“Cambridge Analytica”: فضيحة فيسبوك الجديدة

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الأربعاء، 21 مارس 2018
“Cambridge Analytica”: فضيحة فيسبوك الجديدة

بعد فوز دونالد ترامب في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية واجه فيسبوك الكثير من الإتهامات بأنه كان له دور كبير في فوز ترامب، حيث تم تركيز الاتهام على سماح الموقع بنشر أخبار كاذبة أدت إلى دعم المرشح الأمريكي ترامب وقتها. ولكن الآن لدينا ما هو أكثر من ذلك بكثير، فصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية استطاعت بالفعل الوصول إلى معلومات جديدة أربكت الشركة الضخمة فيسبوك، فما هي أزمة “Cambridge Analytica” التي أحدثت ذلك؟

عند التعامل مع منصات التواصل الإجتماعي أو حتى محركات البحث فهذه المحركات تصنع الكثير من الأموال فقط باستخدام المعلومات الخاصة بك، وأكبر من طبق هذا هما جوجل وفيسبوك. فكل البيانات الخاصة بكل على فيسبوك تجعلك أنت المنتج بالنسبة للموقع في حين أن العملاء هم المعلنين.

بياناتك التي تضعها في حسابك بداية من عمرك لمكان تواجدك إلى اهتماماتك المفصلة للغاية التي يجمعها الموقع من خلال مراقبة نشاطك على الموقع بدقة هي ما تجعلك أنت السلعة، حيث يتيحها فيسبوك للمعلنين للقيام بحملات إعلانية للترويج لمنتجاتهم أو لما يقدموه بشكل عام. كل هذا معروف ولا ينطبق على فيسبوك فقط، ولكن هل من الممكن أن يتعدى الأمر هذه الحدود وتصبح بياناتك التي اعطيتها لفيسبوك في موضع أخطر من هذا؟ يبدو الأمر كذلك.

أزمة Cambridge Analytica ومن ورائها

عندما كانت تجهز أخد شركات تحليل البيانات -المتخصصة في السياسة- عام 2014 إلى الإنتخابات القادمة وقتها كان لديها مشكلة موجودة لدى الكثير من الشركات المماثلة والتي تعد أساس عملها، فمن أي تجني البيانات التي تحتاجها؟ وبعد أن استطاعت الشركة جني 15 مليون دولار من روبرت ميرسر كان لديها بالفعل الأدوات التي من الممكن أن تستخدمها في التأثير على أراء الناخبين ولكن لم تكن لديها البيانات الكافية.

ومن أين تأتي البيانات؟ فيسبوك مع الأسف. فقد اسطاعت الشركة الحصول على بيانات أكثر من 50 مليون أمريكي دون علمهم بما يفعلوه. ويعتبر بعض المتخصصون هذا التسريب من أضخم التسريبات تاريخيا وهو ما كان له دور كبير بعدها في استخدام هذه البيانات مع أدوات معينة لتحقيق تأثير لصالح دونالد ترامب في الإنتخابات الأمريكية عام 2016.

وعلى الرغم من أن الحادثة أثرت على فيسبوك بالفعل وهو ما سيأتي بالتفصيل لاحقاً إلا أنها من الممكن تؤدي إلى الكثير من التوابع الأخرى كإنشاء قوانين جديدة.

وقال كريستوفر ويلي الذي شارك في تأسيس الشركة وعمل بها حتى 2015 أن “القواعد لا تهم بالنسبة لهم، فهذه حرب وهي عادلة تماماً” في إشارة لمن هم وراء الشركة. ووصف كريستوفر شركة Cambridge Analytica بأنها ترسانة الأسلحة المستخدمة في “حرب الثقافة” التي يحاربها من هم ورائها على حد وصفه.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها معرفة تفاصيل عن مثل هذه العمليات ولكنها أدت إلى تأثير كبير لما أتت به من كم من التفاصيل الدقيقة دفعة واحدة. فسابقا أثارت الأساليب المستخدمة الكثير من الجدل وهي ما تسمى “أساليب التصميم النفسي البصري” بحسب ما تدعيه الشركة وهي أساليب للتحكم في نفسية الشخص، أو بشكل أوضح الناخب الذي له حق التصويت.

ولكن كيف تم هذا التسريب الضخم؟

بسحب الكثير من المستندات والمصادر فموقع فيسبوك لن يكن المصدر الوحيد للبيانات، إلا أنه كان المصدر الأساسي، حيث لم يتم معرفة آلية جني البيانات حتى الآن. ولم تجني الشركة البيانات بنفسها لكنها دفعت إلى شركة أخرى للحصول على هذه البيانات والتي يدعي فيسبوك أنها جنتها لأغراض أكاديمية.

وعلى الرغم من محاولة فيسبوك خلال الأيام الأولى أن تقوم بعدم الاعتراف بهذه الفضيحة كما وصفت إلا أنها تراجعت واعترفت بخطأها بعدها، حيث وصف أحد المسؤولين داخل الشبكة الإجتماعية الأمر بأنه عملية نصب كبيرة، حيث صرح أيضاً أن فيسبوك سيثوم بأي شيء يمكن فعله لمسح هذه البيانات.

ونتيجة لهذه الأحداث، سقطت أسهم فيسبوك بنسبة 8 بالمائة الإثنين، بعد تأكيد التقارير لتفاصيل لتسريب بيانات مستخدمي فيسبوك واستخدامها بشكل مباشر للتأثير على الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية. وتم تداول عدد من الأخبار خلال الساعات الماضية عن استقالة رئيس الحماية في فيسبوك بعد الواقعة، حيث أن ما حدث يخل بالإتفاقيات الخاصة بعدم استخدام المعلومات خارج الموقع بحسب التقارير.

ولكن بحسب اليكس اتموس الذي عمل كرئيس للأمن في فيسبوك فإنه لازال يعمل في فيسبوك ولكن في موضع مختلف حسث يختص الآن بالبحث في مخاطر الأمن الجديدة وحماية الإنتخابات بحسب ما صرح به في تغريده على موقع تويتر.

ويواجه فيسبوك الآن هجوم كبير سواء من وسائل الإعلام أو من المختصين بعد هذه الواقعة التي يراها العالم للمرة الأولى بهذا الشكل.

هذا الموضوع “Cambridge Analytica”.. فضيحة فيسبوك الجديدة ظهر اولا على قل ودل تكنولوجيا.