• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      أبو القاسم محمد بن عبد الرزاق بن عبد الفتاح

    • اسم الشهرة

      محمد القبانجي.. سيد المقام العراقي ومطرب العراق الأول

    • الفئة

      مغني

    • اللغة

      العربية

    • الوفاة

      02 أبريل 1989
      بغداد، العراق

    • الجنسية

      العراق

    • بلد الإقامة

      العراق

    • سنوات النشاط

      1920 - 1989

السيرة الذاتية

يعد الفنان العراقي محمد القبانجي أحد نجوم الغناء في العصر الذهبي للمقام العراقي، فحياته الفنية زاخرة بالأغنيات والأعمال الفنية الخالدة، وحقق شهرة عربية واسعة حتى إن أسلوبه الغنائي أصبح يُطلق عليه "الطريقة القبنجية" وسار عليها أتباعه وعشاقه من بعده ليصبح فيما بعد جزءًا من التراث العراقي، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.

من هو السيد محمد القبانجي؟

اسمه أبو القاسم محمد بن عبد الرزاق بن عبد الفتاح هو مغني عراقي يعد واحداً من أبرز الشخصيات الفنية في تاريخ العراق والمنطقة العربية بشكل عام. من خلال موهبته الفذة في الغناء والتمثيل، وابتكاره لأصناف جديدة من الموسيقى الشرقية، ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن العراقي والعربي.

جواد القبانجي ليس مجرد فنان، بل كان شخصية ثقافية هامة في المنطقة، حيث كانت له مساهمات في الفن والثقافة والتراث، واستمراره في إحياء الحفلات والفعاليات الثقافية يبرز التزامه بالحفاظ على التراث الفني والثقافي للمنطقة.

ما هو الاسم الحقيقي لمحمد القبانجي؟

اسمه الحقيقي أبو القاسم محمد بن عبد الرزاق بن عبد الفتاح، ويعود نسبه إلى قبيلة طين، وجده عبد الفتاح هو من سكان مدينة الموصل، وكنيته أبو القاسم نسبة إلى ابنه الأكبر قاسم.

نشأته ومعنى اسمه

اختلفت الأقاويل حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فقد قيل إنه ولد في عام 1897 وقيل أيضًا أنه ولد عام 1907، ويرجع البعض أنه من مواليد عام 1901 وتحديًا في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني.

ولد القبانجي في عائلة يعملون في التجارة، واشتهروا بحرفة كيل الطعام "بالكبان"، أو القبان، ومنها حصل على لقب "القبانجي"،

نشأ القبانجي في أكثر من منطقة بغداد، أولها منطقة شعبية اسمها سوق الجزل بجانب الرصافة، ثم انتقلت الأسرة إلى محلة جمام المالح، وبعدها محلة صبابيغ الآل، وفيها توفي والده ثم شقيقته صبيحة.

بعد وفاتهما قرر القبانجي بيع الدار الخاص بهم في صبابيغ الآل وانتقل إلى محلة السنك، ثم إلى كرادة مريم، وبعدها انتقل مجددًا إلى حي الحارثية بجانب الكرخ، وهناك أسس مسجد على نفقته الخاصة.

حصل والد القبانجي على شهرة كبيرة، فقد كان يعمل في التجارة والقبانة وكان يتمتع بسمعة طيبة بسبب أمانته في الميزان، كما أن والده كان من عشاق الفن والغناء ويمتلك صوتًا جميلًا لذا تواجد بكثرة ف يالمواليد والحفلات الدينية، وقد نشأ القبانجي في هذه البيئة المختلطة بين التجارة والغناء.

أخذ القبانجي أصول المقام من والده الذي كان يعشق المقام ويقرأه لنفسه والمقربين منه، وقد رافق القبانجي والده في الموالد لذا تطورت هواية حفظ الأناشيد والأغاني التي ظل يرددها لسنوات رغم صغر سنه، وقد قادته هذه الهواية في النهاية إلى المقاهي الشعبية التي اشتهرت حينها بالمطربين الكبار، وتمكن فيها من صقل موهبته الفنية.

محمد القبانجي.. سيد المقام العراقي ومطرب العراق الأول

خروجه من المدرسة العسكرية

عاش محمد القبانجي حياة مترفة بسبب عمل والده في التجارة، وقد درس هو وأخوته في المدرسة العسكرية، والت يكانت معدة لإخراج الضابط والعساكر، إلا أن والده فجأة قرر إخراجه من المدرسة.

اعتقد القبانجي في البداية أن والده يعاني من أزمة مالية ولا يمكن له أن يدفع مصاريف دراسته، إلا أنه لم يشعر بوجود أي اختلاف في مستوى الأسرة المادي، فلم تتغير بعد خروجه من المدرسة فحزن حزنًا شديدًا.

ولكنع عرف بعد ذلك أن الجيش العثماني أخذوا اثنين من إخوته للخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى ولم يعودا بعدها، لذا فاق القبانجي من صدمته وأدرك أن والده أخرجه من المدرسة ليحميه من الموت، كما شعر بالسعادة لأنه أدرك أن المدرسة العسكرية ستمنعه من ممارسة هوايته المفضلة ألا وهي الغناء والموسيقى.

زوجة محمد القبانجي

تزوج محمد القبانجي من ابنة عمه عبد الجابر الذي عاش معه وعمله معه في مهنة القبانية وقد رزق من زوجته بولدين وهما قاسم، وبه يُكنى، وصبحي وعددًا من البنات.

تزوج القبانجي في سن مبكرة، فقد أجبره والده على الزواج من ابنة عمه وهو في سن السابعة عشر عامًا، وقد ذكرت المصادر أنه لم يكن وفقًا في زواجه.

محمد القبانجي.. سيد المقام العراقي ومطرب العراق الأول

عمله في التجارة وبداية غناء المقامات

بدأ محمد القبانجي العمل في التجارة مع عمه عبد الجبار في مهنة القبانة في سوق الجملة للفواكه في منطقة الشورجة، وأصبح بعدها قبانجيًا مشهورًا في خان الشابندر، وخلال ذلك كان يتردد على المقاهي ويستمع إلى روادها وينصت إلى أدائهم.

تعرف القبانجي على الأستاذ قدوري العيشة، وكان الوحيد الذي يجيد القراءة والكتابة من بين بقية قراء المقام، لذا وطد علاقته به وجعله يحفظ المزيد من المقامات والشعر.

أعجب العيشة بموهبة وصوت القبانجي فأخذ يعرفه على عدد من المطربين وقراء المقام الذين ساعدوا على التدريب وشرحوا له أصول الغناء والموسيقى. بدأ القبانجي بعدها بغناء المقامات، وقد عرف بطريقته الخاصة والمميزة في أداء المقامات الثابتة فلم يتقيد بشروط الغناء وصنع لنفسه أسلوبًا خاصًا به.

لم يترك القبانجي مهنة القبانة مطلقًا، فقد آمن بوجهة نظر والده أن الفن لا يتعارق مع التجارة، ويجب على الفنان أن يعمل في مهنة أخرى حتى لا ينزلق ويقبل بأمرو لا ترضيه وتقلل منه بسبب حاجته إلى المال.

ورغم أن تجارة القبانجي أفلست أكثر من مرة بين عامي 1930 و1935 بسبب الأزمات المالية العالمية حينها إلا أنه استمر في تجارته ولم يوقفها.

أول مقرئ عراقي يسجل المقامات

في العشرينات من عمره بدأ القبانجي يعرض نفسه كقارئ للمقامات وقد لاقت موهبته وصوته استسحان أسرته والمقربين منه ورواد المقاهي، وحقق شهرة واسعة جعلته أول مقرئ عراقي تسجل له إحدى شركات الأسطوانات في بغداد.

سافر القبانجي إلى ألمانيا بعدها وسجل عددًا من المقامات التي لم تكن مشهورة حينها، ومنها حجازكار النهاوند، وحجازكاركرد عام 1925، وقد اختار نماذج من أنغام الحسيني عند تسجيل هذه المقامات.

وصلت عدد الأسطوانات التي سجلها محمد القبانجي إلى 26 أسطوانة في عام واحد، وبحلول عام 1928 كان قد سجل حوالي 80 أسطوانة، وقد حاولت عدد من شركات التسجيل احتكار أعماله ولكنه رفض الاحتكار لأنه اعتبر هذا الأمر شراء لفنان.

وخلال رحلته في برلين وصله خبر كاذب بوفاة والده الذي تركه وهو طريح الفراش، وقد شعر القبانجي بحزن شديد وأخذ يلوم نفسه عن ابتعاده عن والده، وخلال تسجيل أحد المقامات خرج عن النغم المعروف وخرج مقامًا جديدًا أطلق عليه "مقام اللامي" وهو مقام قديم يعود الفضل للقبانجي في إظهاره من جديد.

عكف القبانجي على دراسة الفن الشعبي العراقي بشكل متقن، فعرف البستة وحفظ القصائد والمواويل، وقد تتلمذ على يد كبار المطربين، ولم يكتفِ بالدراسة في بغداد فقط بل سافر إلى جبال الشمال والمناطق الشمالية يتعرف أكثر على الموسيقى العربية والعراقية.

القبانجي مخترق التقليد في التلحين والأداء

عُرف المطرب العراقي محمد القبانجي بأنه اخترق التقاليد والأعراف فيما يتعلق بأداء المقامات والألحان، وقد تعرض لانتقادات حادة بسبب ذلك، ولكن في الوقت نفسه دعمه العديد من مطربي المقامات وقتها.

ومن أشكال التجديد والخروج من المألوف ما فعله خلال رحلته إلى ألمانيا عام 1928 لتسجيل بعض المقامات والبستات العراقية، حيث أحضر معه جوقا موسيقيًا حديثًا بدلًا من الجالغي البغدادي التقليدي رغبة منه في توسع التصرف في الأداء.

غيّر القبانجي مظهر أفراد الجالغي كذلك من حيث اللباس التقليدي وجعله مستساغًا أكثر لضيوفه الأوروبيين، كما غيّر من أداءه للمقامات كذلك، فقد تميزت مقامات محمد القبانجي بإدخال مقامات جديدة، كما كان أول من أدخل النهاوند في البيات.

عُرف القبانجي بصوته القوي وقدرته العالية في الانتقال من مقام إلى مقام بسهولة، ويعد أحسن من قرأ الإبراهيمي وأدى فيه أكثر من 100 طور بتسلسل ودقة شديدة.

ومن أبرز التجديد في المقامات أنه أدخل آلات جديدة منها العود والقانون والناي والكمان، كما أنه نقل أداء المقام من المقاهي إلى القاعات الكبيرة، وساهم في إحياء حفلات المقام العراقي.

اشتهر للقبانجي مقامان تأثر بهما عدد من النجوم وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، ومهما مقام اللامي في أغنيته "ياللي زرعتوا البرتقال، ومقام حجاز غريب ولحن به أغنية "جبل التوباد".

أصبح أسلوب القبانجي مدرسة خاصة به سار عليه الكثير من القراء من بعدها، ولم يلاحظ بروز أي مدرسة فنية أخرى بعد مدرسة القبانجي، وقد خرج من مدرسته العديد من قراء المقام المبدعين ومنهم يوسف عمر وناظم الغزالي وشهاب الأعظمي، وشارك البنا، وحسن خيوكة.

محمد القبانجي.. سيد المقام العراقي ومطرب العراق الأول

أغاني محمد القبانجي

غنى السيد محمد القبانجي لعدد كبير من الشعراء، ومنهم محمد سعيد الحبوبي، والشريف الرضي، وعبد الغفار الأخرس، ومعروف عبد الغني الرصافي، وجعفر الحلي، وآخرون.

ومن أشهر أغنياته "سودنوني هالنصاري" وقد دخل المحكمة لأول مرة بسبب هذه الأغنية حيث اتهمه أحد المسيحيين بنشر الطائفية، وهو المصطلح الذي لم يكن معروفًا حينها، ولكن بعد انتشار هذا الخبر وقّع عدد من المسيحين عريضة للمحكمة لتأييد القبانجي، فما كان منه إلا أن غيّر الأغنية ليصبح اسمها "أنا مغرم بالنصارى".

من أغنياته المميزة أيضًا أغنية "أصلي وأصلك بغدادي"، و"صاحي لو سكران"، و"الويل ويلي"، و"لا تظن عيني تنام"، و"عيني جميل أشبدلك"، و"صلي وسلم بالحرم"، و"مسلم ولا اذكرهلي"، و"غنية يا غنية"، و"يا نجية كيفي".

غنى القبانجي أيضًا العديد من القصائد، ومنها "يا يوسف الحسن"، و"راحت ليالي الهنا"، و"مالي أرى الهم"، و"من يوم فركاك"، و"طهر فؤادك باراطات تطهيرا"، و"ما دار حسنة بشمر"، و"طلت يا ليل ولم تبد صباحًا" وغيرها.

وطوال حياته الفنية غنى القبانجي ما يزيد عن 51 مقاماً و94 بستة عراقية، وقد اشتهرت أغاني محمد القبانجي القديم ولا يزال يتغنى بها الكثيرون حتى الآن.

مشاركته في مؤتمر الموسيقى الأول بالقاهرة

في عام 1932 أرسل ملك مصر الملك فؤاد الأول دعوة إلى الدول العربية لإحياء مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة، وقد حضر الدعوة عددًا من البلدان العربية منها العراق وسوريا وفلسطين وتونس والمغرب واليمن وحضر كذلك شخصيات مهمة من عالم الموسيقى في الدول العربية والشرقية.

وكان الأستاذ محمد القبانجي ضمن الوفد العراقي المشارك في المؤتمر، وقد حضر مع فرقته الموسيقية، واستمر الحفل لمدة أسبوع وحصل الملك فؤاد الافتتاح.

وفي الحفل غنى القبانجي عدة مقامات منها الإبراهيمي ورست ومنصوري ومدمي وحسين يومخالف وبنجكاه، وحصلت على إعجاب شديد ودعم كبير من المؤتمر، فقد حصل الوفد العراقي عاى 31 أسطوانية منها 24 أسطوانة فقط من غناء القبانجي و7 أسطوانات تسجيل منفرد للعازفين.

أعجب الملك فؤاد بالقبانجي بشدة ومنحه مزيدًا من الوقت للغناء، ثم استدعاه القصر الملكي وقدم له مبلغًا من المال التي رفضها في البداية ثم اضطر لقبولها لأن هبة الملوك لا ترد.

محمد القبانجي.. سيد المقام العراقي ومطرب العراق الأول

زيارات القبانجي إلى القاهرة

سافر محمد القبانجي إلى الكثير من الدول وكانت له زيارات متكررة إلى القاهرة وتقابل فيها مع عدد من نجوم الغناء والفن في القاهرة منهم الشاعر أحمد شوقي والشاعر أحمد رامي الذي كتب له أبياتًا شعرية وطلب منه غناءها، وفيها يقول:

غلب الشوق غلب والهوى شيء عجب

لائمي في حبها أي قلب ما أحب

أي طير لم ينح من حنين وطرب

أي غصن لم يمل إذ نسيم الفجر هب

كيف يبقى خالياً من له عين وقلب

بناء مسجد باسمه

كان السيد محمد القبانجي يرغب في بناء بيت له ولعائلته إلا أنه غيّر رأيه بعدما رأى رؤية بأنه يبني جامعًا فقرر أن يبني جامعًا باسمه في شارع دمشق في بغداد على مساحة 1010 أمتار مربعة ويستوعب حوالي 450 مصلياً، وتم افتتاح الجامع عام 1977 وكان القبانجي أول من أذّن وخطب فيه.

وفاة محمد القبانجي

توفي محمد القباني يوم الأحد الثاني من نيسان عام 1989 في مستشفى ابن البيطار عن عمر ناهز الـ88 عامًا تاركًا خلفه إرثا موسيقيًا لا مثيل له. دفن القبانجي في جامعه الذي بناه في منطقة الحارثية في شارع دمشق جانب الكرخ من بغداد.

أهم الأعمال

  • لما أناخو

  • سودنوني هالنصارى

  • أصلي وأصلك بغدادي

  • صاحي لو سكران

  • الويل ويلي

  • لا تظن عيني تنام

  • صلي وسلم بالحرم

  • مسلم ولا اذكرهلي

  • غنية يا غنية

  • يا نجية كيفي

  • يا سوف الحسن

  • راحت ليالي الهنا

  • من يوم فركاك

  • طهر فؤادم بارطات تطهيرا

  • ما دار حسنة بشمر

جوائز ومناصب فخرية

  • المرتبة الأولى في مؤتمر الأول للموسيقى العربية في القاهرة عام 1932

  • وسام الرافدين عام 1953

  • وسام الكوندور الفرنسي عام 1967

  • الميدالية التكريمية لرواد النف

  • وسام المجلس الدولي للموسيقى

  • وسام اليونسكو عام 1980

معلومات أخرى

  • أدخل تجديدات على المقام من ناحية الأداء والكلمات والآلات المستخدمة في العزف

  • تزوج من ابنة عمه وعمره 17 عامًا ولم يكن يرغب في الزواج منها

  • شارك في مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة وأعجب به الملك فؤاد

  • أول من سجل المقامات في أسطوانات

  • قدم طوال حياته أكثر من 51 مقام

  • تم إطلاق جائزة القبانجي من قبل وزارة الثقافة والإعلام عام 1978 وكان أول من مطرب عراقي يطلق اسمه على جائزة