزر

أعلنت شركتا فايزر وبيونتيك في أوائل نوفمبر الماضي أن اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 الذي تعملان عليه، قد أثبت فعاليته بنسبة 95%، وذلك بعد التحليل الأول لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

وجاء في البيان المشترك الذي أصدرته الشركتان، أنه تم قياس فعالية اللقاح المضاد لكوفيد-19 من خلال المقارنة بين عدد المشاركين الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في المجموعة التي تلقت اللقاح، وعدد المصابين في مجموعة أخرى تلقت لقاحاً وهمياً، بعد 7 أيام من تلقي الجرعة الثانية، و28 يوماً من تلقي الجرعة الأولى.

ويعمل اللقاح الجديد على تخليق أحماض نووية تقوم بتحفيز خلايا جسم الإنسان على إنتاج بروتينات مشابهة لتلك الموجودة في الفيروس، حيث أن هذه البروتينات قادرة على إثارة الاستجابة المناعية للجسم البشري ضد فيروس كورونا المستجد.

وأشارت تقارير علمية إلى أن اللقاح يتعين شحنه وتخزينه في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر، وهي نفس درجة الحرارة في فصل الشتاء في القطب الجنوبي، لافتة إلى أنه بالنسبة لدرجات حرارة المبرد العادية، فيمكن حينها تخزينه لمدة تصل إلى 5 أيام فقط.

لقاح موديرنا

وفي منتصف نوفمبر الماضي، أعلنت شركة موديرنا الأمريكية أن لقاحها التجريبي المضاد لكوفيد-19، أثبت فعاليته بنسبة 94.1%، بناء على بيانات مؤقتة من تجربة سريرية في مرحلة متأخرة.

وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فقد استند تحليل شركة موديرنا المؤقت إلى 95 إصابة من بين المشاركين في التجربة، الذين تلقوا إما علاجاً وهمياً أو لقاحاً ضد المرض، لافتة إلى أنه من بين تلك الحالات، تم تسجيل 5 أصابات فقط بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الذي يتم التطعيم به على جرعتين بفارق 28 يوماً.

ويتميز لقاح موديرنا الجديد المضاد لفيروس كورونا بأنه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة، مما يجعل توزيعه أكثر سهولة، حيث تتوقع الشركة الأمريكية أن يكون لقاحها مستقراً في درجات حرارة المبرد العادية، من 2 إلى 8 درجات مئوية، لمدة 30 يوماً، مع إمكانية تخزينه لمدة تصل إلى 6 أشهر عند درجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر.

وقد أعربت المفوضية الأوروبية عن تفاؤلها بشأن لقاح موديرنا المضاد لكورونا، وقالت أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إبرام المزيد من صفقات الإمداد مع الشركات المنتجة للقاحات.

لقاح أسترازينيكا

كما أعلنت شركة أسترازينيكا أواخر شهر نوفمبر الماضي عن نتائج مبشرة تخص لقاحها الجديد المضاد لفيروس كورونا المستجد، حيث قالت أن فاعلية اللقاح قد تصل إلى 90%، وأنه لا توجد له أي أثار جانبية خطيرة.

وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فقد أظهرت بيانات تجارب مراحل متقدمة أجرتها شركة الأدوية أسترازينيكا في بريطانيا والبرازيل، أن اللقاح الذي تم تطويره بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، قد تصل فاعليته للوقاية من كوفيد-19 إلى نحو 90%، وذلك في حال تم التطعيم بنصف جرعة في البداية، ثم جرعة كاملة، وبينهما شهر على الأقل.

وأشارت التقارير إلى أن هناك طريقة أخرى في التطعيم أثبتت فعاليتها بنسبة 62%، حيث تعتمد على التطعيم بجرعتين كاملتين، يفصلهما شهر على الأقل، لافتة إلى أن التحليل المجمع للبيانات من طريقتي التطعيم أظهر متوسط فعالية بنسبة 70% للحماية من فيروس كورونا.

كما ذكرت شركة الأدوية أن تجاربها لم تكشف عن أي وقائع خطيرة متعلقة بالسلامة، مؤكدة أن تحمل المشاركين للقاح كان جيداً، وذلك في طريقتي التطعيم المختلفتين.

لقاح سينوفارم

وقامت الصين مؤخراً باعتماد لقاحها الجديد سينوفارم المضاد لفيروس كورونا المستجد، ليخرج من المرحلة التجريبية، وينضم رسمياً إلى قائمة اللقاحات الرئيسية المُعتمدة بمكافحة الجائحة العالمية، بعدما أثبت فعالية بلغت 79.43%.

وقالت التقارير أن لقاح سينوفارم يعمل عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان من أجل صنع أجساماً مضادة لفيروس كوفيد-19، والمرتبطة بالبروتينات الفيروسية، مثل ما يسمى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.

ومن أجل إنتاج هذا اللقاح، قام الباحثون في معهد بكين بإحضار 3 أنواع من فيروس كورونا المستجد من أجسام المصابين في المستشفيات الصينية، بالإضافة إلى فيروس متحور بإمكانه التكاثر.

وبعد إنتاج الباحثين لمخزونات كبيرة من فيروسات كورونا، قاموا بمزجها مع مادة كيميائية معروفة باسم بيتا بروبيولاكتون، حيث قام المركب بتعطيل فيروسات كورونا عن طريق الارتباط بجيناتها، وبالتالي لم يعد بإمكان فيروسات كورونا المعطلة أن تتكاثر.

ثم قام الباحثون بعدها بسحب الفيروسات المعطلة وخلطها بكمية ضئيلة من مركب قائم على الألومنيوم كمادة مساعدة، من أجل أن تقوم هذه المواد المساعدة بتحفيز جهاز المناعة لتعزيز استجابته للقاح.

وبعد التطعيم بلقاح سينوفارم، يستطيع الجهاز المناعي للإنسان الاستجابة لعدوى فيروسات كورونا الحية، حيث تنتج خلاياه المناعية أجساماً مضادة تستهدف بروتين سبايك، مما يمنع الفيروس التاجي من دخول الخلايا، كما قد تمنع أنواعاً أخرى من الأجسام المضادة الفيروس بوسائل أخرى.

فيروس كورونا حول العالم

جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس 2020.

ووفقاً لآخر الاحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد-19 حتى الآن أكثر من 90 مليون و859 ألف شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 64 مليون و960 ألف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من مليون و946 ألف شخص.

كما اتخذت العديد من الدول حول العالم عدة إجراءات احترازية كمحاولة للسيطرة على الفيروس الخطير، والتي تتضمن: تعليق الطيران، فرض حظر التجول.

الوقاية من فيروس كورونا المستجد

ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، والبقاء في المنزل بقدر الإمكان.

أعراض فيروس كورونا

وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال