أقمار صناعية ذكية لرصد هجرة الحيوانات وحمايتها من الانقراض
بعد توقف 3 سنوات: مشروع إيكاروس يعود لتتبع الحياة البرية من الفضاء
أعاد معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوانات في مدينة كونستانس الألمانية، الحياة إلى مشروع تتبع الحياة البرية عالمياً، بعد إعلان استئناف برنامج إيكاروس الذي توقف لمدة 3 سنوات.
بعد توقف 3 سنوات: مشروع إيكاروس يعود لتتبع الحياة البرية من الفضاء
وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فإن هذا البرنامج يعتمد على الأقمار الصناعية لمراقبة تحركات الحيوانات، ودراسة أنماط هجرتها في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح المعهد أن صاروخاً تابعاً لشركة سبيس إكس، أطلق قمراً صناعياً حديثاً مزوداً بجهاز استقبال عالي التطور إلى مداره حول الأرض، فيما سيتم إرسال أقمار صناعية إضافية خلال السنوات المقبلة، ما يتيح إعادة تشغيل النظام تدريجياً، ورفع كفاءته بمرور الوقت.
ونقلت التقارير تصريحات منسوبة إلى الدكتور مارتين فيكلسكي، مدير المعهد ومؤسس مشروع إيكاروس، الذي أكد أن التجهيزات الجديدة قادرة على التقاط إشارات ترسل من أجهزة صغيرة للغاية تثبت على الطيور المهاجرة والخفافيش والسلاحف البحرية، حتى من ارتفاع يصل إلى 500 كيلومتر فوق سطح الأرض.
وأشار إلى أن هذه البيانات الدقيقة تستخدم لتتبع مسارات الحركة، وفهم التغيرات السلوكية، إضافة إلى دعم جهود الحفاظ على الأنواع المهددة، وتنبيه الباحثين عند انتشار الأمراض الحيوانية التي قد تنتقل للبشر.
ولفت فيكلسكي إلى أن النظام هذه المرة سيعمل لأول مرة بمستوى عالمي، وبسرعة شبه فورية، بفضل التحسينات المتقدمة في البنية التكنولوجية للأقمار الجديدة، ما يمنح العلماء قدرة غير مسبوقة على مراقبة الحياة البرية لحظة بلحظة.
جدير بالذكر أن مشروع إيكاروس كان قد أُطلق لأول مرة في عام 2020 من محطة الفضاء الدولية، حيث جرى تركيب الهوائيات الخاصة به على الوحدة الروسية التابعة للمحطة.
واستمر البرنامج في العمل حتى عام 2022، قبل أن يتوقف بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، وانقطاع التعاون الفضائي بين ألمانيا وروسيا.
ونوهت التقارير إلى أنه سيتم تنفيذ المرحلة الجديدة بالتعاون مع جامعة القوات المسلحة الألمانية في ميونخ، بحيث تبدأ باختبارات تمتد لمدة 3 أشهر، قبل الانتقال إلى التشغيل الكامل.
وبحلول منتصف 2027، من المنتظر أن تتشكل شبكة من 6 أقمار صناعية توفر تغطية شاملة للحياة البرية على كوكب الأرض، بما يشمل مناطق نائية لطالما كانت خارج نطاق المتابعة، مثل القطب الشمالي والقطب الجنوبي.
وأضافت التقارير أنه بهذه العودة، يضع مشروع إيكاروس بصمته مرة أخرى كواحد من أهم الأنظمة العلمية في فهم الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي العالمي.