محمد عبد الوهاب المرأة في حياته وأغرب مخاوفه

محمد عبد الوهاب، موسيقار الأجيال واحد من أهم من أثروا سماء الموسيقى العربية بأطياف موسيقية متنوعة. 

ولم يكتف الفنان الكبير محمد عبد الوهاب بموهبته كملحن ومطرب فقط، بل وقد قدم أيضا مجموعة من الأفلام السينمائية، والتي كان حضوره خلالها قويا من بينها الوردة البيضاء، يوم سعيد، رصاصة في القلب.

وقد لحن محمد عبد الوهاب جميع أغانيه، وتعاون أيضا مع مجموعة كبيرة من المطربين لعل أشهرهم هي كوكب الشرق أم كلثوم. وقد أُطلق على لقائهما الأول لقاء السحاب. وقد لحن لها 10 أغنيات من بينهم: إنت عمري، وفكروني، ودارت الأيام.

وممن تعاون معهم أيضا عبد الحليم حافظ وصباح وفيروز ووردة.

مخاوف غريبة:

ومن المعروف دائما عن العباقرة أن لهم شطحاتهم. وﻷن نجمنا عبقري، فقد كانت له بعض الشطحات التي تصل إلى حد الهوس، لكنها شطحات من نوع خاص.

ومن بين هذه الشطحات مخاوفه الغريبة ومن بينها مثلا: الخوف من الطيران. فعلى الرغم من شهرته التي جابت الآفاق وحتمت عليه التنقل بين مختلف الدول. فقد فضل دائما السفر عن طريق البحر لا الجو. حيث كان يخشى الطيران، ويشعر عند تقييده بمقعد الطائرة أنه يفقد حريته ويتم شحنه كالحقيبة.

الخوف من الحسد:

من بين مخاوف موسيقار الأجيال أيضا الخوف من الحسد، فهو يشعر بخوف من الحسد ويؤمن به وعندما يشعر بعدم الارتياح لشخص ما، فهو يمسك بالخشب، طبقا للخرافة التقليدية.

غسيل الفاكهة:

بينما يكتفي الغالبية بغسيل الفاكهة بالماء الجاري للتخلص من الشوائب، فإن محمد عبد الوهاب الذي عرف عنه الوسوسة فيما يخص النظافة كان يغسل الفاكهة بمحلول كيميائي هو ”برمنجنات البوتاسيوم" لضمان التخلص من السموم.

طرد خادمه بسبب ذبابة:

كان محمد عبد الوهاب يكره الحشرات الطائرة كرها كبيرا، مما جعله يطرد أحد الخدم ﻷنه ترك ذبابة تدخل إلى المنزل، ليجد الخادم المسكين نفسه مطرودا من العمل. أما الذبابة فلم نعرف مصيرها.

غسيل الصابونة بصابونة أخرى:

ولعل أشهر الطرائف المروية في هذا الإطار هو ما رواه عنه الكاتب الصحفي أنيس منصور، حول أنه اعتاد أن يغسل الصابونة بصابونة أخرى قبل استعمالها.

وأنه يغسل يديه قبل الأكل وبعد الأكل وإذا حتى فكر أن يأكل. كما حكى عنه أنه اعتاد أن يضع منديلا على أنفه كي لا يشم رائحة أي شخص آخر.

ألغى موعدا بسبب المياه:

كان في طريقه إلى موعد هام حين علم أن المياه مقطوعة فألغى الموعد وعاد إلى منزله. وقد قال له توفيق الحكيم مداعبا: سوف تتعذب كثيرا، فجهنم ليس بها ماء. وفي الجنة لا يحتاج الناس لغسل أيديهم وأرجلهم".

المرأة في حياة عبد الوهاب:

يقال عن عبد الوهاب أنه كان ماكينة حب وغزل وشقاوة وعفرتة فيما يخص المرأة. وأنه كان عاشقا ومعشوقا للنساء.

كان زواجه الأول من أرملة اسمها زينب الحكيم تكبره بنحو 20 عاما. وكان الزواج سريا ﻷنها خافت من استيلاء الأوقاف على ميراثها من زوجها السابق. استمتع معها عبد الوهاب بحياة الثراء الفاحش، فقد كانت تعيش في قصر فاخر في الزمالك لكن الطلاق وقع بينهما بسبب الغيرة الشديدة. وكان زواجه الثاني من إقبال نصار عام 1942 أرملة أحد الأطباء ولديها طفل واحد هو محمد وأنجبت له أولاده الخمسة أحمد ومحمد وعائشة وعفت وعصمت... .ودام زواجهما ما يقارب 15 عاما..

أما زواجه الثالث والأخير من السيدة نهلة القدسي فله مغامرة غريبة.

زواجه من نهلة القدسي:

كانت نهلة القدسي (أم عمر) زوجة الشاعر والسياسي الأردني عبد المنعم الرفاعي الشخصية المشهورة ورئيس وزراء الأردن في فترات سابقة. وصادف أن كانت في عام 1957 في زيارة مع زوجها إلى بيروت ونزلا في نفس الفندق الذي كان عبد الوهاب نزيلا فيه، وكان عبد الوهاب مريضا وأرادت صديقات نهلة زيارته فرافقتهم في تلك الزيارة. لكنها وضعت نظارة سوداء.طلب منها عبد الوهاب خلع نظاراتها لكنها رفضت فقال لها : هو انت حولاء،فردت عليه: وأنت قليل الأدب.

أصر على معرفتها وقام بزيارة عبد المنعم الرفاعي في جناحه في الفندق وبالطبع تعرف شخصيا إلى نهلة القدسي وبدأت الاتصالات الهاتفية بينهما فوقعت في حبه وقررت ترك زوجها والزواج منه. وكان الأمر معقدا خاصة في ظل شهرة زوجها.
اتفقت مع عبد الوهاب على الهروب إلى دمشق. قدم الموسيقار ونزل في فندق سميراميس في دمشق وعلمت نهلة بقدومه فاتصلت به قائلة: سأكون عندك يوم الأربعاء.
صباح الأربعاء توقفت سيارة عامة ونزلت منها سيدة تلف رأسها ومعظم وجهها «بإيشارب» كبير وتضع النظارة السوداء على عينيها وقبل أن تصل مكتب استعلامات الفندق كان عبد الوهاب قد وصله قبلها ودخل الاثنان في عناق وسط ذهول الجميع .
وخلال ساعات كان الاثنان في الطائرة في طريقهما إلى القاهرة.أما زوجها فقد أعلن أنه وزوجته نهلة القدسي قد توصلا إلى الطلاق لتفادي الإحراج الذي وقع فيه. وكان لابد من انتظار وصول أوراق الطلاق وانتظار مرور أيام العدة الشرعية 
وتم عقد القران وبدأت مرحلة جديدة في حياة محمد عبد الوهاب استمرت حتى نهاية العمر. وقد بدا أنه وجد معها أخيرا المستقر الذي طالما بحث عنه