من هي المرأة التي إلى جانب رجل الأعمال المثير للجدل كارلوس غصن؟

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: السبت، 04 يناير 2020
من هي المرأة التي إلى جانب رجل الأعمال المثير للجدل كارلوس غصن؟

ظلت كارول غصن شخصية بارزة ولكن متكتمة في عالم الموضة في نيويورك إلى أن سُلطت عليها الأضواء بعد توقيف زوجها رجل الأعمال كارلوس غصن واعتقاله وفراره في وقت لاحق من اليابان.

كارول، الزوجة الثانية للرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان والبالغة 53 عاما، وتحمل مثله الجنسية اللبنانية، قادت جهارا الحملة لإطلاق سراح زوجها، لكن الدور الذي لعبته في فراره المفاجئ والمثير لا يزال غير واضح. والتحقت كارول بزوجها الاثنين بعد فراره من اليابان التي احتجزته سلطاتها ثم وضعته قيد الإقامة الجبرية في منزله بتهم تتعلق بمخالفات مالية.

وسيدة الأعمال الأنيقة ذات الشعر الأشقر غير معروفة كثيرا في لبنان، وأمضت فترة كبيرة من حياتها في الولايات المتحدة. لكنها خلال السنة الماضية جابت العالم بلا كلل وقادت حملة لتبرئة زوجها.

ولم تكن كارول معه في 19 تشرين الثاني/نوفمبر عندما تم توقيفه على متن طائرته الخاصة في مطار ياباني، وصُدمت لتلقي الأنباء على بعد آلاف الكيلومترات. ومُنعت من زيارة زوجها خلال اعتقاله ولزمت الصمت بشكل كبير في بادئ الأمر بشأن قضيته لكنها كانت دائمة متواجدة بعد الإفراج عنه بكفالة وإقامته في شقة في وسط طوكيو في 6 آذار/مارس.

ناشدت زوجة قطب صناعة السيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واشتكت في حديث مع صحيفة جورنال دو ديمانش من أن صمت السلطات الفرنسية إزاء القضية "يصم الآذان".

واتصلت بالبيت الأبيض وأجرت مقابلة مع وسائل الإعلام الأميركية أوشكت فيها على البكاء وقالت إن زوجها البالغ 65 عاما بصحة سيئة يفاقمها ما وصفته ب"سوء المعاملة النفسية" أثناء احتجازه.

وقال أحد أصدقاء الزوجين والمقيم في طوكيو "خلال الشهر الذي كان فيها طليقا، حاولا أن يعيشا بشكل طبيعي والذهاب في نزهات وتناول وجبات الطعام الجيدة". وكانا يقومان بذلك رغم تواجد المصورين أمام منزلهما، وهو ما لم تكن كارول تخفي انزعاجها منه.

ولم تطل فترة الافراج عنه تلك. فقد اعيد اعتقال كارلوس فجر الرابع من نيسان/أبريل للرد على مزيد من الاتهامات، في خطوة تسببت لها "بالصدمة" بحسب صديقتها. وقالت في مقابلات إن المدعين فتشوا شقتهما البالغة مساحها 50 مترا مربعا، وفتشوها وأخذوا جوزا سفرها بل حتى رافقوها إلى الحمام.

وقال المحامي الفرنسي للأسرة فرنسوا زيمراي "كان اختبارا كبيرا، من أسوأ لحظات حياتها". وأشاد بحفاظها على "كرامتها" تحت الضغط. ومستخدمة جواز سفر آخر، غادرت اليابان متوجهة إلى فرنسا لكنها عادت بعد أيام قليلة للمثول أمام المحققين الذين استجوبوها ولتظهر أن "ليس لديها ما تخفيه". وقالت صديقتها لوكالة فرانس برس "قررت القتال من أجل زوجها لأنها تحبه وتؤمن ببراءته. لن تتركه لأنها تدرك أن بالنسبة له، دفاعه أكبر تحد في حياته".

وأوردت وسائل إعلام تفاصيل مثيرة عن هرب غصن، وخروجه من منزله في غلاف آلة موسيقية بمساعدة جندي أميركي سابق في سلاح المارينز وعنصر أمن من شركة خاصة لبنانية تنكرا كموسيقيين لحفلة بمناسبة عيد الميلاد، لكن هذه الرواية تم نفيها.

وقد ذكرت وسائل إعلام يابانية الجمعة أن غصن ظهر على إحدى كاميرات المراقبة مغادرا منزله في طوكيو بمفرده. ولم يشاهد غصن عائدا بعد مغادرته حوالى ظهر التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، كما ذكر أشخاص على صلة بالتحقيق لهيئة الاذاعة والتلفزيون الرسمية (إن إتش كي).

ويعتقد أنه سافر على متن طائرة خاصة من مطار كنساي بغرب اليابان في ذلك اليوم متوجها إلى اسطنبول، وأنه توجه من هناك إلى بيروت. وأعلنت شركة الطائرات الخاصة التركية "إم إن جي جيت" في بيان الجمعة (الثالث من كانون ثان/يناير 2020) أنها قدمت شكوى جنائية تقول فيها إن طائراتها استُخدمت بشكل غير قانوني لنقل رجل الأعمال إلى لبنان بعد فراره من اليابان لتجنب محاكمته.

وأكد الرئيس السابق لشركة نيسان الخميس إنه لم يتلق مساعدة من أي حكومة وبأنه دبر هربه "بمفرده" نافيا تقارير عن أن زوجته لعبت دورا في عملية خروجه الجريئة من اليابان.

ولدت كارول نحاس زوجة غصن في بيروت عام 1966. وأمضت سيدة الأعمال الجزء الكبير من حياتها في الولايات المتحدة. وتحمل الجنسية الأميركية وكذلك أولادها الثلاثة من زواج سابق. وتلقت تعليما عاليا وحققت نجاحا بجهدها، وفي العقد الماضي أسست شركة لبيع العباءات الفاخرة.

والتقت بكارلوس ووقعا بسرعة في الغرام. وكان لكارول تأثير مهدئ على زوجها المندفع، بحسب أحد الأصدقاء. تزوجا عام 2016 في قصر فرساي المهيب قرب باريس في مراسم مترفة جذبت انتباه السلطات وسط تساؤلات حول كيفية تسديد كلفة الحفل.

ووفق مصادر قريبة من الملف، فإن كارول أيضا رئيسة شركة استخدمت لشراء يخت فاخر يشتبه المدعون بأن ثمنه سدد جزئيا من أموال تم تحويلها من نيسان. واستجوبتها السلطات فيما يتعلق بشركتها "بيوتي يوتس" (يخوت الجمال) المسجلة في الجزر العذراء البريطانية، لكن لم توجه لها أي اتهامات كما تنفي ارتكاب أي مخالفة.

ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب)