تحذيرات من انهيار النظام الاقتصاد العالمي بسبب قرارات ترامب

  • تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
الاتحاد الأوروبي: رسوم ترامب ضربة قاصمة للاقتصاد العالمي
تحذير من صندوق النقد الدولي... الاقتصاد العالمي يواجه «مجموعة مصائب»
رسوم ترامب الجمركية تهدد الاقتصاد البريطاني

القرارات المالية الأخيرة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنها فرض رسوم جمركية شاملة، أدت إلى إثارة حالة من الذعر في الأسواق العالمية، في مشهد أعاد إلى الأذهان العواقب الكارثية لإعلان الميزانية المصغرة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس قبل 3 سنوات.

إلا أن تأثير قرارات ترامب كانت أكثر عمقًا وخطورة، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن فايننشال تايمز، بالنظر إلى الحجم الهائل للاقتصاد الأمريكي، ومكانته المحوري في النظام المالي العالمي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

اتجاه أمريكي نحو القومية الاقتصادية

يفسر العديد من المحللين القرارات الأخيرة التي اتخذها ترامب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية إلى تحول الإدارة الأمريكية لتبني نهج قومي في الاقتصاد، وتوظف ادوات مثل الرسوم الجمركية لأهداف تتجاوز التجارة، وتخدم مصالح جيوسياسية واسعة، وهي رؤية ستعيد تشكل قواعد اللعبة في الاقتصاد العالمي، ولكنها ستهدد في الوقت نفسه بنزع الأساس الذي تعتمد عليه الأسواق، ألا وهي الثقة.

وقد كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة أوليفر وايمان، المتخصصة في شؤون المؤسسات الحكومية، مع المنتدى الاقتصادي العالمي، أن تفكك النظام المالي العالمي قد يؤدي إلى خسائر سنوية تتراوح بين 600 مليار و5.7 تريليونات دولار، أي ما يعادل 5% من الناتج الاقتصادي العالمي. وتحذر الشركة من أن الكلفة الحقيقية لا تمكن في الأرقام، بل في انكسار الثقة.

اقرأ أيضًا:  وارن بافيت منتقدًا رسوم ترامب: حوّلت الساحة إلى حرب تجارية

تدهور الأسواق الأمريكية

وبعد قرارات ترامب، شهدت الأسواق الأمريكية حالة من التدهور الحاد، تمثلت في انخفاضات كبيرة في أسعار الأسهم، بجانب عمليات بيع مكثف في سوق سندات الخزانة، وانخفاض قيمة الدولار.

وكل هذه النتائج إشارات واضحة على تراجع ثقة المستثمرين وتزايد مخاوفهم من مستقبل قاتم، بل وخروج حقيقي لرؤس الأموال من الولايات المتحدة. هذا القلق لم يخفه جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس، الذي صرح لصحيفة فايننشال تايمز بأنه يشعر بالقلق من فقدان الولايات المتحدة موقعها كملاذ آمن.

ولا تقتصر قررات ترامب على الرسوم الجمركية فحسب، بل كثف هجماته على المؤسسات التي تمثل خصومه السياسيين، سواء بملاحقة مكاتب المحاماة، أو شن حملات ضد سياسات التنوع في الشركات، بجانب قراراته بقطع التمويل عن مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل جامعة هارفارد.

اقرأ أيضًا:  انكماش الاقتصاد الأمريكي 0.3% في الربع الأول من 2025

تحذير من هشاشة الاقتصاد

رغم أن النظام المالي العالمي أثبت قدرته على الصمود أمام أزمات كبرى مثل جائحة كورونا وأزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، فإن خبراء يحذرون من هشاشته المتزايدة في مواجهة الصدمات القادمة، خاصة مع تفاقم الديون وظهور ممارسات مالية محفوفة بالمخاطر.

من أبرز تلك الممارسات ما ُعرف بـ"تجارة الفجوة"، حيث تعتمد صناديق التحوط على أموال مقترضة بكثافة لتحقيق أرباح طفيفة من فروق بسيطة بين السندات والعقود الآجلة. وتشير وكالة "ستاندرد آند بورز" إلى أن أي خلل في هذه الآلية قد يرتد سريعًا على النظام المالي برمّته، متسببًا في ارتفاع مفاجئ في كلفة التمويل، ما قد يؤدي إلى انفجار أزمة جديدة.

وفي هذا السياق، حذر بيير أوليفييه غورينشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، من أن اندلاع حرب تجارية جديدة، إلى جانب النزاعات العسكرية المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، يمكن أن يشكل ضغوطًا خطيرة على الأسواق المالية العالمية. ولفت إلى خفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي من 3.3% إلى 2.8%، ما يعكس أفقًا قاتمًا يلوح في الأفق إذا ما استمرت هذه السياسات في التوسع.