السعودية تطلق أولى سيارات الأجرة ذاتية القيادة في الرياض

  • تاريخ النشر: منذ 23 ساعة زمن القراءة: دقيقتين قراءة

تطور نوعي في النقل العام بالرياض بإطلاق سيارات أجرة ذاتية القيادة ضمن رؤية المملكة 2030

مقالات ذات صلة
تسلا تطلق سيارة أجرة كهربائية بالكامل ذاتية القيادة
أوبر تخطط لإطلاق أكبر أسطول سيارات أجرة ذاتية القيادة
أبوظبي تشهد إطلاق أولى السيارات الذاتية القيادة في الشرق الأوسط

تشهد العاصمة السعودية الرياض اليوم تطوراً نوعياً في منظومة النقل العام، حيث بدأت المرحلة الأولى من تشغيل سيارات الأجرة ذاتية القيادة تجوب شوارعها لأول مرة.

وقد دشن المهندس صالح بن ناصر الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية، هذا المشروع الطموح الذي يمثل نقلة حقيقية نحو مستقبل أكثر ذكاءً وأماناً في قطاع المواصلات. 

المشروع يأتي ضمن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، ويعكس التزام المملكة برؤية 2030 في تطوير حلول نقل مبتكرة ومستدامة.

تفاصيل المرحلة التجريبية

تمتد المرحلة الحالية لمدة عام كامل، وتشمل تشغيل المركبات الذكية في سبعة مواقع حيوية بالعاصمة الرياض.

وتم تجهيز هذه المركبات بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي قادرة على السير بسرعة تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة، مع ضمان أعلى معايير السلامة والأمان.

يشمل المشروع إنشاء 13 محطة شحن كهربائية موزعة استراتيجياً لخدمة هذه المركبات، مما يعكس التوجه نحو النقل الصديق للبيئة، كما تتضمن كل مركبة مسؤول أمان مدرب لمراقبة الأنظمة الذكية وضمان سلامة الركاب أثناء الرحلة.

مزايا تقنية متقدمة

تقدم هذه المركبات الذكية مجموعة من المزايا التي تفوق وسائل النقل التقليدية بمراحل، فمن ناحية الأمان، تشير الدراسات إلى أن هذه التقنية ترفع مستوى السلامة عشرة أضعاف مقارنة بالسيارات العادية، نظراً لاعتمادها على أنظمة دقيقة تقلل من الأخطاء البشرية المسببة لمعظم حوادث الطرق.

تعمل هذه المركبات على تحسين حركة المرور بشكل ملحوظ من خلال خوارزميات معقدة تحدد المسافات المثلى بين المركبات وتخطط أفضل المسارات، مما يساهم في تقليل الازدحام المروري كما تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية كونها تعمل بالطاقة الكهربائية وتتبع أنماط قيادة ذكية تقلل من استهلاك الطاقة.

خدمة شاملة لجميع فئات المجتمع

يمثل هذا المشروع نقلة مهمة في تعزيز شمولية النقل، حيث يوفر حلولاً مثالية للأشخاص الذين لا يستطيعون القيادة، بما في ذلك كبار السن وذوي الإعاقة. هذا التوجه يجعل التنقل أكثر عدالة ومتاحاً لجميع شرائح المجتمع دون استثناء.

لم تكن هذه النقلة وليدة اللحظة، بل جاءت ثمرة لجهود مستمرة بدأت عام 2019 عندما دشنت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أول تجربة لحافلة ذاتية القيادة.

تطورت هذه الجهود تدريجياً حتى تم إنشاء "ساحة الاختبارات المستقبلية للتنقل" في بداية العام الحالي، والتي وفرت بيئة واقعية لاختبار هذه التقنيات المتطورة.

تأتي هذه المبادرة لتكمل مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام الذي يضم شبكة الحافلات وقطار الرياض، مما يخلق منظومة نقل متكاملة تلبي احتياجات المدينة المتنامية، هذا التكامل يهدف إلى توفير حلول نقل شاملة ومرنة تواكب التطور العمراني والسكاني للعاصمة.

تشير التوقعات العالمية إلى نمو متسارع في اعتماد تقنيات القيادة الذاتية، حيث تتوقع شركة "ماكنزي" للاستشارات وصول نسبة المركبات الذاتية في المدن الكبرى إلى أكثر من 15% بحلول عام 2030، هذه الأرقام تعكس الثقة المتزايدة في هذه التقنية وقدرتها على إحداث تغيير جذري في أنماط التنقل الحضري.