منصورة عز الدين Mansoura Ez-Eldin مُبدعة "بساتين البصرة" و"متاهة مريم"

تنقلنا الكاتبة والروائية المصرية منصورة عز الدين إلى عوالم مختلفة من خلال كتاباتها، فتكتب حينًا عن أدب الرحلة وحينًا أخرى عن معارك فلسفية تسردها عبر فضاءاتها المختلفة فتجعلنا نعيش في عالم جديد نسجته بكلماتها، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الأدبية وأهم إنجازاتها.

من هي منصورة عز الدين؟

ولدت منصورة في 22 مارس عام 1976 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهي كاتبة، ومؤلفة وصحفية مصرية.

درست في كلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرجت فيها عام 1998، وعقب تخرجها عملت في مجال الصحفة كمحررة، وتمكنت منذ ذلك الوقت أن تتدرج في المناصب حتى شغلت منصب نائب رئيس التحرير في جريدة أخبار الأدب، وفي الوقت نفسه كانت تعمل أيضًا كمحررة.

ظهر شغفها في الكتابة في سن صغيرة وكان لوالدتها وجدتها دورا هاماً بهذا الشغف، فضلًا عن البيئة الاجتماعية التي نشأت فيها والتي جعلتها تهتم بكل تفاصيل الحياة اليومية، وتحب سماع وقراءة الموروثات والحكايات الشعبية المختلفة.

نشأت منصورة في بيئة متنوعة ما بين الموروث الشعبي الحكايات الفرعونية والقبطية فضلًا عن الثقافة الإسلامية التي أثرت بشكل كبير على أعمالها الأدبية.

مسيرتها الأدبية

بدأ شغف الكاتبة المصرية منصورة عز الدين بالأدب في سن مبكرة، وبدأت الكتابة في أثناء دراستها الجامعية، وبالفعل نُشرت لها بعض القصص القصيرة في مجلة الجامعة والجرائد المختلفة.

وفيما بعد فازت بجائزة القصة القصيرة على مستوى الجامعات المصرية وهو ما فتح لها الباب لتكمل مشوار إنتاجها الأدبي في الجرائد والمجلات المختلفة.

وفي عام 2001 نشرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان "ضوء مهتز" والتي تقول عنها إنها لم تكن راضية عنها كثيرًا؛ نظرًا لأنها لم تشعر بوجود بصمة خاصة بها، وإنما أسلوب في الكتابة متأثر بأسلوب روائيين آخرين.

تأثرت منصورة بالقصص الشعبية كثيرًا وخاصة قصص "ألف ليلة وليلة" وهو ما جعل كتاباتها تميل إلى هذا الجانب من الخيال، فمزجت بين الخيال والواقع من خلال أشخاص قابلتهم وانتقلوا لمخيلتها، ونشرت  أول رواية لها في عام 2004 وهي رواية "متاهة مريم" وترجمت هذه الرواية إلى اللغة الإنجليزية.

ووصف الناقد الراحل محمود أمين العالم أن هذه الرواية تمثل روح المغامرة في الابتعاد عن ما هو مألوف في الأساليب الروائية كما أنه تكشف مدى عمق التجربة الاجتماعية والنفسية للكاتبة، وتقدم بعدًا جماليًا لم نعهده من قبل.

تدور أحداث رواية "متاهة مريم" حول مريم الفتاة الشابة التي تبحث عن طريقها وسط عالم مضطرب فتعيش في متاهة من الأحلام والذكريات.

وبعدها في عام 2009 نشرت ثاني رواية لها وهي رواية "وراء الفردوس" التي صدرت عن دار العين المصرية، ومن خلال هذه الرواية دخلت منصورة ضمن القائمة النهائية للجائزة العالمية عن الرواية العربية في عام 2012 أو ما تُعرف بجائزة البوكر العربية.

كذلك بسبب هذه الرواية اختيرت من ضمن أفضل 39 كاتبة عربية تقل أعمارهن عن 40 عامًا، وسلطت هذه الرواية عن الطبقة البرجوازية في الريف، وتُرجمت للغة الألمانية من قبل المترجم "هارتموت فيندريش".

وفي عام 2014 أصدرت رواية "جبل الزمرد" وهي الرواية التي استلهمت فيها منصورة شخصيات من حكايات ألف ليلة وليلة، واستدعت قصصًا من التراث الأدبي العربي لتعبر بها حدود الزمان والمكان.

أما رواية "أخيلة الظل" التي صدرت في عام 2017 عن دار التنوير للنشر هي رواية تجريبية بدأت فيها منصورة الحوار بين شخصين يجلسان في متحف كافكا بمدينة براغ التشيكية ودار الحوار حول الإبداع الفني وبروترية المرأة الكاتبة واستعدت العديد من الذكريات والقصص والحبكات الفرعية.

كذلك كانت لها تجربة مع أدب الرحلة من خلال كتابة "خطوات في شنغهاي" حيث سجلت فيها رحلتها إلى السيطن، واختارت تدوين مجريات زيارتها مع التركيز على مدينة شنغهاي لأنها مكثت في هذه المدينة لأطول فترة.

أما وأهم أعمالها الفنية هو رواية "بساتين البصرة" وخاضت من خلالها تجربة أدبية فريدة مزجت بين الأحلام والفلسفة وتناسخ الأرواح.

تدور الرواية في مدينة البصرة في العراق في القرن الثاني الهجري وتتحدث عن رجل يحلم بالملائكة يجمعون الياسمين من البصرة، فيفسر الإمام الحسن البصري الحلم بأن مدينة البصرة ستخلوة من العلماء.

وبعدها تنتقل إلى عالم آخر وزمن مختلف ومكان آخر وتحديدًا في مصر حيث تجول بين مدن القاهرة والمنيا ومدن دلتا مصر في رحلة مليئة بالأسئلة والشكوك يبحث فيها بطل الرواية عن ماهيته وذاته.

أما آخر أعمالها الفنية هي رواية "أطلس الخفاء" التي نشرتها عن دار الشروق عام 2021، وتعد تجربة جديدة بالنسبة لها، حيث تدور حول بطل واحدة وهي شخصية "مراد" التي سنرى العالم من خلال عينيه وأفكاره والهواجس التي بداخله.

الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها

طول مسيرتها الأدبية نالت منصورة عز الدين مكانة مرموقة بين الكاتبات والروائيات العرب وحصلت على العديد من الجوائز، كما تُرجمت أعمالها إلى عدة لغات أجنبية.

• نُشرت قصصها ومقالاتها في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعالمية، ومنها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ومجلة "جرانتا" البريطانية" ومجلة "بابليك سبيس" الأمريكية، ومجلة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، ومجلة "نويه تسوريشر تسايتونج" السويسرية.
• أيضًا تُرجمت أعمالها إلى لغات أجنبية أخرى منها الإنجليزية، والألمانية، والإيطالية.
• في عام 2009 تم اختيارها ضمن أفضل 39 كاتبة تحت سن 40 عامًا في مشروع بيروت 39.
• حصلت على إقامة أدبية من المدينة الدولية الفنية في باريس، والمعهد الثقافي الفرنسي بسبب كتابها الذي يدور حول ذاكرة الطفولة.
• وصلت رواية "ما رواء الفردوس" للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010.
• وصلت مجموعتها القصصية "مأوى الغياب" إلى القائمة القصيرة لجائزة ملتقى القصة العربية عام 2018.
• في عام 2014 حصلت على جائزة أفضل رواية عربية من معرض الشارقة الدولي للكتاب عن كتاب "جبل الزمرد".
• وفي العام نفسه حصلت على جائزة أفضل مجموعة قصصية من معرض القاهرة للكتاب عن مجموعتها القصصية "نحو الجنون.
• وفي عام 2020 حصلت على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الـ19 عن كتاب "خطوات في شنغهاي".
• وفي عام 2020 وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد آل نهيان للإبداع في فرع الآداب.
• وفي عام 2021 وصلت روايتها "بساتين البصرة" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية.

أهم كتب منصورة عز الدين

كتبت الروائية منصورة عز الدين العديد من الأشكال الأدبية ما بين القصص القصيرة والروايات وأدب الرحلة، ومن أهم مؤلفاتها:

• "ضوء مهتز" وهي أول مجموعة قصصية نُشرت لها عام 2001.
• رواية منصورة عز الدين "متاهة مريم" ترجمت إلى اللغة الإنجليزية.
• "وراء الفردوس" وترجمت إلى اللغة الألمانية.
• "نحو الجنون" مجموعة قصصية صدرت عام 2014 وتضم إحدى عشرة قصة قصيرة.
• "جبل الزمرد" فازت بجائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
• "خطوات في شنغهاي" حصلت على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة.
• "بساتين البصرة" وصلت إلى قائمة جائزة البوكر العالمية للرواية العربية.