التحفيز الذاتي: وسيلة النجاح الأكثر ضمانًا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 13 يوليو 2020 | آخر تحديث: الجمعة، 01 يوليو 2022

كيفية الوصول إلى التحفيز الذاتي

This browser does not support the video element.

يعتمد الكثير من البشر على غيرهم من أجل  استلهام الحافز المناسب، سواء للعمل أو المذاكرة أو حتى لأداء الأعمال المنزلية البسيطة، إلا أن قليل منهم يمكنه تحفيز نفسه بنفسه من دون أي مساعدة خارجية، هؤلاء هم من يملكوا مهارة التحفيز الذاتي.

تعريف التحفيز الذاتي

يعرف التحفيز الذاتي بأنه القدرة على تحفيز النفس دون انتظار أي من العوامل الخارجية لأداء الغرض المطلوب، مثل كلمات التشجيع أو الإطراء.

يساهم التحفيز الذاتي للمرء في دفعه دائما نحو القيام بالواجبات المطلوبة منه، حيث يملك في تلك الحالة القدرة على شحن نفسه بالطاقة الإيجابية اللازمة، ما يجعل تأجيل المهام والتكاسل من الأمور المستبعدة من ذهن اصحاب تلك القدرة، التي يراها بعض خبراء علم النفس أشبه بالمهارة.

أهمية التحفيز الذاتي

تتعدد الفوائد التي تعود على المرء عندما يمتلك مهارة التحفيز الذاتي، التي تصل به إلى النجاح عاجلا أم آجلا.

  • تبدو أولى فوائد التحفيز الذاتي ملموسة بوضوح عندما يفقد الإنسان الحماس تجاه أداء عمل معين، حيث يساعده التحفيز الذاتي هنا على استعادة طاقته سريعا ليبدو في قمة حماسه من جديد.
  • كذلك يبدو التحفيز الذاتي مهما للغاية عندما تسيطر مشاعر الملل واليأس على الذهن، حينها يدفع هذا النوع من أنواع التحفيز الذهن للتركيز على الأهداف والنتائج المتوقعة، دون الوقوع تحت سيطرة مشاعر سلبية لن تفيد.
  • دور آخر شديد الأهمية للتحفيز الذاتي، يتمثل في دفع الإنسان إلى مواجهة المخاطر دون قلق، فبينما تعرقل مشاعر الخوف من المجهول الكثير من البشر، يأتي التحفيز الذاتي ليجعل المرء قادرا على تحطي الصعوبات مهما كانت.
  • بشكل عام يعد التحفيز الذاتي من أساسيات تحقيق النجاح، بدونه قد تتحقق الأهداف مع الحصول على الحافز عبر عناصر خارجية، لكن الأمور تصبح أكثر صعوبة في تلك الحالة، علما بأن التحفيز الذاتي يزيد من فرص الإبداع الذي يعتبر أحد أبرز العوامل وراء تحقيق النجاحات غير التقليدية.

عناصر التحفيز الذاتي

يرى دانييل جولمان، وهو الكاتب في علوم الدماغ والسلوكيات، وصاحب كتاب الذكاء العاطفي المدرج ضمن أعلى الكتب مبيعا في عام 1995، أن هناك عدد من العناصر المهمة لتوليد التحفيز الذاتي.

  • تعتبر الرغبة الداخلية لتحقيق الهدف وللتطور وكذلك للوصول إلى مستويات معينة، هي العنصر الأول من عناصر التحفيز الذاتي وفقا لجولمان.
  • يشير جولمان أيضا إلى الإلتزام باعتباره من أهم العناصر التي يجب تواجدها من أجل نجاح التحفيز الذاتي.
  • امتلاك روح المبادرة تعد أيضا من عناصر التحفيز الذاتي، حيث تساهم في دفع المرء دائما إلى التقدم دون خوف أو قلق من أي عواقب.
  • أما العنصر الأخير من بين عناصر التحفيز الذاتي التي وضعها دانييل جولمان، فيتلخص في التفاؤل دائما وأبدا، ومهما بدت الأمور معقدة، سواء في بداية الأمر أو في نهايته.

طرق التحفيز الذاتي

يمكن للجميع امتلاك مهارة التحفيز الذاتي بمزيد من التدريب، وعبر اتباع طرق بإمكانها تغيير حياة المرء إلى الأفضل في كل الأحوال.

  • ينصح خبراء علم النفس بعدم المبالغة فيما يخص القيام بمجهودات خارقة في بادئ الأمر، بل يفضل في البداية القيام بأبسط الأمور كي يصبح الذهن مهيئا للمزيد من المهام، ما يتطلب في تلك الحالة تقسيم المهمة المطلوبة إلى مهام صغيرة، تعمل على تحفيز المرء كلما انتهى من واحدة منها.
  • يعتبر التركيز على التطور من أبرز الخطوات المتبعة لزيادة التحفيز الذاتي، فبينما ينصب تركيز البشر دائما على المسافة الطويلة التي يجب عليهم قطعها من أجل الوصول للهدف البعيد، فإنه يفضل التركيز على مدى التطور الذي تحقق بالفعل ولكن بصورة تدريجية قد لا نلاحظها، من هنا يصبح الاحتفاء بما تحقق مهما كان بسيطا من عوامل وطرق زيادة التحفيز الذاتي.
  • وفي وقت يحذر فيه من استهلاك الطاقة في البداية بصورة مبالغة، فإنه يحذر أيضا من المبالغة في وضع أهداف شديدة التعقيد، اعتمادا على الحماس في بداية المهام، إذ يفترض بالمرء أن يضع أهدافا يمكنه تحقيقها بعيدا عما حققه الآخرون، وإلا أصيب باليأس قبل اكتمال المهمة.
  • الوصول إلى التحفيز الذاتي يصبح أكثر سهولة أيضا عبر الحرص على اتباع عادات إيجابية بشكل دوري، ما يبدو واضحا بالنظر إلى أشخاص بأعينهم حققوا النجاحات في حياتهم، بعدما انتظموا في ممارسة الرياضة أو في قراءة الكتب بصفة شبه يومية.
  • يشير العلماء دائما إلى أهمية احساس المرء بالإمتنان لما يملك، إذ لا يساعد ذلك فقط فيما يخص زيادة مشاعر الرضا والسعادة، بل يزيد ذلك من الحماس تجاه القيام بالمزيد من النشاطات، ما يعني زيادة التحفيز الذاتي لديه.

خطوات التحفيز الذاتي

ربما يصبح الوصول إلى التحفيز الذاتي أكثر بساطة عند الاعتماد على خطوات بعينها، ينصح بتطبيقها لزيادة الطاقة الإيجابية، وهي اللازمة دون شك لتحقيق الأهداف المطلوبة.

  1. كتابة قائمة بالأهداف والأعمال المطلوبة، مع الحرص على أن تكون مبسطة للغاية، حتى لا تصيب كاتبها بالإحباط قبل البدء في تنفيذ عناصرها.
  2. العمل على دمج بعض الأهداف إن أمكن، حيث يؤدي القيام بمهمتين في وقت واحد إلى توفير المزيد من الوقت من ناحية، فيما يساهم في إزاحة الهموم من الكاهل من ناحية أخرى.
  3. كتابة الوقت المطلوب لتحقيق كل هدف أو مهمة، إذ يعني تحديد 90 يوما على سبيل المثال من أجل التخلص من الوزن الزائد في الجسم، وضع جدول منطقي يتناسب مع الغرض المطلوب، كما يؤدي ذلك إلى زيادة فرص الإلتزام حتى لا يمر الوقت دون إنجاز المهمة.
  4. ينصح أيضا بتحديد بعض النشاطات التي تزيد من حماس المرء وكتابتها على ورقة خاصة، من اجل الالتزام بممارستها بصفة دورية، مثل الرياضة.
  5. وبينما يعتبر الامتنان من وسائل تحفيز الذات، فإنه ينصح أحيانا بالجلوس في هدوء، مع التفكير في أكثر الأشخاص المقربين ومن ثم كتابة 5 أشياء عن كل شخص تجعلك ممتنا تجاههم، فسواء أعطيت هؤلاء الأشخاص تلك الورقة أم لا فإن مشاعر الرضا تزيد بصورة لا إرادية بداخلك، ما يؤثر بالإيجاب على مهارة التحفيز الذاتي.

معوقات التحفيز الذاتي

على الجانب الآخر، يحذر الخبراء والباحثين دائما من بعض الأشياء التي تعد فعليا من معوقات التحفيز الذاتي، ومن أسباب صعوبة الوصول إلى النجاح.

  • الاعتقاد بأن الوقت غير متاح أو كاف لتحقيق الأهداف المطلوبة، يعتبر من أبرز معوقات التحفيز الذاتي التي يعاني منها الكثير من البشر، ما يكشف عن ضرورة تنظيم الوقت بدرجة تسمح للمرء بالقيام بنشاطات عدة وعلى عكس ما كان يتوقع.
  • ربما يظن البعض أن التمتع بمهارة التحفيز الذاتي لا تتطلب الاهتمام بطريقة التحدث وبمهارات التواصل مع الآخرين بشكل عام، إلا ان التمتع بمهارة تواصل جيدة مع من حولك تساعدك كثيرا فيما يخص استلهام الطاقة الإيجابية من كل شئ ببساطة، حينها تصبح القدرة على شرح الأهداف المستقبلية أكثر بساطة لتجد الدعم النفسي يأتي إليك دون عناء.
  • كذلك يعد إلقاء اللوم على الآخرين من بين أشهر معوقات التحفيز الذاتي، حيث ينشغل العقل بالبحث عن شخص يمكن إتهامه بالتقصير، ومن ثم تصبح محاسبة النفس أخر هم الإنسان، علما بأن التمتع بالثقة في النفس تقلل من الرغبة في إلقاء اللوم على الآخر، وتساهم في زيادة فرص التعلم من الأخطاء بدلا من تجاهلها.

في الختام، صار التحفيز الذاتي من المهارات المطلوبة بشدة لكل إنسان من أجل تحقيق أهدافه، وخاصة في عالم ملئ بالأحداث، يصعب فيه الانتظار لأجل إستلهام مشاعر الحماس من الآخرين، ويتطلب إيجاد وتوليد الحافز داخليا.

المصادر:

[1]. مقال: التحفيز الذاتي. منشور على موقع skillsyouneed

[2]. مقال: طرق زيادة التحفيز الذاتي. منشور على موقع thriveglobal

[3]. مقال: معوقات التحفيز والنجاح. منشور على موقع second-sense