هاني نديم.. الشاعر السوري الذي يتواصل مع قرائه من خلال شعره

من مسقط رأسه في قرية النبك بسوريا نشأ الشاعر والصحفي السوري هاني نديم الذي ألف العديد من القصائد والمؤلفات الأدبية والمقالات الصحفية حققت له الكثير من الشهرة، وتميز بحبه للتجربة فيما يتعلق بقصائده وأعماله الأدبية، تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.

من هو هاني نديم؟

هاني نديم بحبوح هو شاعر وصحفي وإعلامي سوري ولد مدينة النبك في سوريا عام 1972 ويعد من أبرز الشعراء السوريين المعاصرين.

أصدر هاني عدد من الدواوين الشعرية التي حققه له نجاحات كبيرة، وقد عُرف بإسهاماته الأدبية الأخرى فأبدع في المسرح والدراما والغناء، كما أنه عمل معدًا في البرامج الثقافية والأدبية والمسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية كذلك.

منذ التسعينيات يعمل هاني في مجال الصحافة وقد أصدر العديد من المقالات الأدبية والنقدية وحاور كبار المثقفين والشعراء، كما عمل في كتابة الأفلام الوثائقية والإعلانات.

غنى قصائده عدد من النجوم في العالم العربي منهم الفنانة أميمة الخليل ومكادي نحاس ولينا شاماميان ونجوم آخرين، وقد شغل عدة مناصب أدبية منها رئيس القسم الثقافي في جريدة الوسط اليوم.

نشأته وتعليمه

نشأ الشاعر السوري هاني نديم في بيئة ريفية، فقد ولد في مدينة النبك في سوريا وقد أحب الشعر منذ طفولته وكتب أول ديوان له وعمره 17 عامًا.

أحب هاني القراءة منذ طفولته، وقد وقع في غرام أدب الأماكن فقرأ عن الكثير من المدن والقرى الصغيرة في الروايات الأدب العربي والعالمي.

تأثر نديم بمدينته بشكل كبير ووقع في غرام كل تفصيلة بها بداية من تضاريسها وطبيعتها الخلابة وصولًا إلى سكانها، وعن مدينته يقول هاني: "هو خبيئة جمالية وكنز معجمي لا تفهمه المدن ولا يمكن لها الإحاطة به. هكذا وظفت مفردات طفولتي ومنابتي الأول في نصوصي وكتبي كلها".

مسيرته المهنية

عمل الشاعر والكاتب السوري هاني نديم في مجال الصحافة والميديا منذ أوائل التسعينيات وقد صدرت له العديد من المؤلفات في الصحافة وله مئات المقالات في صحف عربية شهرية.

نُشرت مقالات هاني نديم في العديد من الصحف منها الشرق الأوسط والحياة والأسبوع العربي والسفير والنهار ونزوى والكرمل والآداب ودبي الثقافية وأخبار الأدب.

أجرى كذلك حوارات صحفية مع أكثر من 600 شخصية معروفة في العالم العربي في مجالات مختلفة، وقد تم استضافته في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية في الوطن العربي.

بجانب عمله الصحفي عمل كذلك في إعداد برامج إذاعية وتلفزيونية ثقافية وادبية، وشارك في إعداد مسلسلات درامية وأفلام سينمائية وكتب أفلام وثائقية وأرشيفية لصالاح شركات كبرى مثل ناشيونال جيوغرافيك وشاهد وأرشيفية كما كتب الإعلانات المصورة.

خلال مشواره المهني كصفحي شغل عدة مناصب منها محرر مركزي في وزارة الثقافة والإعلام في سلطنة عمان، ومسؤول القسم الثقافي في مؤسسة التراث في السعودية، كما شغل منصب مدير تحرير مجلة نواعم، ومدير النصوص الإبداعية في وكالة جراي للأفلام الوثائقية.

عمل كذلك مدير إبداع وتحرير شركة "فور جود" للخدمات الإعلامية والإعلانية.ي كتب هاني حاليًا مقالات أسبوعية في صحيفة إيلاف الإلكترونية.

مسيرته الأدبية

نشر الشاعر هاني نديم أول ديوان له بعمر 17 عامًا بعنوان "الدم قراطية" وعن تجربته الأولى أوضحه أنه يخجل ن أن يسميه ديوانًا ولكنه كان مجرد كشكول لطالب مدرسي عاشق للغة والسرد والشعر والمواويل فجمع ما كتبه وطبعه في مجموعة.

عرضته التجربة الشعرية الأولى للعديد من الانتقادات إلا أنها لم تزده إلا إصرار وعزيمة على إكمال رحلته في عالم الشعر والأدب فأصدر ديوانه الثاني عام 1999 بعنوان "القصيدة حرمة".

واصل هاني إصدار العديد من الدواوين الشعرية منها "نحات الرياح"، و"كرامات الأشقيات"، ديوان هاني نديم الأخير والجديد بعنوان "كتاب الأصحاب.. الحديث مع النباتات" وصدر في نوفمبر عام 2023.

وعن تجربته الشعرية أوضح هاني إنه يحب الكتابة في كل شيء، ورغم ذلك فهو مقل في تجربته الشعرية وأصدر عدد قليل من الدواوين الشعرية، وعن سبب ذلك يقول: "لست من الشعراء الذين يقفز أمامهم أرنب فيكتبون عنه، وتمر حافلة فيتذكرون زملاء المدرسة. لا أرى أن هذا من مهام الشعر ولا بأي شكل. إن الشعر بالنسبة لي هو حالة عرفانية وصوفية جداً. لحظاته مجردة وخالية من الحمولات العاطفية الطارئة".

شارك هاني في العديد من المهرجانات في الوطن العربي منها مؤتمر الشباب العرب ومهرجان خريف صلالة ومهرجان المربد الشعري ومهرجان الشباب الثقافي ومهرجان شعراء العالم، ومهرجان الجنادرية، ومهرجان توزر الثقافي ومهرجان القاهرة ومهرجان أبو ظبي، ومهرجان بغداد الدولي للشعر.

قصائد هاني نديم

ومن قصائد هاني نديم الشهيرة قصيدة "ذئب براع واحدة يقضم الليل"، ويقول فيها:

وقصٌ طويل للفرائس، وقصٌ قصيرٌ للأغنيات"

لست شجرةً لتهزّني الريح وتقف على جثتي الأمثال..

أنا حطبٌ!

وضعت يدي عليّ وأنا حطب، مشيت بين الناس وأنا حطب،

عشت ومتّ ونمت وصحوت وأنا حطب

وها..

كلما لمحتُ ناراً أبتسم للسلالة

وأقف إلى جانبها علّها تحتاجني.

من قصائده المميزة أيضًا قصيدة "حجب للوطن والبلاد"، ويقول فيها:

لو أنني الله..

لنزعت حبَّ تلك البلاد المفترسة

من قلب هؤلاء الصغار

و بدلاً عن

دموعهم،

أعطيتهم راحة الحلقوم

ليلَ نهار

لو أنني الوطن

منحت اللجوءَ لكلّ الفقراء والمكسورين

وأنهيت حدودي

مكان ما

ينتهي شوق أطفالي

واحتفيت بالجار..

لو أنني البارود

ركضتُ إلى الماء

لو أنني الماء

انتحرتُ على النار! ..

من قصائده الأخرى قصيدة "تمائم للعشق والنساء"، ويقول فيها:

عسلٌ في العينين.. وشمعهُ الخدُّ

عسلٌ في الشفتين..

تشتمني..

يتفتّحُ الوردُ!..

عسلٌ في عجينة الخصر..

سال شلالاً على القدمين..

عسلٌ.. عسلٌ

فوق النحر وصهب الشعر

والناهدين

عسلٌ في كل مكان

هنا وهناك

وبين بين

فمن أين تدخل

يا مرّ إلى قلبي

من أين؟! ..

كتابات هاني نديم

بجانب الدواوين الشعرية صدرت له عدد من المؤلفات الأخرى منها برنامج إذاعي بعنوان "المسيرة" مكون من 60 حلقة عن مسيرة الشعر من الجاهلية إلى لزمن الحالي، أيضًا كتب فيلم روائي بعنوان "الخيط الأبيض"، وكتب مسلسل "العائد".

له كذلك  عدد من المسرحيات التي كتبها وشارك في إخراجها، كتب كذلك  عدد من الكتب ومن كتب هاني نديم كتاب "بورتريهات حزينة من استوديو الأفراح"، وكتاب شربة قطا"، وكتاب "لوغراتم الوجوه متتالية الخطى فهرست ابن النديم"، و"كونشرتو الذهب"، و"مطوية الخذلان".