التسريب الذي كلّف فيسبوك المليارات يسلط الضوء على أهمية أمن المعلومات

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 أبريل 2018 | آخر تحديث: الجمعة، 13 أبريل 2018
مقالات ذات صلة
فيسبوك تحقق في تسريب معلومات ربع مليون مستخدم
اليوم الدولي لحفظة السلام 2021 يسلط الضوء على دور الشباب
اليوم العالمي للرجل: سبب الاحتفال به والقضايا التي يسلط الضوء عليها

دبي، الإمارات العربية المتحدة - 9 أبريل 2018: يتصدر اختراق وتسرب البيانات من المواقع الإلكترونية البارزة عناوين الأخبار حول العالم. وسواء كانت هذه البيانات عبارة عن معلومات شخصية للمستخدمين النهائيين، أو وثائق سرية يتم تسريبها أو سرقتها أو استخدامها دون علم أصحابها؛ فإن جمع واستخدام البيانات عبر الإنترنت يشكل إحدى القضايا الملحّة، ومصدر قلق حقيقي بالنسبة للكثيرين.

اقرأ أيضاً: اتبع هذه الـ 6 نصائح حتى لا يتحول هاتفك لأداة للتجسس عليك

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وعلى نحو غير مسبوق، يتم حالياً جمع البيانات عن الأشخاص والشركات باستخدام أساليب متنوعة تشمل معرفة موقع الهاتف المحمول، وتقنيات تكامل التطبيقات، والاستخدام المشترك للمنصات الإلكترونية. ومع تنامي قدرات التواصل حول العالم، يتم إنشاء 2.5 كوينتليون بايت من البيانات يومياً. ويشكل جمع البيانات عنصراً أساسياً في استراتيجيات الشركات العاملة ضمن مجموعة واسعة من القطاعات.

ويشير تقرير ’نظرة عامة إلى العالم الرقمي 2017‘ الصادر عن مؤسستي ’وي آر سوشيال‘ و’هوت سوت‘ إلى وجود أكثر من 3.8 مليار مستخدم للإنترنت حالياً حول العالم - أي أكثر من نصف تعداد سكان العالم -، بالإضافة إلى مليون مستخدم جديد لمواقع التواصل الإجتماعي يومياً.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أثارت فضيحة تسرب بيانات موقع ’فيسبوك‘ التي تم الكشف عنها مؤخراً الكثير من التساؤلات. فقد تم تسهيل وصول شركة ’كامبريدج أناليتيكا‘ المتخصصة بالأبحاث السياسية إلى بيانات 87 مليون مستخدم لموقع ’فيسبوك‘ دون الحصول على موافقتهم خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت عام 2016، وذلك بهدف إنشاء مواد دعائية تستهدف الناخبين. وأدى الكشف عن هذه الفضيحة إلى تكبد شركة ’فيسبوك‘ العملاقة في عالم التكنولوجيا خسائر في قيمتها السوقية تزيد عن 100 مليار دولار أمريكي. ومن هنا، فإنه يتعين علينا طرح السؤالين التاليين: ألم يحن الوقت لوضع لوائح تنظيمية لعمل الشركات المتخصصة بالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها فيما يتعلق بإنشاء البيانات واستخدامها؟ وكيف يمكن تجنب وقوع تسريبات مماثلة مستقبلاً؟

وحول هذا الموضوع، قال نج هو مينغ، نائب الرئيس التنفيذي للعمليات لدى ’وكالة الأمن الإلكتروني - سنغافورة‘: "تعد التكنولوجيا سلاحاً ذو حدين يمكن أن ينطوي على الكثير من الفرص والمخاطر في نفس الوقت. ومن هنا، يتعين على الجميع - سواء كانوا من المستخدمين أو شركات التكنولوجيا أو الحكومات - توخي أقصى درجات الحرص عند استخدامها. كما يتعين علينا كمستخدمين التزود بشكل دائم بالمعلومات حول المخاطر التي قد نواجهها قبل القيام باستخدام التطبيقات. وينبغي لشركات التكنولوجيا الاضطلاع بدورها أيضاً وحماية تجارب العملاء وعدم تعريض بياناتهم للخطر". ومن المقرر لمينغ أن يلقي كلمة رئيسية خلال مشاركته في فعاليات الدورة السادسة من مؤتمر ومعرض الخليج لأمن المعلومات ’جيسيك‘، والذي يقام بالتزامن مع ’معرض إنترنت الأشياء‘، وتحت مظلة ’أسبوع تقنيات المستقبل‘ خلال الفترة بين 1-3 مايو المقبل في مركز دبي التجاري العالمي.

وأضاف مينغ، الذي سيستضيف أيضاً جلسة رئيسية خاصة على هامش فعاليات ’أسبوع تقنيات المستقبل‘ حول أفضل الممارسات المتبعة لمعالجة المسائل المرتبطة بالأمن الإلكتروني الوطني يوم 30 أبريل الحالي: "يمثّل إعداد مدونة قواعد السلوك نقطة البداية بالنسبة إلى الشركات، ولكن التمسك بها يشكل أمراً بالغ الأهمية لتعزيز مستويات الثقة بالنسبة لجميع الأطراف. ويمكن للحكومات المساعدة في بناء فضاء إلكتروني آمن وجدير بالثقة من خلال تطبيق أطر عمل سليمة للوائح التنظيمية الخاصة بشركات التكنولوجيا. ولا شك أن ذلك سيسهم في تحفيز الابتكارات التكنولوجية التي يمكننا اعتمادها واستخدامها بثقة أكبر".

ويوافق علي رباعي، الخبير في مجال الأمن الإلكتروني والرئيس والمتخصص في علم أنثروبولوجيا البيانات لدى شركة ’رباعي أناليتيكس جروب‘، على رؤية مينغ حول أهمية اللوائح التنظيمية. وسيلقي رباعي في ثاني أيام معرض ’جيسيك‘ كلمة رئيسية يتناول فيها مفهوم ’التعاون ضمن الدول التي تعتمد الذكاء الاصطناعي‘، مع التركيز على تعزيز مستويات الأمن الإلكتروني في المدن الذكية ودور منظومة التعاملات الرقمية ’بلوك تشين‘ في ذلك.

وفي هذا السياق قال رباعي: "تتمثل المشكلة الأساسية في أنه لا يتم الحصول على جميع البيانات التي يتم جمعها بشكل طوعي وبعد الحصول على موافقة أصحابها. إذ يمكن للمستخدم تقديم بياناته طوعاً إلى شبكة التواصل الاجتماعي، ولكن يتم تحويل هذه البيانات إلى طرف ثالث مثل استخدام خدمات تحديد المواقع أو دمج البيانات ضمن الأجهزة المختلفة. وتؤدي عمليات التجميع الضخمة للبيانات إلى استخدام بيانات المستخدمين خارج سياق أهدافها المحددة".

وأضاف رباعي: "يمكن استخدام البيانات الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي لأغراض خارج سياق توقعات المستخدمين. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى تعزيز مستويات الشفافية وبناء العلاقة بين المستخدم وموقع التواصل الاجتماعي وفق مفهوم الثقة المتبادلة. ولذلك فإني أدعو إلى تبني مفهوم ’التعاون ضمن الدول التي تعتمد الذكاء الاصطناعي‘، والذي ينطوي على التعاون ومنع تشتت البيانات الشخصية المخزّنة ضمن بيئة إنترنت الأشياء، والطائرات بدون طيار، والسيارات المتصلة، والإكسسوارات الرقمية. ويمكن لنا، كبشر، تعزيز هذا التعاون من خلال الموافقة بحذر على تقديم البيانات وإتاحة القدرة على الخروج من اتفاقيات تقديم البيانات في أي وقت ودون أي تأثيرات سلبية".

وسينضم كل من رباعي ومينغ إلى ما يزيد عن 60 خبيراً في القطاع للمشاركة في أكثر من 40 جلسة خاصة خلال الأيام الثلاثة لمعرض ’جيسيك‘، حيث ستتم مناقشة وتبادل وجهات النظر حول أحدث توجهات الأمن الإلكتروني الرامية إلى حماية بيانات وأنظمة الأفراد والمؤسسات الحكومية.

وبحسب منظمي ’جيسيك‘ و’معرض إنترنت الأشياء 2018 ‘ سيشارك في الفعاليتين نخبة من أبرز اللاعبين في القطاع، بدءاً من المطورين ووصولاً إلى مهندسي الأنظمة وكبار مسؤولي أمن البيانات والذين سيستعرضون أحدث وأفضل الممارسات المتعلقة بسبل توقع الهجمات الإلكترونية والتصدي لها ومنع وقوعها على مؤسساتهم.

بدورها، قالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس الأول لإدارة المعارض والفعاليات لدى ’مركز دبي التجاري العالمي‘: "يشكل فهم أهمية حماية أطر عمل تكنولوجيا المعلومات ضمن المنظومات المتصلة -إلى جانب حماية بيانات المستخدمين والشركات على شبكة الإنترنت - أمراً أساسياً. ومن خلال جمع كوكبة من أبرز الخبراء العاملين في مجال الأمن الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات تحت سقف واحد، سيسهم ’أسبوع تقنيات المستقبل 2018‘ بشكل فاعل في تعزيز مستوى الوعي واستعراض أحدث التوجهات الخاصة بتعزيز أمن الأنظمة والشبكات".

ويحظى ’أسبوع تقنيات المستقبل‘، الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي، بدعم كل من ’مركز دبي للأمن الإلكتروني‘، وشرطة دبي، ومبادرة ’دبي الذكية‘، و’الوكالة الوطنية لمكافحة الجرائم‘، و’وكالة الأمن الإلكتروني - سنغافورة‘. وسيسلط معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات الضوء على أهمية توفير إطار عمل صارم لأمن المعلومات عبر معالجة التحديات التي تواجه أمن الفضاء الإلكتروني العالمي، والتهديدات التي تتعرض لها الحكومات، والقطاعات، والمؤسسات في مختلف أنحاء المنطقة.

وتشمل قائمة الرعاة الرئيسيين للمعرض أسماء بارزة من بينها ’إتش بي‘ و’سباير سولوشنز‘ كراعٍ ألماسي؛ و’كاربون بلاك‘ و’سيسكو‘ و’جي بي إم‘ كراع بلاتيني؛ و’كراود سترايك‘ و’سيلانس‘ و’فاير آي‘ و’هاوس أوف إنريب‘ و’سكيور وركس‘ و’سكيوريتي ماترز‘ كراعٍ ذهبي.

اقرأ أيضاً: مارك زوكربيرغ يُجيب.. هل يستقيل من فيسبوك بعد الفضائح الأخيرة؟

وبدعم من ’أسبوع تقنيات المستقبل‘، الفعالية الإقليمية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن فعاليات ’جيسيك 2018‘ مفتوحة حصرياً لمجتمع الأمن والمعلومات، بما في ذلك الإدارات الحكومية والشركات والمؤسسات. للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.gisec.ae/passes-and-prices

وللحصول على تفاصيل أخرى حول ’أسبوع تقنيات المستقبل‘ يرجى زيارة: www.gisec.ae وwww.iotx.ae.