"إنهاك حراري"أم "ضربة شمس" .. ما الفرق بينهما؟
عادت الشمس أخيرًا لسماء ألمانيا، وحان وقت التنزه والذهاب إلى أقرب حديقة أو بحيرة للاستمتاع بالطقس الجميل.
ولكن لاتنسى أن جسم الإنسان يحتاج دائمًا إلى استراحة لدى قضاء وقت طويل تحت أشعة الشمس، إذ يمكن الإصابة بما يعرف بـ"الإنهاك الحراري" أو بالإنجليزية "Heat Exhaustion".
ويخلط الكثيرون ما بين الإنهاك الحراري وضربة الشمس، حيث يمكن اعتبار الأمرين درجتين مختلفتين من الشدة فيما يتعلق بارتفاع حرارة الجسم. فمتى يحدث كليهما وكيف يمكن التعرف عليهما؟
ما هو "الإنهاك الحراري"؟
يمكن أن تؤدي كثرة التعرض لأشعة الشمس أو درجات الحرارة العالية إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفرط، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالإنهاك الحراري.
ويعد الإنهاك الحراري مرضًا مرتبطا بالحرارة المرتفعة، كالإصابة بمشاكل أخرى شبيهه مثل الطفح الحراري أو التشنجات الحرارية أوضربة الشمس.
وعلى الرغم من أنه أقل حدة من ضربة الشمس، إلا أنه إذا لم يُعالج الإنهاك الحراري بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى النوع الأكثر خطورة.
وعادةً ما يكون الصداع أول علامة على الإنهاك الحراري، كما يشعر الشخص بارتفاع درجة حرارة الجسم ويصبح الوجه أكثر إحمرارًا مع زيادة في التعرق و بطء الحركة. ومن المرجح أن يشعر الشخص حينها بالتعب والغثيان، وأحيانًا قد يُصاب بالدوار أو يصل الأمر حتى للإغماء.
وما لا يتوقعه كثيرون هو جلد الشخص المصاب بالإنهاك الحراري لا يكون في العادة ساخنًا، بل باردًا عن المعتاد.
ما العمل لدى الإصابة بالإنهاك الحراري؟
أولاً، يجب على المصابين بالإنهاك الحراري الابتعاد فورًا عن الشمس والتوجه لمكان بارد أو المكوث في الظل، كما يجب شرب الماء بأسرع وقت ممكن.
وتساعد الكمادات الباردة والرطبة على تبريد الجسم، مع الاستمرار في تناول الكثير من السوائل لاستعادة مستوى الترطيب الطبيعي حيث يُعوض الماء البارد أو المشروبات، التي يجري تناولها عند ممارسة الرياضية، الأملاح المفقودة في الجسم.
ومن الضروري تجنب تناول الكحول والكافيين في هذا التوقيت، فهذه المشروبات قد تزيد من جفاف الجسم، فضلًا عن احتمال تسببها في التعرق بما قد يُسبب فقدانًا إضافيًا للسوائل يمكن أن يصل إلى نحو لترين في الأيام شديدة الحرارة، بحسب متخصصين.
كما يجب الحصول على قسط من الراحة حتى تتحسن الأعراض.
ومن الضروري معرفة أنه في الحالات الأكثر شدة، ربما يحدث قيء شديد أو حالة من الارتباك أو فقدان للوعي. وفي هذه الحالة، يجب مراجعة الطبيب لاستبعاد احتمال الإصابة بضربة شمس.
ما هي ضربة الشمس؟
ضربة الشمس أخطر من الإنهاك الحراري ويمكن أن تحدث، على سبيل المثال، عند ممارسة أنشطة بدنية في بيئة حارة أو إن لم يتم علاج الإنهاك الحراري بشكل صحيح.
فعندما يكون الجو شديد الحرارة، يمتص الجسم حرارة أكثر مما يستطيع إستبعابها. وتصل درجة حرارة الجسم إلى حوالي 41 درجة مئوية (105.8 درجة فهرنهايت) في غضون 10 إلى 15 دقيقة. ويؤدي هذا الارتفاع الحاد إلى استجابة التهابية في جميع أنحاء الجسم.
ويتعرض نظام تنظيم درجة حرارة الجسم للتعطيل حيث يتوقف الجسم عن إنتاج العرق. فالتعرق هو الطريقة التي يعمل بها الجسم على تبريد نفسه، وبالتالي بدونه تبدأ درجة حرارة الجسم في الارتفاع. ويمكن للإصابة بضربة الشمس أن تهدد الحياة.
وتشمل أعراض ضربة الشمس الإصابة بالصداع وضعف الوعي والدوار والنعاس، كما يمكن أن تحدث نوبات صرع أو قيء أو إسهال أو انخفاض ضغط الدم.
وتتطور ضربة الشمس في فترة تتراوح ما بين ساعة إلى 6 ساعات، ويمكن أن تسبب الوفاة في أقل من 24 ساعة إذا لم تُعالج بشكل صحيح.
وبالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة والأطفال وكبار السن، تحدث ضربة الشمس عادةً نتيجةً لمزيج من ارتفاع درجات الحرارة ونقص حاد في السوائل والأملاح في الجسم. أما لدى البالغين الأصحاء، فإن الإفراط في النشاط البدني خلال الطقس الحار المشمس، مثل ممارسة الرياضة أو العمل في الهواء الطلق، هو ما يسبب ضربة الشمس عادةً.
ما العمل لدى الإصابة بضربة الشمس؟
عند ظهور أولى علامات ضربة الشمس، يجب إبلاغ خدمات الطوارئ فورًا وإبعاد المصاب عن الشمس ومكان الحرارة المرتفعة ونقله إلى مكان بارد أو في الظل وتبريد جسمه بأسرع وقت ممكن بالماء البارد أو بحمامات الثلج أو بالملابس المبللة وإعطائه السوائل إن أمكن وإزالة الملابس الزائدة عن الحاجة.
وإذا كان الشخص فاقدًا للوعي ولكنه يتنفس بشكل طبيعي، فيجب إبقاؤه في وضع أفقي ثابت لحين وصول فرق الطوارئ، مع فحص التنفس لديه بانتظام. وإذا لم يكن الشخص يتنفس بشكل طبيعي، فيجب بدء عمليات الإنعاش فورًا.
تجنب الإنهاك الحراري وضربة الشمس!
في درجات الحرارة المرتفعة للغاية، يصل نظام تنظيم حرارة الجسم إلى حدوده القصوى بسرعة. ومع شرب كميات قليلة جدًا من الماء، وخاصة من جانب كبار السن، لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من العرق، ما يُصعّب على الجسم تبريد نفسه.
وأفضل طريقة لتجنب الإنهاك الحراري أو حتى ضربة الشمس واضحة: تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وخاصةً في منتصف النهار. واحمِ رأسك بقبعة فاتحة اللون واشرب الكثير من السوائل. وكقاعدة عامة، يحتاج الشخص البالغ إلى نصف لتر إضافي من الماء على الأقل في الأيام الحارة.
ويُنصح دائمًا باستشارة الطبيب، فهو الخيار الأكثر أمانًا.
أعدته للعربية: دينا البسنلي