حقق الفنان مسافر عبد الكريم نجاحًا كبيرًا في الكويت، فقد شارك في العديد من الأعمال الفنية، ولكنه واجه صعوبات شديدة خلال الغزو العراقي للكويت أدت إلى اعتقاله والحكم عليه بالإعدام، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وقصته.
من هو الفنان مسافر عبد الكريم؟
مسافر عبد الكريم حمزة الجيلاوي هو ممثل كويتي من فئة البدون من أصول عراقية ولد في 23 أبريل عام 1950 في الكويت، ونشأ في حي القبلة بالكويت لعائلة من البدون، والبدون هم فئة من المجتمع الكويتي لا يحملون جوازات سفر أو هوية أو وثيقة رسمية.
بدأ الفنان مسافر مشواره الفني في عام 1979 بمساعدة الفنان الراحل صقر الرشود والمنصف السويسي، وقد شارك في عشرات الأعمال الفنية في التلفزيون الكويتي، كما شارك في برامج تربوية وشارك أيضًا في دبلجة العديد من الرسوم المتحركة للأطفال.
أخ مسافر عبد الكريم
شقيق الفنان الراحل مسافر عبد الكريم هو الإعلامي والكاتب الكويتي نجم عبد الكريم الذي حصل فيما بعد على الجنسية الكويتية مع شقيقه أحمد الذي توفي بعد صراع مع المرض.
درس نجم في جامعة القاهرة، وقد تعرف على صدام حسين خلال دراستهما، وقدم العديد من البرامج في الإذاعة. عمل نجم في العديد من المسرحيات، فهو أحد مؤسسي فرقة المسرح العربي بقيادة زكي طليمات وشارك في مسرحيات "صقر قريش"، كما أخرج مسرحية "بني صمات".
اشتهم بشخصية "عرفان في الفيلم الكرتوني الرجل الحديدي" وقدم برنامج "حقيقة الأخبار"، وقد انتقل للعيش في لندن بعد الغزو العراقي للكويت وهناك أنشأ إذاعة باسم "كل العرب".
زوجة الممثل مسافر عبد الكريم
تزوج الفنان مسافر عبد الكريم من الصحفية الكويتية فاطمة الصفار وقد أنجب منها ابن وابنة، ولا يوجد الكثير من المعلومات عن علاقة الفنان مسافر عبد الكريم وزوجته إلا أنها وقفت بجانبه خلال أزمته.
مشواره الفني
بدأ الفنان مسافر عبد الكريم شواره الفني بعد نهاية السبعينات، حيث درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد تتلمذ على يد الفنان الراحل صقر الرشود والفنان المنصف السويسي، وتخرج من المعهد في عام 1979.
بعد المعهد أصبح عضوًا في فرقة المسرح الشعبي وشارك في العديد من الأعمال الفنية في التلفزيون، كما كان أحد الأصوات التي تعاونت مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، ودبلج العديد من الرسوم المتحركة.
مسلسلات ومسرحيات الممثل الكويتي مسافر عبد الكريم
طوال مسيرته الفنية شارك الفنان الراحل مسافر في أكثر من 50 علمًا فنيًا بين التلفزيون والمسرح وقدم عدة برامج أيضًا ومن المسلسلات التي شارك فيها "ألوان من الحب"، و"الشاطر حسن"، و"ابن العطار"، و"خولة بنت الأوزر"، و"قصة موال"، و"دنيا المهابيل".
شارك أيضًا في مسلسلات "الحظ والملايين"، و"الأشجار تموت واقفة"، و"إلى أبي وأمي مع التحية"، و"مذكرات جحا"، و"بيت أبو خالد"، و"الجوهرة"، و"سيدي الرجل لا"، و"علي بابا"، و"ناس من زجاج"، و"رحلة العجاب"، و"لعبة الكراسي"، و"إلى من يهمه الأمر"، و"ضيعة أم سالم"، وغيرها.
وفي المسرح شارك في "رجال وبنات"، و"شياطين ليلة الجمعة"، و"يا غافلين"، و"بحمدون المحطة"، و"بيت بو صالح"، و"هذا الميدان يا حميدان"، و"عريس لبنت السلطات"، و"عزوبي السالمية"، و"المهرج"، و"بحيرة البجع"، و"المتنبي يجد وظيفة".
شارك أيضًا في دوبلاج العديد من الرسوم المتحركة، منها "الفرسان الثلاثة"، و"توم سوير"، و"سهم الفضاء"، و"لوسي"، و"أحلى الأيام"، و"الأميرة والنهر"، و"الرجل الحديدي"، و"فلونة"، و"الحوت الأبيض"، و"ليدي أوسكار"، و"مغامرات نوال"، و"رحلة العجائب" وغيرها.
شارك كذلك في عدد من البرامج التوعوية وبرامج الأطفال، ومنها "افتح يا سمسم"، و"سلامتك"، و"قف"، و"أطفال أكبادنا".، كما شارك في أوبريت "نداء أمة" عام 1980.
قصة مسافر عبد الكريم خلال الغزو العراقي
خلال الغزو العراقي على الكويت اتهم الفنان الراحل مسافر بالعمالة للجيش العراقي، وقد أدى هذا اعتقاله وتعرضه لأشد التعذيب. وكان سبب هذا الاعتقال انتشار فيديو لمسافر عبدالكريم في برنامج حياكم الله واجرى فيها مقابلات مع المواطنين والوافدين واتهم خلالها بسب الأسرة الحاكمة في دولة الكويت.
اعتقل الفنان مسافر، وقد روت زوجته وابنته بأنه تعرض للتعذيب النفسي والجسدي في المعتقل، كما اعتقل بعض أفراد عائلته من قبل الجيش العراقي وتم تهديده بإلحاق الأذى بهم إذا لم يتعاون معهم، كما قالت زوجته أنه أعطى عقاقير مخدرة جعلته في حالة لا وعي.
وقد نفى أخو مسافر عبد الكريم تهمة الخيانة عن شقيقه، وقال: "مسافر لم يكن خائنًا أو مُلازمًا في الجيش العراقي، مسافر أحب الكويت ولم يخنها".
في شهر فبراير عام 1991 تم التحقيق مع مسافر داخل زنزانته، في الوقت الذي انتشرت فيه الأحكام العرفية وسيطر الجيش الكويتي على المخافر، وقد تم الحكم عليه بالإعدام، وقطع لسانه على يد المقاومة الكويتية وحرقت جثته ورميت في حاوية في منطقة بر مشرف.
فيلم وثائقي يتحدث عن مسافر
أصدرت جريدة القبس الكويتية فيلمًا وثائقيًا بمناسبة ذكرى الغزو العراقي للكويت، وتحدث الفيلم عن خيانة مسافر للكويت من خلال شهادات بعض الفنانين الذين شهدوا بأنه خان الكويت وتعاون مع الجيش العراقي.
وكان من ضمن الشهود الإعلامية مي العيدان التي قالت إنها رأته وهو يجري مقابلات مع المواطنين لاستطلاع رأيهم وكما وصف الأسرة الحاكمة بألفاظ بشعة، وكانت وقتها في مرحلة المراهقة. وقالت العيدان إنها شاهدته يضرب صبيًا في سن الرابعة عشرة ورماه في سيارة الجيش.
شهد عليه أيضًا الفنان إبراهيم الصلال الذي أوضح أنه رأى مسافر ينزل من مركبة تابعة للجيش العراقي وطلب منه تأسيس نقابة للفنانين الكويتيين وإصدار بيان يؤيد الاحتلال العراقي للكويت، وأكد أن مسافر كان متعاونًا مع الجيش العراقي دون إكراه.
أيضا شهدت الإعلامية سلوى الحسين والتي قالت إن مسافر سب الحكومة الكويتية وحاول الوشاية بالعاملين بالإذاعة الكويتية.
في شهر مايو عام 2019 دافع عنه الفنان جاسم النبهان وقال إن مسافر التحق بالمقاومة العراقية بسبب ضغوطات تعرض لها حيث تم تهديده بأسرته إذا لم ينضم إلى المقاومة.
إعادة محاكمة مسافر عبد الكريم
في عام 2020 عادت قضية الفنان الراحل مسافر عبد الكريم إلى الواجهة من جديد وسط مطالب بإعادة محاكمته، وذلك بعد مقتله بحوالي 30 عامًا، وبالفعل تم فتح تحقيق رسمي للتأكد من ثبوت تهمة الخيانة بحقه من عدمه.
وقد أشاد ابنه فهد بهذه الخطوة، وكتب على حسابه على تويتر: "الشكر لجريدة القبس على جرأتها في طرح طلب إنصاف قضية شخص قبل أن يكون والدي، فهو إنسان أحَب الوطن لدرجة العشق ووصِم تاريخه بعكس ذلك".
وبعد 6 أشهر من التحقيقات حسبت النيابة العامة في الكويت الجدل وأكدت أنه متعاون مع قوات الاحتلال العراقي بشهادة الشهود والمستندات والوثائق.
