من الكتاتيب إلى الدراسة عن بٌعد: رحلة التعليم في الإمارات

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 02 سبتمبر 2020
من الكتاتيب إلى الدراسة عن بٌعد: رحلة التعليم في الإمارات

منذ البذرة الأولى لدولة الإمارات وقبل الاتحاد، بذل الآباء المؤسسون للإمارات جهداً عظيماً من أجل قيامها؛ لربطها بشكل قوى يشهد أيامه الحالية الأبناء من إنجازات شهد لها العالم.

ولعل التعليم في الإمارات، كان من الأسس الأولى للدولة، لذلك تضع الإمارات عدة سيناريوهات في كل خطوة تخطوها، يعد العام الجاري مثالاً بارزاً وواضحاً لقوة الإمارات في تحدي الظروف والخروج بأفضل نتائج ممكنة، فقد استعدت الإمارات في الوقت الحالي لدخول المدارس في عصر جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

من الكتاتيب إلى الدراسة عن بٌعد: رحلة التعليم في الإمارات

الدراسة عن بُعد في الإمارات:

استندت دولة الإمارات على دراسات مختلفة؛ من أجل وضع أفضل طرق تضمن توفير التعليم كذلك الحفاظ على صحة وسلامة الطلاب والكوادر التعليمية، سواء في المدارس أو الجامعات.

فقد أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "إن أكثر من مليون طالب وطالبة في مدارس الإمارات يتطلعون إلى بدء عام دراسي جديد.. ومهمتنا تقتضي توفير بيئة تعليمية متكاملة لهم تلبي أعلى معايير السلامة.. وتضمن حصولهم على تعليم نوعي"، حيث شدد على تأمين بيئة تعليمية ذات مسؤولية مشتركة بين المدرسة والبيت، مشيراً إلى أن سلامة الطلبة والمعلمين أولوية.

من الكتاتيب إلى الدراسة عن بٌعد: رحلة التعليم في الإمارات
ومن هنا بدأت الإمارات في وضع السيناريوهات؛ لمعرفة مصير العملية التعليمية أمام ما فرضته الجائحة من أوضاع، بين تأجيل الدراسة أو تعليقها أو إلغاء العام الدراسي، حيث كان هذا العالم أجمع، لكن الإمارات كانت استجابتها سريعة لهذه الظروف الطارئة، حيث حولت التعليم التقليدي إلى نظام التعليم عن بُعد بسلاسة ووضوح دون مشكلات؛ لاستكمال العام الدراسي.

وهذا ما عكس مدى جاهزية قطاع التعليم لمثل هذه الطوارئ، حيث تتوافر البنية التحتية القوية التي ساهمت بدورها في تجاوز الموقف الصعب، كذلك التعامل المرن مع المعطيات المتاحة؛ للوصول إلى حلول أكثر آمناً للطلبة والمعلمين من أجل انطلاق عام دراسي جديد بأفضل سيناريو لكل مرحلة.

استعدادات الإمارات للتعليم عن بُعد:

ويرجع سهولة التحويل من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بُعد في الإمارات سواء بالتعليم الجامعي أو ما قبل الجامعي، إلى استعداد الإمارات لهذا الأمر منذ سنوات، وفق ما صرح به وزير التربية والتعليم الإماراتي حسين حمادي، في تصريحات صحفية لوسائل إعلام إماراتية؛ بالتزامن مع بدء العام الدراسي الحالي.

وأشار إلى هذا يأتي ثمرة رؤية مستدامة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي وجه في عام 2012 بأهمية وضرورة التحول الذكي للتعليم، حيث تم تطبيق هذا الأمر على نحو محدود.

وتابع أن أزمة كورونا أصبحت ركيزة للتعلم، كما أن هناك استعداد من قبل الإمارات لهذه الظروف ومن ثم من خلال البنية التحتية وتدريب المعلمين والطلبة وتسليم الأجهزة استطاعت الإمارات تجاوز الأزمة، كما تم اتخاذ قرار آخر بأن تكون الإجازة موضوعة من أجل إعداد الكوادر من أجل الطلاب وكذلك التطبيق ومن ثم المتابعات المستمرة، حيث تحولت المداري من مبانٍ إلى مدارس إليكترونية ومتابعة ومراقبة.

مراحل تطور التعليم في الإمارات:

  • أولاً مرحلة الكتاتيب أو المطاوعة:

وفق ما ذكرته صحيفة الإمارات اليوم، أن هناك جهود حثيثة امتدت على ما يقرب من قرن من الزمان، تحول التعليم في الإمارات إلى عدة أشكال، بدأ بما يعرف بتعليم الكتاتيب أو المطاوعة، الذي اعتمد على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، بجانب التدريب على الكتابة والخط والإلمام بأركان الإسلام والوضوء.

من الكتاتيب إلى الدراسة عن بٌعد: رحلة التعليم في الإمارات

  • ثانياً مرحلة التعليم شبه النظامي:

بدأت مرحلة التعليم شبه النظامي في الإمارات في الفترة بين 1907 وحتى 1953، نتيجة تأثر تجار اللؤلؤ الكبار "الطواويش" بحركات الإصلاح واليقظة في ذلك الوقت، الأمر الذي أدى إلى فتحهم إلى المدارس التنويرية في المدن، من خلال استقدام العلماء لإدارة هذه المدارس.

أشهر المدارس في مرحلة التعليم شبه النظامي:

  • المدرسة التيمية المحمودية سنة 1907 في إمارة الشارقة.
  • مدرسة الإصلاح سنة 1935 في إمارة الشارقة.
  • مدرسة الأحمدية التي تأسست سنة 1912 في إمارة دبي.
  • مدرسة السالمية سنة 1923 في إمارة دبي.
  • مدرسة السعادة سنة 1925 في إمارة دبي.
  • مدرس الفلاح سنة 1926 في إمارة دبي.

ثالثاً مرحلة تأسيس دائرة المعارف:

وفي إمارة دبي كان هناك تطوراً ملحوظاً في التعليم منذ عان 1936، حيث شهد هذا العام تأسيس دائرة المعارف وهي أول دائرة للمعارف في الإمارات، برئاسة الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم، رائد حركة الإصلاح في الثلاثينات.

وفي إمارة أبوظبي تأسست مدرسة آل عتيبة سنة 1930، كما ظهرت بعد ذلك مدارس عدة تنتمي للنمط نفسه في مدن الإمارات الأخرى.

رابعاً التعليم في الإمارات أولوية:

وتعد هذه المرحلة من أهم المراحل التعليمية في الإمارات، كان ذلك في عهد الوالد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أعطى للتعليم أولوية كبرى؛ لإدراكه مدى أهمية التعليم في بناء الدولة الحديثة، حيث شجع المواطنين على تعليم أولادهم.

ومن أبرز مقولات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في هذا الشأن: "إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون، وإن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره"، هذه المقولة تحولت إلى خطى أساسية لكل مواطني الدولة منذ إنشائها عام 1971، فقد نص القانون الاتحادي رقم 11 لعام 1972 بشأن إلزامية التعليم، على إلزام أحد الوالدين أو الوصي القانوني بإرسال الأبناء إلى المدرسة.

من الكتاتيب إلى الدراسة عن بٌعد: رحلة التعليم في الإمارات

خامساً خطى الإمارات لاستشراف المستقبل في التعليم:

وعن المستقبل، عملت وزارة التربية والتعليم على تطوير مهارات الشباب وإكسابهم أفضل الممارسات ليتمكنوا من الولوج في أسواق العمل المستقبلية، من خلال مسارين الأول توفير البنية التحتية اللازمة لذلك وتأهيل وتطوير مهارات الشباب من خلال بوابة التدريب، أما الثاني تمكين الطلبة من خلال مناهج متخصصة وأنشطة ومبادرات رائدة تحاكي المستقبل وتؤهل الشباب من مهارات عصرهم.