اكتشاف كوكب شبيه الأرض على بعد 40 سنة ضوئية
GJ 12 b: كوكب خارج المجموعة الشمسية بظروف قد تسمح بالحياة
في اكتشاف فلكي مثير، أعلن فريق من علماء الفلك بجامعة كورنيل الأمريكية عن رصد كوكب خارج المجموعة الشمسية يتمتع بعدد من الخصائص المدهشة التي تجعله شبيهاً بالأرض في عدة جوانب أساسية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
GJ 12 b: كوكب خارج المجموعة الشمسية بظروف قد تسمح بالحياة
وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فإن هذا الكوكب الذي أطلق عليه اسم GJ 12 b أو Gliese 12 b، يدور حول نجم قزم أحمر من الفئة M، ويقع على مسافة تقدر بنحو 40 سنة ضوئية عن كوكبنا.
شاهد أيضاً: ما علاقة مدار الأرض بالفصول والمناخ؟
وجاء هذا الاكتشاف بفضل القمر الصناعي TESS التابع لوكالة ناسا، الذي تمكن من رصد هذا العالم البعيد، قبل أن يتم تأكيده ودراسته بشكل مفصل باستخدام أداة MAROON-X المتطورة المثبتة في مرصد جيميني الدولي.
حيث أتاحت هذه الأداة للعلماء إمكانية قياس خصائص الكوكب بدقة غير مسبوقة، بما في ذلك كتلته، كثافته، ومعاملات مداره، خاصة في الأنظمة التي تحتوي على نجوم باهتة من الصعب دراستها بوسائل تقليدية.
ووفقاً للقياسات، تبين أن نصف قطر كوكب GJ 12 b يعادل حوالي 0.96 من نصف قطر الأرض، بينما تبلغ درجة حرارة سطحه المتوقعة نحو 27 درجة مئوية، وهي درجة حرارة معتدلة نسبياً مقارنة بغيره من الكواكب الخارجية المعروفة.
ولفتت التقارير إلى أنه بالنسبة لكتلة هذا الكوكب، فهي أقل من كتلة الأرض بقليل، حيث تعادل حوالي 0.71 من كتلتها.
وتشير التقديرات إلى أن كثافته قريبة جداً من كثافة الأرض أو ربما أقل قليلاً، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال احتوائه على غلاف جوي، أو مركبات متطايرة مثل الماء، أو حتى نسبة منخفضة من المعادن الثقيلة في تركيبه الداخلي.
ورغم أن مدار GJ 12 b يظهر انحرافاً أكبر من مدار الأرض (0.16 مقابل 0.017 للأرض)، إلا أن الكوكب يقع على الحافة الداخلية للمنطقة الصالحة للحياة حول نجمه، ما يعني أن الظروف قد تكون ملائمة لوجود الماء السائل على سطحه.
ويعتبر هذا أحد العوامل الأساسية التي تزيد احتمالية احتضان هذا الكوكب للحياة، أو على الأقل قدرته على توفير بيئة مشابهة لتلك التي ساعدت على نشوء الحياة على الأرض.
ونوهت التقارير إلى أن النجم الذي يدور حوله الكوكب، يعد عاملاً بالغ الأهمية في هذا الاكتشاف، حيث يتميز بكونه قزماً أحمر هادئاً قليل النشاط، ما يجعله بيئة مناسبة لإجراء دراسات مفصلة على الغلاف الجوي للكوكب باستخدام تلسكوب جيمس ويب وغيره من الأدوات المستقبلية.
ويشكل هذا ميزة كبيرة مقارنة بأنظمة أخرى، مثل نظام TRAPPIST-1، الذي على الرغم من اشتهاره باحتوائه على عدة كواكب بحجم الأرض، إلا أن التوهجات المغناطيسية القوية الصادرة عن نجمه النشط، تسبب صعوبات كبيرة في دراسة أغلفتها الجوية.