• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      الدكتور نبيل صيدح

    • اسم الشهرة

      الدكتور نبيل صيدح.. عالم مصري غير وجه الطب الحديث

    • اللقب

      الدكتور نبيل صيدح

    • الفئة

      عالم,طبيب

    • اللغة

      العربية، الإنجليزية

    • التعليم

      دكتوراه - جامعة القاهرة

    • الجنسية

      مصر

    • بلد الإقامة

      كندا

    • سنوات النشاط

      1969 - حتى الآن

السيرة الذاتية

في مختبرات معهد مونتريال للأبحاث السريرية، يواصل عالم مصري مسيرة استثنائية امتدت لأكثر من خمسة عقود، حولت خلالها اكتشافاته الطبية حياة ملايين المرضى حول العالم. 

إنه الدكتور نبيل صيدح، الذي بدأت رحلته من شوارع القاهرة في منتصف القرن الماضي، لتصل إلى أرقى منصات التكريم العلمي العالمي، محققاً إنجازات وضعته في مصاف أبرز العلماء المؤثرين في تاريخ الطب الحديث.

من القاهرة إلى كندا: بداية حلم علمي كبير

ولد نبيل جورج صيدح ونشأ في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تلقى تعليمه الأساسي والجامعي في مدينة عرفت تاريخياً بإنجاب العلماء والمفكرين.

بعد حصوله على شهادته الجامعية من جامعة القاهرة، اتخذ القرار الذي سيغير مسار حياته: الهجرة إلى كندا عام 1969 بحثاً عن آفاق أوسع في عالم البحث العلمي.

لم تكن الرحلة سهلة لشاب مصري في مطلع العشرينات من عمره، لكن العزيمة كانت أقوى من التحديات، انتقل صيدح إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراساته العليا.

حصل نبيل صيدح على درجة الدكتوراه من جامعة جورج تاون المرموقة في واشنطن العاصمة عام 1973، في تخصص دقيق سيصبح لاحقاً مجال تميزه العالمي: الغدد الصماء العصبية الحيوية وتحلل البروتينات.

الدكتور نبيل صيدح.. عالم مصري غير وجه الطب الحديث

خمسون عاماً في معبد العلم

عام 1974 كان عام التحول الحقيقي في مسيرة الدكتور صيدح، حيث التحق بمعهد مونتريال للأبحاث السريرية في مقاطعة كيبيك الكندية، لم يكن يعلم حينها أن هذا المكان سيصبح موطنه العلمي لأكثر من نصف قرن، وأن مختبراته ستشهد اكتشافات ستغير وجه الطب الحديث.

تدرج صيدح في المناصب الأكاديمية والبحثية حتى وصل إلى منصب مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية، كما حصل على كرسي كندا للأبحاث من المستوى الأول في تحلل البروتينات، وهو أعلى تصنيف بحثي في النظام الأكاديمي الكندي.

وبالتوازي مع عمله البحثي، شغل منصب أستاذ في جامعة مونتريال، حيث ساهم في تخريج أجيال من الباحثين الشباب.

الدكتور نبيل صيدح.. عالم مصري غير وجه الطب الحديث

"المقص الجزيئي": اكتشاف سبعة إنزيمات غيّرت الطب

يلقب الدكتور صيدح في الأوساط العلمية بـ"الأب الروحي" لعائلة إنزيمات PCSK، تلك العائلة من البروتينات التي تعمل كـ"مقص جزيئي" داخل الجسم البشري، مسؤولة عن تنشيط ومعالجة آلاف البروتينات الأخرى التي تتحكم في وظائف حيوية لا حصر لها.

بين عامي 1990 و2003، حقق صيدح إنجازاً استثنائياً بكل المقاييس: اكتشف سبعة من أصل تسعة إنزيمات في هذه العائلة. 

كان كل اكتشاف بمثابة فتح باب جديد لفهم أعمق لآليات عمل الجسم البشري، من تنظيم عمليات الأيض والاستجابة للضغوط، إلى الوظائف الإنجابية والدفاع ضد العدوى.

لكن الاكتشاف الأهم جاء في عام 2003، عندما توصل صيدح وفريقه البحثي إلى الإنزيم التاسع والأخير في العائلة: PCSK9. هذا الاكتشاف لم يكن مجرد إضافة علمية، بل كان نقطة تحول تاريخية في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية.

الدكتور نبيل صيدح.. عالم مصري غير وجه الطب الحديث

PCSK9: الإنزيم الذي أنقذ ملايين القلوب

الإنزيم الذي يُنتج في الكبد البشري كان يحمل سراً طبياً كبيراً: فهو يتحكم في مستويات الكوليسترول الضار في الدم.

اكتشف صيدح أن فرط نشاط هذا الإنزيم يؤدي إلى ارتفاع خطير في مستويات الكوليسترول، مما يزيد بشكل كبير من احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية القاتلة.

الأهم من الاكتشاف نفسه كان فهم آلية عمل الإنزيم، وهو ما فتح الطريق أمام صناعة الأدوية لتطوير فئة علاجية جديدة تماماً عُرفت باسم "مثبطات PCSK9".

هذه الأدوية، التي تُستخدم اليوم على نطاق واسع حول العالم، تعمل على تثبيط نشاط الإنزيم، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في مستويات الكوليسترول الضار وحماية ملايين المرضى من أمراض القلب المميتة.

ثمانمئة بحث وسبعون ألف استشهاد: إرث علمي هائل

على مدى خمسين عاماً من البحث المتواصل، أنتج الدكتور صيدح أكثر من 820 بحثاً علمياً منشوراً في أرقى المجلات العلمية المحكّمة عالمياً. لكن القيمة الحقيقية لهذا الإنتاج لا تقاس بالكم فقط، بل بالتأثير العلمي الذي أحدثته هذه الأبحاث.

استشهد علماء من مختلف أنحاء العالم بأبحاث صيدح أكثر من 71 ألف مرة، وهو رقم يضعه في قائمة الباحثين الأكثر تأثيراً في تاريخ العلوم الطبية الحديثة.

هذه الاستشهادات تعني أن اكتشافاته أصبحت أساساً لآلاف الأبحاث اللاحقة، وأن إرثه العلمي يتوسع يوماً بعد يوم حتى بعد مرور عقود على بعض اكتشافاته الأولى.

الدكتور نبيل صيدح.. عالم مصري غير وجه الطب الحديث

ما وراء القلب: أبحاث متعددة التخصصات

لم يقتصر عطاء الدكتور صيدح على أبحاث القلب والأوعية الدموية فقط، بل امتد إلى مجالات طبية متعددة. ساهم بشكل كبير في فهم أمراض الكبد الدهني غير الكحولي، تلك الحالة الشائعة التي تصيب ملايين الأشخاص حول العالم وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

كما قدم إسهامات مهمة في دراسة اضطرابات السمنة المرضية، وهي واحدة من أكبر التحديات الصحية في العصر الحديث. أبحاثه في هذا المجال ساعدت على فهم أعمق للعمليات البيولوجية التي تتحكم في تخزين الدهون واستخدامها في الجسم البشري.

وفي سياق آخر، ساهم صيدح في فهم آليات دخول الفيروسات إلى الخلايا البشرية، وهي أبحاث أثبتت أهميتها بشكل خاص خلال جائحة كوفيد-19، حيث ساعدت في تطوير استراتيجيات مواجهة الفيروسات على المستوى الجزيئي.

قائمة طويلة من التكريمات العالمية

التميز العلمي لا بد أن يُكافأ، والدكتور صيدح حصد خلال مسيرته عشرات الجوائز والأوسمة الدولية، في عام 2023، فاز بجائزة "دجاي ألين تايلور الدولية في الطب"، وهي واحدة من أعرق الجوائز الطبية في كندا، وكان أول باحث من مقاطعة كيبيك يحصل عليها منذ تأسيسها عام 1985.

وفي نفس العام، حصل على جائزة "الإنجاز مدى الحياة" من الجمعية الدولية لتحلل البروتينات في مؤتمرها الدولي في سنغافورة، تقديراً لمجمل إنجازاته العلمية الممتدة لنصف قرن، قبل ذلك بعامين، فاز بجائزة الكويت للتقدم العلمي لعام 2021 في فئة العلوم الطبية التطبيقية.

كما حصل على أوسمة وطنية رفيعة في كندا، بلده بالتبني، حيث مُنح وسام كيبيك ووسام كندا تقديراً لإسهاماته العلمية البارزة. وفي فرنسا، حصل على جائزة "لوفولون-ديلالوند" الكبرى من معهد فرنسا المرموق.

 وفي ديسمبر 2025، فاز بجائزة "نوابغ العرب" في فئة الطب، حيث كرّمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، مؤكداً أن صيدح يمثل نموذجاً ملهماً للعقل العربي القادر على المنافسة عالمياً.

الحرب القادمة: استهداف السرطان

رغم بلوغه السبعينيات من عمره وتحقيقه إنجازات كان يمكن أن تكفي لعدة حيوات علمية، يرفض الدكتور صيدح التوقف عن البحث، هدفه التالي طموح وصعب: استخدام نفس الاكتشافات التي نجحت في محاربة أمراض القلب لهزيمة السرطان.

يعمل حالياً على استراتيجية مبتكرة تعتمد على تثبيط إنزيمي PCSK7 وPCSK9 معاً، الفكرة بسيطة في جوهرها لكنها ثورية في تطبيقها: الأورام السرطانية تحتاج إلى الكوليسترول لتنمو وتنتشر في الجسم، فإذا تمكنّا من خفض مستويات الكوليسترول بنسبة تصل إلى 90% من خلال التثبيط المزدوج للإنزيمات، سنتمكن من "خنق" الورم وحرمانه من غذائه الأساسي.

لكن الأمر لا يقتصر على حرمان الورم من الكوليسترول فقط. اكتشف صيدح أيضاً أن إنزيم PCSK9 يلعب دوراً في تثبيط جهاز المناعة عن مهاجمة الأورام، وبالتالي فإن تثبيط هذا الإنزيم قد يساعد الجسم على استعادة قدرته الطبيعية على محاربة الخلايا السرطانية.

النتائج الأولية واعدة، حيث لاحظ في التجارب المختبرية أن التثبيط المزدوج يمنع انتشار النقائل السرطانية إلى الأعضاء الأخرى، وهي المشكلة الأكبر في علاج السرطان.

لكن الطريق لا يزال طويلاً، والأبحاث السريرية تحتاج إلى تمويل ضخم قد يكون صعب المنال في ظل تراجع الدعم الحكومي للقطاع البحثي.

الفلسفة الشخصية: العلم من أجل المريض لا من أجل الجوائز

في حوار صحفي من مكتبه في معهد مونتريال، كشف الدكتور صيدح عن فلسفته الشخصية التي قادت مسيرته طوال خمسة عقود.

يقول: "أنا لا أركض وراء الجوائز، بالطبع من الجميل أن أحصل على جائزة وهو أمر مجزٍ، ولكن الأمر الأكثر مكافأة بالنسبة لي هو أن أرى أن ما قمنا به لسنوات عديدة أصبح له تطبيق سريري ويساعد المريض".

يعيش الدكتور صيدح حالة من التوازن الجميل بين هويتين: مصري بجذوره وذكرياته الأولى، كندي بانتمائه وحياته المهنية. 

عندما فاز بجائزة "دجاي ألين تايلور"، قال: "أنا فخور بشكل خاص بهذه الجائزة لأنها من كندا، كندا كانت اختياري كمهاجر، وإنه لشرف كبير أن أحصل على جائزة كندية".

في المقابل، يعتز بجذوره المصرية ويفخر بأن يكون نموذجاً للعالم العربي القادر على المنافسة عالمياً. 

رسالة للأجيال القادمة: لا تستسلموا أبداً

ينظر الدكتور صيدح إلى مسيرته الطويلة كرسالة أمل للباحثين الشباب، خاصة في العالم العربي الذي يعاني من هجرة العقول. 

يقول: "لقد استغرق الأمر 50 عاماً للوصول إلى ما أنا عليه اليوم، بما في ذلك الكثير من الإخفاقات على طول الطريق. يجب ألا نستسلم أبداً، بل نؤمن بعملنا وعلمنا ونستمر".

الدكتور نبيل صيدح ليس مجرد عالم حقق اكتشافات علمية مهمة، بل هو رمز لما يمكن أن يحققه العقل العربي عندما تُتاح له الفرص المناسبة والبيئة العلمية الداعمة. 

من شوارع القاهرة في منتصف القرن العشرين إلى مختبرات مونتريال في القرن الحادي والعشرين، رسم صيدح مساراً ملهماً يثبت أن العلم لا وطن له إلا العقول المبدعة والقلوب المخلصة.

أهم الأعمال

  • مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية

  • حائز على كرسي كندا للأبحاث (المستوى الأول) في تحلل البروتينات

  • أستاذ في جامعة مونتريال

  • اكتشاف 7 إنزيمات من عائلة PCSK خلال 13 عاماً (1990-2003)

  • أكثر من 820 بحثاً علمياً منشوراً في مجلات محكّمة

جوائز ومناصب فخرية

  • جائزة نوابغ العرب 2025

  • جائزة دجاي ألين تايلور الدولية في الطب 2023

  • جائزة الإنجاز مدى الحياة 2023 من الجمعية الدولية لتحلل البروتينات

  • جائزة الكويت للتقدم العلمي

  • جائزة لوفولون-ديلالوند الكبرى من معهد فرنسا