• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      زكي بن سليمان

    • اسم الشهرة

      مفدي زكريا.. شاعر الثورة مؤلف النشيد الوطني الجزائري

    • اللقب

      شاعر الثورة

    • اللغة

      العربية، الفرنسية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      12 يونيو 1908 (العمر 69 سنة)
      الجزائر

    • الوفاة

      17 أغسطس 1977
      تونس

    • التعليم

      جامعي - جامعة الزيتونة

    • الجنسية

      الجزائر

    • بلد الإقامة

      تونس

    • سنوات النشاط

      1936 - 1977

  • معلومات خفيفة

    • البرج الفلكي

      برج الجوزاء

السيرة الذاتية

ناضل الشاعر والمناضل الجزائري مفدي زكريا من أجل تحرير بلده من الاستعمار، وسخر قلمه ولسانه من أجل الدفاع عن قضيته لذا عرف ب"شاعر الثورة الجزائرية"، وخلد تاريخ بلاده في قصيدة طويلة بلغت الألف بيت فضلًا عن عشرات الدواوين وتأليفه للنشيد الوطني الجزائري، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية وحياته.

من هو مفدي زكريا؟

زكري بن سليمان، ومعروف باسم مفدي زكريا، هو شاعر ومناضل جزائري ولد في 12 يونيو عام 1908 في وادي ميزاب بني يزقن في ولادية غرداية جنوب الجزائر ويعد من أهم الشعراء في الجزائر والمغرب العربي وأعظم من كتب عن الثورة الجزائرية.

حصل زكريا على لقب "شاعر الثورة التحريرية الجزائرية" فقد تغنى في الكثير من قصائده بحب الوطن فضلًا عن عشرات المقالات التي نشرت في حصف جزائرية وعربية.

خلد زكريا تاريخ بلاده الجزائر في "إلياذة الجزائر" وهي قصيدة طويلة بلغ عدد أبياتها الألف بيت، وأهم أعماله الشعرية في حب الوطن كانت نشيد "قسمًا" الذي أصبح النشيد الوطني الجزائري ويجري على لسان كل جزائري في الداخل والمهجر.

عاصر زكريا الشعراء التونسيين في عصره منهم محمد العربي الكبادي وأبو القاسم الشابي، وقد كان من أوائل من انمضوا إلى الثورة الجزائرية وكان عضوًا في جبهة التحرير لذا تعرض للسجن أكثر من مرة من قبل السلطات الفرنسية.

نشأته وتعليمه

ولد مفدي زكريا في مدينة غرداية وقد تلقى تعليمه الأولى في القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية في مدينة عنابة، وهي المدينة التي كان والده يعمل فيها بالتجارة، ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه ودرس باللغتين العربية والفرنسية.

تعلم مفدي في المدرسة الخلدونية ومدرسة العطارين، وبعدها التحق بجامعة الزيتونة في تونس وحصل على شهادة منها، وخلال دراسته انضم إلى صفوف العمل السياسية والوطني في المغرب العربي وكان منخرطًا في الحركات الثورية الشبابية.

مفدي زكريا.. شاعر الثورة مؤلف النشيد الوطني الجزائري

التجربة السياسية

انخرط مفدي زكريا في النشاط السياسي والثوري مبكرًا في الثلاثينات حينما كان طالبًا في تونس، وعاصر الحركة الوطنية في الثلاثينات وشارك في العديد من المؤتمرات الطلابية في شمال أفريقيا المناهضة لسياسية الغدماج.

طور علاقة مفدي علاقة صداقة قوية مع الشاعر أبي اليقظان ورمضان حمود خلال دراسته في تونس، وعند  عودته إلى الجزائر انضم إلى حركة الإصلاح، كما انخرط في حزب نجم شمال إفريقيا وبعدها حزب الشعب الجزائري.

بسبب مواقفه ونشاطه السياسي اعتقل مفدي أكثر من مرة من قبل سلطات الاستعمار،  منها مرة في عام 1937 مع الزعيم الوطني مصالي الحاج وخرج من السجن بعد سنتين، ولكن ذلك لم يضعف من عزيمته الوطني، بل أسس برفقة مناضلين جريدة الشعب التي كانت لسانًا للثوريين والمناضلين في البلاد.

اعتقل مفدي أكثر من مرة عام 1940، وفي عام 1945 اعتقل لمدة 3 سنوات، وبعد خروجه من السجن انضم إلى حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، كما انضم إلى الثورة التحريرية في منتصف الخمسينيات واعتل مرة أخرى لمدة 3 سنوات في سجن بربروس.

بعد خروجه من السجن هرب إلى المغرب ومنها إلى تونس، وهناك ساهم في تحرير جريدة المجاهد، واتسمر في نشر المقالات الثورية والأشعار الثورية وأصبح سفيرًا للقضية الجزائرية.

الشعر الثوري عند مفدي زكريا

تأثر الشاعر مفدي زكريا بالحركة الأدبية في تونسي، وكان يحضر العديد من المجالس الأدبية للاديبة العربي الكبادي، كما كان صديقًا مقربًا لعدد من الشعراء في تونس والجزائر منهم القاسم الشابي وأبي اليقظان ورمضان حمود وإبراهيم عميد وغيرهم.

تأثر مفدي بواقع الجزائر وما تعانيه بلاده من استعمار وظلم، وقد ظهر هذا التأثير جليًا في أشعاره وقصائده، فأطلق عليه سفير الجزائر بدون اعتماد لدوره البارز بالتعريف بدور الثوار الجزائرين في البلدان العربية من خلال مؤتمرات شعرية شارك فيها ومقالات وقصائده نشرها في صحف عربية.

عرف مفدي كذلك بأنه "شاعر الثورة" فقد حمل هموم بلاده ودعم الثوار بقصائده الثورية التي كانت سببًا لاعتقاله إلا أن الاعتقال والتنكيل به لم يمنعه من مواصلة حمل هموم وطنه وثروته وكانت قصائده مرآة تعكس ثورة الجزائر وهدف بلاده في الحرية والتخلص من الاستعمار.

قام بتأليف القصائد الوطنية والملاحم والأناشيد التي تعكس آلام وآمال الشعب الجزائري، وأصبحت هذه الأعمال ترنيمة للنضال والتحرر، وشعر مفدي زكريا عن الوطن لا يزال الأطفال يرددوها في طريقهم إلى المدرسة والشهداء على منصة الإعدام.

سطعت شخصيته كرمز وأيقونة للحرية والكرامة في الجزائر، حيث ترك بصماته العميقة في المشهد الثقافي والسياسي.

لقد كتب نشيد الجزائر الوطني "قَسَمًا" أثناء اعتقاله في سجن "بربروس" في أبريل 1955، كما ألف نشيد الشهداء الذي كان يردده المحكومون بالإعدام قبل تنفيذ الحكم. كما أبدع في العديد من الأناشيد الوطنية الأخرى التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ النضال الجزائري.

مفدي زكريا.. شاعر الثورة مؤلف النشيد الوطني الجزائري

أجمل ما كتب مفدي زكريا

أصدر مفدي زكريا العديد من الدواوين والقصائد الوطنية والصورية، ومنها دواوين "ظلال الزيتون"، و"اللهب المقدس"، و"من وحي الأطلس"، و"إلياذة الجزائر"، كما كتب عدد من الدواوين الأخرى التي لا تزال مخطوطة.

وأهم ما كتبه مفدي هي ديوان "إلياذة الجزائر" التي تضم ألف وفيها خلد تاريخ الجزائر بشكل موثوق وإزالة التزييفات التي تلتصق به، حيث شارك في تأليف المقاطع التاريخية عدد من الشخصيات البارزة بجانب مفدي منهم مولود قاسم نايت بلقاسم الذي كان في الجزائر، بالإضافة إلى عثمان الكعاك الذي كان حينها في تونس.

الإلياذة، التي تتألف من ألف بيت، تغنت بأمجاد الجزائر، حضارتها، ومقاوماتها ضد المستعمرين المختلفين. عندما قدمت لأول مرة، كانت تضم ستمائة وعشرة أبيات، وتم قراءتها في افتتاح الملتقى السادس للفكر الإسلامي في قاعة المؤتمرات من قصر الأمم، بحضور جمع غفير منهم الرئيس هواري بومدين.

تزامن إلقاء هذه الأبيات مع احتفالية بالعيد العاشر لاسترجاع الحرية والذكرى الألفية لتأسيس مدن الجزائر والمدية ومليانة على يد بلكين بن زيري، ويقول في مطلع إلياذة الجزائر:

جزائر، يا مطلع المعجزات

ويا حجة الله في الكائنات

ويا بسمة الرب في أرضه ويا

وجهه الضاحك القسمات

ويا وجهه في سجل الخلود

تموج بها الصور الحالمات

ويا قصة بث فيها الوجود

معاني السمو بروع الحياة

ويا صفحة خط فيها البقاء

بنار ونور جهاد الأباة

ويا للبطولات تغزو الدنا

وتلهمها القيم الخالدات

ومن قصائده الثورية والوطنية الأخرى قصيدة "فداء الجزائر" والتي ألفها عام 1936 ولحنها عبد الحميد عبابسة، وفيها يقول:

فِـدَاءُ الْجَزَائِـرِ رُوحِي وَمَـالِي ..... أَلَا فِــي سَبِيـلِ الْحُرِّيَّـة

فَـلْيَحْـيَ حِـزْبُ الشَّعْبِ الْغَالِي ..... وَنَجْـمُ شَمَــالِ إِفْرِيقِيَّـة

وَلْيَحْيَ جُنْدُ الاِسْتِقْلاَلِ ..... مِثـَـالُ الْفـِـدَاءِ وَالْوَطَنِيَّـة

وَلْتَحْيَ الْجَزَائِـرُ مِثْلَ الْهِلاَلِ ..... وَلْتَحْـيَ فِيهـَـا العَرَبيّة

وقد نال مفدي العديد من الجوائز والتكريمات في وطنه وفي المغرب العربي. في الجزائر، حاز على وسام المقاوم ووسام الأثير في نظام الاستحقاق الوطني، بالإضافة إلى شهادة تقدير تقديرًا لأعماله ومساهماته الثقافية. وتم تكريمه أيضًا بإطلاق اسمه على قصر الثقافة في الجزائر العاصمة.

أما في المغرب، فقد حاز على وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الأولى، في حين نال في تونس وسام الاستقلال ووسام الاستحقاق الثقافي تقديرًا لجهوده وإسهاماته في المجال الثقافي.

مفدي زكريا.. شاعر الثورة مؤلف النشيد الوطني الجزائري

تأليف النشيد الوطني الجزائري

نشيد مفدي زكريا قسمًا هو النشيد الذي تم اختياره نشيدًا وطنيًا للجزائر عام 1963 بعد الاستقلال. ألف مفدي النشيد عام 1955 عندما كان معتقلًا في سجن بربروس في العاصمة الجزائرية.

وقد ألف النشيد استجابة لطلب من أصدقائه في النضال ضد المستعمر وعم عبان رمضان ويوسف بن خدة ورباح لخضر، وكان هذا النشيد وقتها نشيدًا للثورة الجزائرية.

أكدت العديد من المصادر أن المفدي لم يكن يملك قلمًا ولا ورقة في زنزانته لذا قرر أن يدون قصيدته بدمه على الحائط استخرجه من ذارع الأيسر، ليكتب أعظم نشيد جزائري دون جرائم الاحتلال ونضال المجاهدين والثورا.

طالبت فرنسا بحذف مقطع يا فرنسا من النشيد الوطني لكن المجاهدين في الجزائر رفضوا لأن فرنسا لم تعترف بجرائمها، ومن أبيات النشيد الوطني:

قسما بالنازلات الماحقات

و الدماء الزاكيات الطاهرات

و البنود اللامعات الخافقات

في الجبال الشامخات الشاهقات

نحن ثرنا فحياة أو ممات

و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...

أما مقطع "يا فرنسا" والتي يقول فيها:

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب

و طويناه كما يطوى الكتاب

يا فرنسا إن ذا يوم الحساب

فاستعدي وخذي منا الجواب

إن في ثورتنا فصل الخطاب

و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فقد تم حذفه في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ثم قرر الرئيس الجزائري الأسبق اليامين زروال إعادته للنشيد الوطني مرة أخرى عام 1995 ولا يزال يتم ترديده حتى وقتنا هذا.

تم إذاعة النشيد لأول مرة في الإذاعة التونسية عام 1957 من ألحان محمد التوري ومحمد التريكي لكن اللحن لم يلق الإعجاب وقتها لذا تم توكيل مهمة تلحين النشيد للملحن والفنان المصري محمد فوزي وقد نال القبول بسبب ما يحتويه من حماس يقود الثوار لتحرر من الاستعمار.

ما هي أهم أعمال مفدي زكريا الصحفية؟

لم يناضل مفدي زكريا من أجل بلده الجزائر بالشعر فقط، بل كانت له تجربة صحفية مميزة ن خلال العديد من المقالات الأدبية التي نشرت في صحف جزائرية وعربية، فقد آمن بشكل كبير بأهمية الصحافة ودورها في التأثير على الشعوب ورفع وعي المجتمع ومحاربة أعداء الوطن.

كتب مفدي في العديد من الصحف مقالات تتحدث عن أهمية الصحافة في نشر الوعي، ومنها مقالة بعنوان "كلمتي في وداي ميزاب" ونشرت في جريدة وادي ميزاب.

كانت مقالات زكريا عبارة عن سيف حاد في عنق الاستعمار، ولسانه الفصيح المدافع عن القضية الجزائرية لاذعًا للغاية لسلطات الاستعمار، وقد ساهم في كتابة مقالات في أكثر من 30 صحيفة عربية في تونس والجزائر والمغرب ومصر وسوريا.

تنوعت إسهاماته الصحفية بين مقالات ودراسات وقصائد شعرية نشرها في الفترة ما بين 1925 إلى عام 1975. ومن الصحف التي كتب فيها صحف الوزير والنديم وصبرة وتونس الفتاة والزهرة والنهضة والمجاهد ولسان الشعب والشباب التونسي.

ومن الصحف الجزائرية فقد كتب في الأمة والبصائر والحياة والشهاب ووادي ميزاب والمعرفة والمغرب، ومنا لصحف المغربية كت بفي اللواء والأخبار والخلال، ومن الصحف المصرية الأخبار.

ساهم مفدي كذلك في تأسيس عدد من الصحف العربية، ومنها جريدة "النجاح" التي أسسها في العاصمة الجزائر عام 1933 وشغل منصب رئيس تحرير الفسم العربي فيها وصدر منها 3 أعداد فقط.

ترأس أيضًا ترحير جريدة الشعب وقد اعتقل إثناء ذلك ولكنه واصل الكتابة من داخل السجن ونشرت له العديد من المقالات التي تم تهريبها من داخل معتلقه. من إسهاماته أيضصا محاولته تأسيس صحيفة "ألتعاون" التي أصبح اسمها فيما بعد "وادي ميزاب" ونشر فيها أشهر مقالاته.

بعد خروجه من السجن هرب مفدي إلى تونس بعدما عانى من أشد التعذيب، وقد شارك في الإذاعة التونسية وشارك في برنامج "صوت اجلزائر" في الإذاعة التونسية.

كان لمفدي دور بارز في المجال الإعلامي، فقد تم اختياره ممثلًا للجزائر في مهرجان الشعر العربي في دمشق، وكانت له جهود مهمة ف تعريف العرب بجهود الثوار في الجزائر ووصفه البعض بأنه "سفير الجزائر بدون أوراق اعتماد".

كان لمفدي كتابًا متعلقًا بعمله وتجربته في الصحافة وتاريخ الصحافة العربية في الجزائر والكتاب بعنوان "تاريخ الصحافة العربية في الجزائر".

مفدي زكريا.. شاعر الثورة مؤلف النشيد الوطني الجزائري

لماذا توفي مفدي زكريا في تونس؟

توفي الشاعر مفدي زكريا يوم الأربعاء الموافق 17 أغسطس عام 1977 في تونس حيث أدركه المرض، وقد توفي في المنفى ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن في مسقط رأسه في بني يزقن في ولاية غرداية.

بعد وفاته لم تتناول الصحف الجزائرية خبر وفاته والتزمت صمتًا عنيدًا ما عدا جريدة واحدة اسمها "الجمهورية" والتي تصدر من ورهان حيث خصصت له مربعًا صغيرًا، بينما نشرت صحيفة لوموند الفرنسية خبر وفاته بعدها بثلاثة أيام.

أهم الأعمال

  • ديوان تحت ظلال الزيتون

  • ديوان اللهيب المقدس

  • ديون إلياذة الجزائر

  • ديوان من وحي الأطلس

جوائز ومناصب فخرية

  • وسام المقاوم

  • وسام الأثير في نظام الاستحقاق الوطني

  • أطلقت الدولة اسمه على قصر الثقافة بالجزائر العاصمة

  • وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الأولى من المغرب

  • وسام الاستقلال ووسام الاستحقاق الثقافي من تونس

معلومات أخرى

  • تعرض للاعتقال أكثر من مرة ولاقى التعذيب والتنكيل في السجن

  • فر من الجزائر إلى تونس وواصل عمله الثوري من هناك

  • لم تكتب الصحف الجزائرية خبر وفاته ونقل جثمانه من تونس إلى الجزائر في هدوء