ليلة النصف من شعبان: فضلها وأحب الأعمال فيها

  • تاريخ النشر: الجمعة، 26 مارس 2021 آخر تحديث: السبت، 27 مارس 2021
ليلة النصف من شعبان: فضلها وأحب الأعمال فيها

تُعد ليلة النصف من شعبان من الليالي المُباركة التي اعتاد المسلمون الاحتفاء بها كل عام منذ صدر الإسلام وحتى يومنا هذا، لما لها من فضلٍ كبير أكده رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لصحابته ووثقه ما وصلنا من الأحاديث الصحيحة عن ليلة النصف من شعبان التي يجب على كل مسلم استقبالها بصالح الأعمال ليفوز بفضلها ويحسُن أجره.

موعد ليلة النصف من شعبان

تبدأ ليلة النصف من شعبان مع حلول مغرب يوم الرابع عشر من شعبان وحتى حلول فجر يوم الخامس عشر من شهر شعبان، أي أنها هي الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان، وتوافق ليلة النصف من شعبان 2021 التي نستقبلها قريبًا في التاريخ الميلادي ليلة الـ 28 من الشهر الحالي، أي تبدأ مع مغرب يوم الـسبت 27 مارس وحتى فجر يوم الأحد 28 مارس.

فضل ليلة النصف من شعبان

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل ليلة النصف من شعبان منها ما هو ضعيف فلم نأخذ بها ولا بما جاء فيها، ومنها ما هو صالح ونذكر عليكم بعضٍ من فضل ليلة النصف من شعبان الذي ورد في هذه الأحاديث الشريفة.

يطلع الله في ليلة النصف من شعبان إلى  جميع خلقه فيغفر لهم جميعًا إلا من كفر منهم أو كان مُشاحن أو حاقد، وقد ثبت هذا القول في فضل ليلة منتصف شعبان بما ورد في الحديث النبوي الشريف عن أبي موسى رضي الله عنه قال رسول الله صلة الله عليه وسلم " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن" رواه ابن ماجة، وابن حبان عن معاذ بن جبل.

كما ذُكر فضل ليلة النصف من شعبان في حديث آخر عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه" رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيحه الجامع.

كما أن ليلة النصف من شعبان من أكثر الليالي التي يغفر الله فيها لعباده ويتقبل توبتهم، وقد وردنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر" رواه ابن ماجة.

 كما وردنا في فضل ليلة النصف من شعبان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها فقدت رسول الله ذات ليلى فخرجت تطلبه فوجدته بالبقيع رافع رأسه إلى السماء يدعو الله، وقال لها " إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني، والمقصود بكلب هنا قبيلة عربية مشهورة لم يكن لقبيلة من قبائل العرب ما كان لها من قطعان الغنم.

 والمقصود من الحديث أنه يغفر الله لعبادٍ له أكثر من عدد شعر غنم هذه القبيلة كناية عن كثرة المغفور لهم بإذن الله في ليلة النصف من شعبان، كما أن المقصود بنزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا هو نزول مغفرته ولطفه ورحمته فالله مُنزه عن الجسمية أو التشبيه.

الأفعال المستحبة في ليلة النصف من شعبان

نستوحي المُستحب من الأفعال في ليلة النصف من شعبان من سنن رسول الله التي داوم عليها في هذه الليلة أو أوصى بها في الأحاديث النبوية الشريفة، منها البعد عن الشحناء والحقد وتنزه المسلم بنفسه عما يُدنسها من معاصي وذنوب.

كما يُعتبر الصيام في يوم النصف من شعبان أمر مُستحب لكونه أحد الأيام الثلاثة البيض وهم أيام الـثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي والتي أشار رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى أن صيامها مستحب حيث قال إلى الصحابي أبا ذر في الحديث النبوي الشريف " إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة" رواه أحمد والترمذي والنسائي.

بينما ما وصل عن صيام الخامس عشر من شعبان لفضل ليلة النصف من شعبان فهو حديث ضعيف وليس موضع احتجاج وهو نصه " إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها" حيث أضعفه رواه الأحاديث الكبار.

أما عن الصلاة فهي مستحبة في كل الليالي والأوقات إلا ما نهى الله ورسوله، فما أفضل وأفيد للمؤمن من عمل يقوم به في ليلة مُفترجة ومُباركة مثل ليلة النصف من شعبان مثل الصلاة والسجود لله عز وجل، مع التذكير على أنه من غير المُستحب الصلاة جماعة في ليلة النصف من شعبان بغير مواقيت الصلاة الخمس حيث أن مثل هذا الفعل أقرب للبدعة ومن الأفضل أن يختلي العبد بنفسه ويُصلي أو يقرأ ما تيسر له من القرآن، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن إحياء ليلة النصف من شعبان بالاجتماع للصلاة والدعاء والقصص داخل المساجد بدعة وفعل لم يقم به رسول الله، والله أعلم.

ويُذكر أن يوم 15 من شعبان له خصوصية ومكانة هامة في الإسلام حيث فيه جاء أمر الله بتحويل موضع القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المُشرفة حسب قول مجموعة من العلماء والفقهاء، ولكن إلى يومنا هذا لا يزال موعد تحويل القبلة غير متفق عليه إن كان في الخامس عشر من شعبان أم في منتصف شهر رجب أو يومٍ آخر غيرهما من الأشهر الحرم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة