ما هي الحقيقة وراء الأفكار النمطية التي تُعزى لكل الجيل؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 31 أغسطس 2022
ما هي الحقيقة وراء الأفكار النمطية التي تُعزى لكل الجيل؟

منذ القدم وحتى يومنا هذا، لاتزال الأفكار السائدة والنمطية تُطلق على الأجيال بشكل معمم وعلى جميع  أفراده دون مراعاة للفروقات الفردية بين أفراد هذا الجيل والظروف التي كانت تحيط به، فعلى سبيل المثال أبناء جيل الطفرة الذين ولدوا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عُرف عنهم أنهم يتمتعون بثراء فاحش، وهذا أمر في غاية الغرابة فكيف لأطفال عاشوا حياة ما بعد الحرب والدمار والانهيار الاقتصادي أن يتمتعوا بكل هذا النعيم! وعلى صعيد مماثل طالت الأفكار النمطية جيل الألفية ووصفتهم بالكسل واللامبالاة وعشقهم لاستخدام الهواتف المحمولة. السؤال هنا، هل بالفعل هذه الأفكار واقعية وصحيحة أم أنها مجرد اتهامات لا تمت للواقع بصلة؟ بهذا الصدد يقول الدكتور أليكسيس، وهو خبير في شؤون الأجيال، أن الصفات المطلقة على مختلف الأجيال دائماً ما تكون أسبابها البيئة التي ولدوا ونشأوا فيها خلال تلك الفترات الزمنية المحددة. 

للتحقق من ذلك، قمنا بإجراء دراسة مسحية تستهدف سكان الشرق الأوسط لتحديد مدى صحة الأفكار النمطية التي تُعزى لكل جيل، وقد تضمن المسح سؤال المشاركين عن أعمارهم وبلدهم الأصلي، ومن ثم تصنيفهم إلى فئات عمرية، وهي فئة جيل الطفرة 1 والتي تضم الأفراد المولودين من 1946-1954 وفئة جيل الطفرة 2 وتضم المشاركين الذين ولدوا في الفترة ما بين 1955 و 1964، ويُشار إلى هاتين الفئتين معاً بجيل الطفرة، كما وقد شملت الفئات العمرية الأخرى الجيل X ويتألف من الأفراد المولودين من 1965-1980 وجيل الألفية الذي يضم الأفراد الذين ولدوا في الفترة من 1981 إلى 1996، وآخر ما تم تضمينه في هذا الاستطلاع هو الجيل Z  الذي يضم مواليد 1997-2012. 

الخطوة التالية تضمنت ترتيب المشاركين لأهمية التعليم والوظيفة والصحة والأسرة والشؤون المالية والأهداف الشخصية في حياتهم على مقياس من 1 إلى 6، حيث أفادت النتائج أن جيل الطفرة كان أكثر اهتماماً بالحفاظ على الروابط الأسرية وتأمين موارد مالية لما بعد التقاعد بدلاً من التقدم الوظيفي والترقيات في العمل، وهنا نشير إلى أن هذا الجيل كان ينضم للقوى العاملة بالتوازي مع الازدهار الاقتصادي في تلك الفترة، وعلى النقيض تماماً، أظهرت النتائج أن جيل الألفية وجيل Z أعطوا الأولوية للترقيات والمكافآت في العمل وكذلك التعليم لدعم مسيرتهم المهنية وتحقيق أهدافهم الشخصية. 

ضمن هذا الاستطلاع أيضاً، طُلب من المشاركين تصنيف أهمية النجاح الإداري والحصول على منصب تنفيذي أو امتلاك شركة أو أن يصبحوا خبراء أو أن يحصلوا على مكافآت وتقدير في حياتهم المهنية على مقياس من 1 إلى 5. في المتوسط، وأظهرت النتائج أن جيل الطفرة السكانية يفضلون الحصول على المناصب العليا في أماكن العمل، كما أنهم يعتبرون الترقية لمنصب مدير تنفيذي أحد الأهداف الكبرى في حياتهم المهنية، بينما يفضل جيل الألفية وجيل Z الإنجازات الشخصية، مثل امتلاك شركة خاصة والحصول على المكافآت وأن يصبحوا خبراء في مجالهم. 

وكجزء من الاستطلاع، طُلب من المشاركين اختيار ما إذا كانوا يفضلون التواصل الاجتماعي وجهاً لوجه أو افتراضياً، وتبين هنا أنه و بشكل عام تفضل الأجيال الأكبر سناً التواصل شخصياً، بينما تشعر الأجيال الجديدة براحة أكبر مع الاتصالات الافتراضية، حيث نشأوا مع التكنولوجيا طوال حياتهم. 

طرحت أسئلة أخرى في الاستطلاع على المشاركين حول اهتمامهم بالهوايات والألعاب الشعبية ومنصات التواصل الاجتماعي المفضلة وأنواع الأدوات التي يمتلكونها والوقت الذي يقضوه باستخدام أجهزتهم الإلكترونية ومدى اهتمامهم بالعلامات التجارية التقنية الشهيرة ومشاريع التسوق عبر الإنترنت ومطاعم الوجبات السريعة، حيث تم تصميم هذا الاستطلاع ليشمل جميع جوانب الحياة اليومية للمشاركين بشكل يمكننا من تحديد اهتمامات كل جيل ومدى تقاربهم في بعض الجوانب.  

واستنادًا إلى الإجابات، يمكننا إثبات أن كل جيل لديه صفات خاصة به لا تتشابه مع الأجيال السابقة أو اللاحقة، وبالتالي تظهر الاختلافات في كافة الجوانب الحياتية في كل جيل. الأمر الذي خلق التأثير الأكبر في هذه الاختلافات هو التكنولوجيا، حيث أننا اليوم ندخل حقبة ينشأ فيها الأطفال وهم لا يعرفون كيف تبدو الحياة دون الإنترنت.