معركة بين مغني الراب في المغرب

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الجمعة، 11 يناير 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 27 أكتوبر 2021
معركة بين مغني الراب في المغرب

منذ حوالي ثلاثة أسابيع، تهيمن موسيقى الراب على الوسط الفني المغربي وتتصدر قائمة أكثر مقاطع الفيديو متابعة على موقع "يوتيوب" هناك، وذلك بسبب إطلاق مغني الراب المغربي الشهير "دون بيغ" الشرارة الأولى في شكل أغنية هاجم فيها أبرز أعمدة جيل الراب الحالي في المغرب ودفعهم إلى إخراج أفضل ما في جعبتهم من أجل الرد عليه.

اسم "دون بيغ" الحقيقي هو توفيق حازب، وهو مغني راب مغربي ولد في مدينة الدار البيضاء. بدأ مسيرته الفنية في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان الراب المغربي آنذاك يبحث عن موطئ قدم له في الوسط الفني. في بداية عام 2000 أسس "دون بيغ"، إلى جانب كل من "جو" و"كابريس" و"دي دجي كاي"، فرقة الراب "مافيا س".

بعد سنوات تفرق أعضاء الفرقة وحاول كل واحد منهم شق طريقه الفني منفرداً. بعد فترة وجيزة من ذلك، أصدر "دون بيغ" ألبومه الأول المنفرد "مغاربة حتى الموت"، الذي لاقى نجاحاً كبيراً في تلك الفترة وجعل الوسط الفني يتعرف بشكل كبير على موسيقى الراب، التي استفادت كثيراً من "البولفار" في تلك الفترة، وهو مهرجان للموسيقى في مدينة الدار البيضاء.

نجاحات "دون بيغ"، الذي يعتبره البعض "والد الراب المغربي" تواصلت بإصداره ألبومات أخرى على غرار "أبيض وأسود" و"الثالث". لكنه اختفى عن الأنظار في السنوات الأخيرة وتفرغ للإنتاج الموسيقي، فيما شهدت الساحة الفنية ظهور جيل شاب من فناني الراب المغربي، مثل "حليوة" و"ديزي دروس" و "طوطو"...

لكن "دون بيغ" عاد نهاية سنة 2018 بأغنية "170 كيلوغراماً"، التي أعلن فيها رسمياً عودته إلى الساحة الفنية بعد طول غياب، مؤكداً على أنه ما يزال "ملك" الراب المغربي، على حد وصفه.

على مدى خمس دقائق ونصف، يهاجم "دون بيغ" في أغنية "170 كيلوغراماً" أبرز أعمدة جيل الراب الحديث، مثل "ديزي دروس" و"كومي" و"حليوة " و"مستر كريزي"، حيث يشير "دون بيغ" إلى أن هؤلاء الفنانين زاد عددهم وأن أعمالهم الفنية لا تمثل حقيقة الصورة التي يحاولون تصويرها في أعمالهم الفنية، كالسيارات الفارهة والنساء... إالخ.

لاقى فيديو كليب أغنية "170 كيلوغراماً" في ظرف وجيز نجاحاً كبيراً في المغرب وتربع على عرش أكثر مقاطع الفيديو متابعة على موقع يوتيوب (تجاوز 14 مليون مشاهدة)، فضلاً عن النقاش الكبير الذي أحدثه، سواءً على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام المحلي.

إلا أنه وبعد وقت وجيز، دشن فنان الراب "مستر كريزي" مسلسل الرد على "دون بيغ"، بأغنية اختار لها عنوان "بيغ شوت". "مستر كريزي" أعلن في هذه الأغنية نهاية "دون بيغ" وانتقده بشدة، فيما لم تنل هذه الأغنية إعجاب الكثير من المتابعين.

الرد الثاني أتى على لسان فنان الراب "حليوة"، واسمه الحقيقي إيهاب، من خلال نقد لاذع إلى "دون بيغ" وطلب منه اعتزال فن الراب. أغنية "57 كيلوغراماً" لم تحز بدورها على إعجاب متابعي موسيقى الراب في المغرب.

ازدادت حدة الحرب الكلامية بعدما أصدر "ديزي دروس"، واسمه الحقيقي عمر سهيلي، قبل أربعة أيام أغنية "متنبي"، التي تحتل حالياً صدارة أكثر مقاطع الفيديو متابعة على موقع "يوتيوب". فقد وجه "ديزي دروس" في هذه الأغنية – التي تبلغ مدتها سبع دقائق - نقداً قوياً إلى "دون بيغ"، مؤكداً أن هذا الأخير مات منذ مدة طويلة (أفل نجمه في الساحة الفنية) وأغنية "المتنبي" هي شهادة وفاة لـ"دون بيغ".

أغنية "المتنبي" نالت إعجاب أغلبية متابعي فن الراب المغربي. كما أن "دون بيغ" نشر بنفسه على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" فيديو يبدي فيه إعجابه بهذه الأغنية على الرغم من أنها تهاجمه.

يعود أصل الخلاف الدائر حالياً بين فناني الراب المغربي إلى عدة أسباب: أبرزها الخروج الإعلامي المتكرر لأعمدة جيل الراب الحالي الذين يؤكدون أن الجيل الماضي (دون بيغ ومسلم، وهو مغني راب مشهور جداً في المغرب، قد انتهى، ويضيفون أن جيلهم الحالي هو الأفضل لأنه يحقق نسب مشاهدة عالية على موقع "يوتيوب". كما أنهم يحظون بمتابعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين يشير "دون بيغ" إلى أنه قامة فنية كبيرة في موسيقى الراب في المغرب لا يمكن القفز عليها، مشدداً على أن أغلبية فناني الراب حالياً كانوا من المعجبين به.

تباينت ردود فعل المغاربة بشأن "حرب" فناني الراب حالياً في المغرب بين مؤيد ومعارض. فمن جهة، يرى البعض أن مستوى الراب المغربي يشهد حالياً "عصراً ذهبياً" تذكر بمطلع الألفية الثانية، حين كان الراب في أوجه واستطاع فرض اسمه كواحد من أكثر الأنواع الموسيقية انتشاراً في المغرب. كما يرى هؤلاء أن السقف ارتفع الآن كثيراً وأن المستمع المغربي هو المستفيد الأول والأخير من هذه الأعمال الفنية.

في المقابل، ينتقد البعض الوضع الحالي الذي يعيشه الوسط الفني المغربي. فحسب هؤلاء، يتم استخدام كلمات تخدش الحياء ولا يمكن سماعها مع باقي أفراد العائلة، بحسب رأيهم. كما أن المواضيع التي يتم التطرق إليها في هذه الأغاني لا تعالج مواضيع تهم المواطن العادي بشكل أساسي وتحاول تحسين واقعه اليومي، على حد وصفهم.