ترامب يدعو إلى إعادة التحقيق بشأن خسارته في انتخابات 2020
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة أخرى لإثارة الجدل حول خسارته في الانتخابات الرئاسية 2020، التي فاز فيها الرئيس جو بايدن بالرئاسة، فعلى الرغم من الملاحقات القضائية التي يواجهها بتهم جنائية تتعلق بمحاولات لإلغاء نتائج إنتخابات 2020، جدد دعوته مرة أخرى لتعيين مدع عام خاص يتولى التحقيق في فوز جو بايدن بالرئاسة، واصفًا الانتخابات بأنها "أكبر عملية احتيال في التاريخ الأمريكي".
وقد جاءت هذه الدعوات من خلال حسابه على منصة "تروث سوشيال" حيث قال: "يجب تعيين مدع خاص فورًا فليبدأ العمل".
لكن تلك الاتهامات دحضت أكثر من مرة من قبل خبراء قانونيين وهيئات انتخابية مستقلة، حديث وجدت المحاكم الأمريكية، بما فيها التي عُين قضاتها من قبل ترامب نفسه، أنها لا تستند إلى أدلة موثوقة. وانهارت جميع الدعاوى التي رفعها ترامب وحلفاؤها للطعن في النتائج أمام القضاء.
يُذكر أنه في النظام الأمريكي، لا يمتلك الرئيس أي صلاحية قانونية لتعيين مدع خاص، حيث يعود هذا القرار حصرًا إلى وزير العدل. ورغم ذلك، يراهن ترامب على دعم شخصيات حليفة له، منهم بام بوندي، التي لا تزال تدعمه سياسيًا، وقد تستجيب لضغوطه الرمزية وتدفع بهذا المقترح في الساحة العامة، وحتى ولو كان بلا سند قانوني مباشر.
اقرأ أيضًا: الانتخابات الأمريكية 2020: كم أنفق دونالد ترامب وجو بايدن في حملتيهما؟
ترامب يعرف أن الانتخابات لم تكن مزورة!
كشفت تحقيقات فيدرالية أن ترامب يعرف أن الانتخابات في 2020 لم تكن مزورة، وقد أظهرت ملفات القضية الفيدرالية أن كبار المستشارين لدى ترامب حذروه أكثر من مرة من غياب أي دليل على التزوير، لكنه اختار تجاهلهم. وقد نقل عن مستشاره جيسون ميلر أنه وصف ما يطرح بأنه "نظريات مؤامرة مصدرها الفضاء".
ووفقًا لروايات المدعين، فقد سخر ترامب في أحاديثه الخاصة من تلك المزاعم، فعندما عرضت عليه المحامية سيدني باول نظريتها حول "تلاعب أجهزة التصويت" قارنها ترامب بأحداث خيالية من مسلسل "ستار تريك"، وزعم أنه قال لعائلته: "لا يهم إن كنت خسرت أو ربحت، المهم أن تواصل القتال".
اقرأ أيضًا: بأكثر من 16 مليار..الانتخابات الأمريكية الحالية الأغلى تكلفة
تبعات قانونية لادعاءاته
ورغم أن ترامب نفى جميع هذه الادعاءات ويصر على براءته، فإن الترويج لرواية "الانتخابات المسروقة" لم تكن بلا ثمن، ففي عام 2023، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب كلف فريقًا مستقلًا لتحقيق نتائج الانتخابات.
وتبنى هذه المزاعم لم يكلف ترامب وحده، بل أثّر على كل حلفائه القانونيين، فجميعهم الآن يواجهون تهمًا جنائية، وتعليقًا لتراخيصهم المهنية، بالإضافة إلى دعاوى تشهير بملايين الدولارات رفعتها شركات تكنولوجيا انتخابية تضررت من تلك المزاعم.
ورغم ذلك، لا تزال رواية التزوير تحظى بشعبية ورواج كبير بين أنصار ترامب، حيث تظهر الاستطلاعات أن قرابة 30% من الأمريكيين لا يزالون يعتقدون أن جو بايدن لم يفز بانتخابات 2020 بطريقة شرعية.