هل من الآمن الخلط بين لقاحات كورونا المختلفة؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 13 يناير 2021
هل من الآمن الخلط بين لقاحات كورونا المختلفة؟

مع بدء حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في العديد من الدول حول العالم، تساءل الكثيرون حول إمكانية الخلط بين نوعين مختلفين من اللقاحات، كالدمج مثلاً بين لقاحي موديرنا وفايزر.

التطعيم بلقاحات فيروس كورونا

حيث شهدت الفترة الماضية منح العديد من اللقاحات الجديدة الضوء الأخضر من أجل استخدامها في مكافحة فيروس كوفيد-19، حيث تشمل هذه اللقاحات: فايزر، موديرنا، أسترازينيكا، سبوتنيك V، سينوفارم، ليتلقى الملايين حول العالم ف الجرعة الأولى من اللقاحات المضادة لكورونا.

وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فمن أجل الحصول على مناعة قوية ضد فيروس كورونا المستجد، من الضروري الحصول على جرعتين من اللقاح المضاد لكورونا، وأن تفصل بينهما عدة أسابيع.

إلا أنه مع تنوع الخيارات المتوفرة بالنسبة للقاحات كورونا، قد يتساءل البعض ما إذا كان ممكناً الخلط بين التطعيمات، أي تناول جرعة ثانية من شركة أخرى مختلفة عن الأولى، وما مدى أمان هذا؟

هل يمكن الخلط بين لقاحات كورونا؟

وفيما يتعلق بإمكانية الدمج بين لقاحين مختلفين، قالت ميري رامزي، رئيسة قسم التطعيمات في هيئة الصحة العامة البريطانية، أنه في بعض الحالات النادرة، وعند عدم توفر نفس اللقاح في الجرعة الثانية، أو إذا لم يكن هناك سجل عن التطعيم الذي تلقاه الشخص في الجرعة الأولى، فمن الممكن وقتها منحه جرعة من لقاح آخر، مؤكدة أن هذا الأمر أفضل من عدم حصوله إطلاقاً على الجرعة الثانية.

وأشارت التقارير إلى أن العلماء لا يمتلكون حالياً أي سبب منطقي للاعتقاد بأن تبادل جرعات اللقاحات المضادة لكورونا والمُصنعة من قبل شركات مختلفة، قد يسبب ضرراً على الشخص الذي يتلقى التطعيم.

ومن أجل الوصول إلى نتيجة مؤكدة حول هذا الأمر، أعلن فريق تطوير اللقاحات في بريطانيا عن بدءهم في إجراء تجارب من أجل فحص مدى قابلية التبادل أو الخلط بين لقاحات فيروس كورونا المختلفة.

كما أوضح الدكتور ديفيد ماثيوز، عالم الفيروسات بجامعة بريستول، أن المؤشرات الأولية حول مدى أمان تبادل لقاحات كورونا المختلفة، إيجابية بشكل مبدئي، مشدداً على أنه من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه النقطة للوصول إلى تأكيد نهائي.

ما مدى فعالية لقاحات كورونا عند اختلاف الجرعات المستخدمة؟

وعلى الرغم من عدم صدور دراسات تؤكد هذا الأمر بشكل نهائي، إلا أن الكثير من العلماء يعتقدون أنه حتى في حالة الخلط بين اللقاحات، فإن النتيجة ستكون هي تكوين استجابة مناعية قوية ضد فيروس كورونا.

فمع أنه هناك اختلافات في آليات عمل التطعيمات المختلفة، إلا أنها كلها تتفق في كونها تقوم بمحاكاة عمل فيروس كوفيد-19، لتخدع الجهاز المناعي للإنسان ليظن أنه أصيب بالفيروس التاجي، فيبدأ في اكتساب مناعة ضده.

ويُرجع العلماء أن أخذ جرعتين من لقاحين مختلفين ضد فيروس كورونا سينتج استجابة مناعية أقوى وأفضل من الاعتماد على جرعتين من نفس اللقاح، مستشهدين في ذلك بما حدث مع فيروس السارس على سبيل المثال.

وحول هذه النقطة، قالت هيلين فليتشر، البروفيسورة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، أن الجمع بين لقاحات فيروس كورونا يُعتبر هو الخطوة المنطقية التالية في تطوير اللقاحات المضادة لكوفيد-19، موضحة أن التحضير بنوع واحد من اللقاحات وتعزيزه بآخر مختلف، يعد من الأساليب الشائعة استخدامها بهدف زيادة مستوى ومدة الفعالية ضد الأمراض المعدية.

ما مدى فعالية لقاحات كورونا ضد الفيروس؟

ولأن كل لقاح تختلف طريقة تحضيره وآلية عمله عن غيره، فقد اختلفت فعالية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي تم إجازة استخدامها في الفترة الماضية.

فوفقاً لما أعلنه الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، فإن نتائج التحاليل المؤقتة الأولية لبيانات المرحلة الثالثة من تجارب لقاح فيروس كورونا "سبوتنيك V" في روسيا قد أظهرت أن فعالية اللقاح بلغت نسبة 91.4%.

فيما أعلنت شركتا فايزر وبيونتيك في أوائل نوفمبر الماضي أن اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 الذي تعملان عليه، قد أثبت فعاليته بنسبة 95%، وذلك بعد التحليل الأول لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

كما ذكرت شركة موديرنا الأمريكية في منتصف نوفمبر الماضي، أن لقاحها التجريبي المضاد لكوفيد-19، أثبت فعاليته بنسبة 94.1%، بناء على بيانات مؤقتة من تجربة سريرية في مرحلة متأخرة.

وقالت شركة أسترازينيكا أواخر شهر نوفمبر الماضي عن نتائج مبشرة تخص لقاحها الجديد المضاد لفيروس كورونا المستجد، حيث أعلنت أن فاعلية اللقاح قد تصل إلى 90%، وأنه لا توجد له أي أثار جانبية خطيرة.

وقامت الصين مؤخراً باعتماد لقاحها الجديد سينوفارم المضاد لفيروس كورونا المستجد، ليخرج من المرحلة التجريبية، وينضم رسمياً إلى قائمة اللقاحات الرئيسية المُعتمدة بمكافحة الجائحة العالمية، بعدما أثبت فعالية بلغت 79.43%.

فيروس كورونا حول العالم

جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس 2020.

ووفقاً لآخر الاحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد-19 حتى الآن أكثر من 92 مليون و127 ألف شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 65 مليون و970 ألف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من مليون و972 ألف شخص.

كما اتخذت العديد من الدول حول العالم عدة إجراءات احترازية كمحاولة للسيطرة على الفيروس الخطير، والتي تتضمن: تعليق الطيران، فرض حظر التجول.

الوقاية من فيروس كورونا المستجد

ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، والبقاء في المنزل بقدر الإمكان.

أعراض فيروس كورونا

وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة