تراجع قياسي في الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام

انخفاض قياسي في الصادرات الصينية لأمريكا رغم نجاحات في أسواق أخرى وتوترات تجارية مستمرة

مقالات ذات صلة
رغم الضغوطات: صادرات الصين تحقق قفزة قياسية في شهر أبريل
ارتفاع سعر البنزين في الولايات المتحدة لمستوى قياسي
رقم قياسي جديد في مطارات الولايات المتحدة الأمريكية

شهدت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة أكبر انخفاض لها منذ أكثر من خمس سنوات، وسط مؤشرات على تراجع الزخم التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم رغم اتفاقيات خفض الرسوم الجمركية الأخيرة.

انخفاض حاد في الصادرات والفائض التجاري

أظهرت بيانات رسمية أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 34.5% في شهر مايو مقارنة بالعام الماضي، وهو التراجع الأكبر منذ تفشي جائحة كورونا في فبراير 2020. 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كما هبطت الواردات الصينية من الولايات المتحدة بأكثر من 18%.

وتراجع الفائض التجاري الصيني مع أميركا إلى 18 مليار دولار، مسجلًا انخفاضًا سنويًا بنحو 41.55%.

رغم الأداء السلبي مع السوق الأميركي، سجلت الصادرات الصينية الإجمالية نموًا بنسبة 4.8% بالدولار الأميركي خلال مايو، لكنها جاءت أقل من توقعات المحللين التي رجحت نموًا بنسبة 5%.

في المقابل، انخفضت الواردات بنسبة 3.4%، وهو تراجع فاق التقديرات التي توقعت انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.9%، ما يعكس ضعف الطلب الداخلي في البلاد.

آسيا وأفريقيا تعوّضان جزئيًا خسائر السوق الأميركية

عزّزت الصين صادراتها إلى دول جنوب شرق آسيا بنسبة تقارب 15%، كما سجلت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا بنسبة 12%، وقفزت الشحنات إلى أفريقيا بأكثر من 33%. وأسهم ذلك في رفع الفائض التجاري الإجمالي للصين بنسبة 25% على أساس سنوي ليبلغ 103.2 مليار دولار في مايو.

تراجعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة في أبريل أيضًا بأكثر من 21%، نتيجة الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها إدارة ترامب مطلع أبريل، وعلى الرغم من رفع بعضها في منتصف مايو، إلا أن تداعياتها استمرت.

وقال تيانشن شو، كبير الاقتصاديين في "وحدة الاستخبارات الاقتصادية"، إن "الضرر وقع قبل رفع الرسوم، وهو ما يفسر التراجع الحاد في الأرقام".

تذبذب في صادرات بعض السلع الأساسية

سجّلت صادرات الصين من المعادن الأرضية النادرة انخفاضًا بنسبة 5.7% لتصل إلى نحو 5,865 طنًا، وسط تشديد الرقابة الصينية على هذه المعادن الاستراتيجية.

في المقابل، ارتفعت صادرات السيارات بنسبة 22%، والسفن بنسبة 5%، في حين انخفضت صادرات الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية بنسبة 10% و6% على التوالي.

أما واردات فول الصويا فسجلت ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 36.2% لتبلغ 13.92 مليون طن، في ظل تزايد الطلب المحلي.

توقع الخبراء أن يشهد شهر يونيو تعافيًا نسبيًا في الصادرات الصينية إلى السوق الأميركية، إذ سيكون أول شهر كامل تستفيد فيه الشركات الصينية من خفض الرسوم الجمركية. 

ويتوقع أن تتحسن صادرات المعدات الكهربائية والمعادن النادرة نتيجة لتخفيف القيود المفروضة عليها.

محادثات تجارية جديدة رغم التوترات

تستأنف الصين والولايات المتحدة اليوم جولة جديدة من المفاوضات التجارية في لندن، حيث يلتقي نائب رئيس الوزراء الصيني "هي ليفنغ" وزير الخزانة الأميركي "سكوت بيسينت"، في ظل توتر متصاعد بعد تبادل الاتهامات بشأن خروقات محتملة لاتفاق جنيف الأخير.

واشنطن اتهمت بكين بالتباطؤ في تنفيذ تعهداتها، خصوصًا ما يتعلق بتصدير المعادن الحيوية، فيما ردت بكين بانتقاد القيود الأميركية الجديدة على تأشيرات الطلاب الصينيين وصادرات الرقائق الإلكترونية.

في خضم هذه التوترات، أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها ستواصل مراجعة طلبات تصدير المعادن الأرضية النادرة، مبررة ذلك بارتفاع الطلب المحلي والعالمي على هذه المواد في قطاعات مثل الروبوتات والسيارات الكهربائية والطاقة الجديدة.