انخفاض حاد في صادرات اليابان إلى أمريكا والصين
تفاقم أزمة الصادرات اليابانية وسط توترات تجارية مع الولايات المتحدة وركود اقتصادي يلوح في الأفق
تراجعت صادرات اليابان للشهر الثاني على التوالي، وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وعدم التوصل إلى أي اتفاق تجاري واضح، ما يثير مخاوف واسعة من دخول الاقتصاد الياباني في مرحلة ركود.
انخفاض كبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة والصين
وفقًا لبيانات رسمية حديثة، شهدت الصادرات اليابانية انخفاضًا بنسبة 4.7% إلى الصين، بينما هبطت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 11.4% مقارنة بالعام الماضي، وهي أكبر نسبة تراجع منذ بداية جائحة كوفيد-19.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هذا الانخفاض الحاد يتزامن مع قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 25% على المنتجات اليابانية اعتبارًا من 1 أغسطس.
تعتبر صناعة السيارات العمود الفقري للصادرات اليابانية، حيث تمثل أكثر من 28% من إجمالي الصادرات في عام 2024.
ولكن مع بدء تطبيق الرسوم الأمريكية في أبريل الماضي، تراجعت صادرات السيارات (بما في ذلك الحافلات والشاحنات) إلى أمريكا بنسبة 26.7% في يونيو وحده، بعد انخفاض بنسبة 24.7% في مايو.
ورغم زيادة عدد المركبات المصدرة بنسبة 4.6%، إلا أن قيمة تلك الصادرات تراجعت بنسبة 25.3%، ما يشير إلى تخفيضات كبيرة في الأسعار لامتصاص أثر الرسوم الجمركية المرتفعة.
الاقتصاد الياباني مهدد بالركود
تمثل الصادرات نحو 22% من الناتج المحلي الإجمالي لليابان، بحسب البنك الدولي. ومع تراجعها المستمر، انكمش الاقتصاد الياباني في الربع الأول من عام 2025، وإذا تكرر هذا في الربع الثاني، فإن اليابان ستدخل رسميًا في ركود فني.
رغم المحادثات المستمرة، رفض المفاوضون اليابانيون حتى الآن تقديم تنازلات زراعية مقابل تسهيلات في قطاع السيارات. وأكد كبير المفاوضين اليابانيين، ريوسي أكاتزاوا، أن طوكيو لن "تضحي بالقطاع الزراعي" من أجل اتفاق سريع مع واشنطن.
وفي المقابل، صعّد الرئيس ترامب لهجته مؤخرًا، منتقدًا موقف اليابان من واردات الأرز الأمريكي رغم وجود نقص في السوق الياباني، مشيرًا إلى أن "اليابان ترفض استيراد أرزنا" – رغم أن اليابان استوردت أكثر من 350 ألف طن من الأرز الأمريكي خلال 2024.
انقسام داخل اليابان حول الاستراتيجية التفاوضية
من جانبه، عبّر تاكيشي نينامي، المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء الياباني، عن اعتقاده بأن طوكيو كانت "متشددة أكثر من اللازم" في مفاوضاتها، وكان من الأفضل قبول رسوم مبدئية بنسبة 10% لتجنب التصعيد إلى 25%.
وأكد نينامي أن اليابان يجب أن تظهر مرونة في النقاشات، لا سيما فيما يتعلق بالمعايير غير الجمركية لسلامة السيارات، وضرورة الانفتاح المحدود في قطاع الزراعة، خصوصًا مع اقتراب انتخابات مجلس المستشارين في 20 يوليو، حيث يواجه الائتلاف الحاكم خطر فقدان الأغلبية.